العهد الجديد.. مستقبل عماننا المقبل

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٩/يناير/٢٠٢٠ ١٤:٥١ م
العهد الجديد.. مستقبل عماننا المقبل

محمد بن عبدالله الراسبي

50 سنة هي حقبة مضت وشعلة أضيئت ومازالت وسوف تستمر في كل ركن من اركان عمان، بفضل من الله ثم باني عمان جلالة السلطان قابوس- طيب الله ثراه - شهادة مقارنة وتصنيف دولي لا يختلف عليه إثنان كيف كانت عمان وكيف أصبحت اليوم ولا يلمس ذلك إلا من عايش فترة ما قبل ال 1970 .

نحن كعمانيين اليوم في تحد جديد ورؤى جديدة تتماشى مع الحاضر والمستقبل وكيف لهذه التحديات ان تتحول الى مكتسبات يشارك فيها الجميع حسب طاقته وخبرته وعزيمته الذاتية والوطنية ، وأهم من كل هذا امانته بتقديم مصلحة الوطن قبل أي شيء لأن به تكون مصلحة الجميع وهذا هو ديدننا وما نؤمن به والجميع موضع ثقة العهد الجديد.

الطاقات البشرية، والموارد المالية وتحقيق العدالة الإجتماعية ركائز تعتمد عليها الدول كمؤشرات للتقدم ، ليس كتابيا، كقوانين تصدر ، او قرارات تنشر ، بل تطبيق فعلي يسبقها متابعة للحصول على أفضل النتائج وأسماها، لتجعل عمان اكثر تميزا ونموا ، ومؤشرا تصاعديا ليس متعرجا تعترضه عقبات- البيروقراطيه , والأنا , والمناصب - والتي تكون في كثير من الأحيان فوقيه وشخصيه ولاتتسق او تنتسب قراراتها الى مايخدم الوطن ، فالأحوط فتلترتها وإماطة من يخلقها او يتبناها كونها لامحالة تعترض وتفرمل طريق الإنطلاقه الى الإمام .
إذن الطاقات البشريه تبحث دوما عن من يدفع بها إيجابا للإبداع والإبحار على قارب النجاح وتجديف طاقاتها للتوجه الى القمم لبناء ابراج عاليه في مختلف المجالات والمحافظة عليها لكي ترفرف راية عمان و يزيد علو كعبها لكي يشار إليها بالبنان كما أشير لما بين الـ1970 و2020 . كل هذا يحتاج الى تغير ذاتي وتغيير ومتابعه جليه لهذه الموارد وتنميتها حتى يتم التأكد من وصولها الى بر امان النجاح الكامل وليس فقط تسليم الزمام معتمدين على التوقعات .
الموارد الماليه والإستثمارات الحقيقيه لاتكمن في مانرسمه ونقدمه ثم نروج له ، مالم تضع له جميع السيناريوهات المتوقعه والخطط البديله والتحديات المستقبليه وربطها بما له علاقة بتلك الموارد ومايؤثر عليها. إننا في عالم يفرض نفسه ويغير حركته وديمومته مسارات غير متوقعه ، ومطبات استثنائية تتطلب اشخاص استثنائيين في هذه المرحله يوضعوا امام خيارين لاثالث لهما - إما الإنجاز او ترك المجال - لمن هو أفضل وأامن.
لسنا في وقت قد نعتقد ان الأخرين يعملون لمصلحتنا ولسنا في وقت ينتظرنا كيفما شئنا ، مالم نضبط إيقاع الزمن والمال ونخضعهما لخدمة الصالح العام بجهود بشريه مضاعفه وجني ثمارها للوطن ومن يعيش عليه وهو ذاته ما اكدته الخبيره بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن “كريستين ديوان بقولها ”، فإن الضمان الأفضل لحياد عمان هو تنفيذ إعادة هيكلة اقتصادية ناجحة تعتمد على شعبها وتتجنب الاعتماد على أي قوة أخرى”.
وبما أن المواطن هو الوجه الأخر والمورد الأساسي فنتوقع الإستماع له من خلال استطلاعات لكي يكون جزء من القرارات لهذه المؤسسه اوتلك كماهو معمول به في الشركات الكبرى بهدف تطوير نفسها وتقديم الأفضل، وذلك من باب رؤية وجهة النظر الأخرى والتي تحقق نموذجا وطنيا وجيلا خلاقا تسعده مشاركته صنع القرار. ذلك حتما سوف يولد الرضى النفسي كونه جزء من العداله والشراكه المجتمعيه لدى اي شخص منتج ويكون دافعا إلى الإمام لتعزيز العمل الوطني والذي نؤمن به جميعا في اننا قادرين في تخطي من سبقونا إقتصاديا كقوه مضافه وثقل له وزنه بين الأمم ويكفي أن نستلهم بما قاله مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ”، الحفظ على ما أنجزه جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- والبناء عليه أخرى”. جملة لها دلالات ورساله تعبر عن مستوى المسؤوليه التي يجب ان نتحملها جميعا دون إستثناء .