رخيوت - علي بن محمد باقي
عدسة المصور - عوض السعدوني
تحتضن 3 بيئات مختلفة جبلية وساحلية وبدوية
كانت مركز رئيسي للتصدير الاستيراد قبل عصر النهضة المباركة
تبعد عن مركز مدينة صلالة 145 كم باتجاه الغرب
حبا الله بلدنا الغالي سلطنة عمان بطبيعة خلابة وتضاريس بيئية مختلفة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها بما يمثل ذلك من شواطئ وسهول وجبال وصحاري وغيرها من المكونات الطبيعية الأخرى كالكهوف والأودية والأفلاج والعيون اضافة الى أجوائها المعتدلة في معظم محافظات وولايات السلطنة.
وفي هذا السياق نسلط الضوء على إحدى ولايات السلطنة التي تنفرد بجمال طبيعتها وتنوع بيئتها وتضاريسها اضافة الى أجوائها المعتدلة طوال العام وهي ولاية رخيوت الذي جاء اسمها من الرخاء وسعة العيش
وتعد ولاية رخيوت من الولايات التابعة لمحافظة ظفار والتي تقع في الجزء الغربي من المحافظة حيث تبعد عن مدينة صلالة مركز محافظة ظفار حوالي 140 كم وتحد الولاية من اتجاهاتها الأربعة ولاية صلالة من جهة الشرق ومن الغرب ولاية ضلكوت ومن الشمال ولاية المزيونة ومن الجنوب بحر العرب وتتبع ولاية رخيوت نيابة واحدة وهي نيابة شهب أصعيب
وتحتضن ولاية رخيوت بيئات مختلفة تجمع بين السهل والجبل والبادية مما يشكل ذلك طابعا سياحيا وبيئيا من خلال الإطلالة من أعلى الجبال والمرتفعات وقد لعبت الولاية دورا أساسيا في الأزمنة القديمة حيث كانت إحدى محطات القوافل والنقل البحري الى مختلف ولايات السلطنة وكذلك الى البلدان المجاورة وخاصة فيما يتعلق بتصدير اللبان والمنتجات المحلية من محاصيل زراعية موسمية ومنتجات ألبان محلية الى الأسواق الخارجية ويوجد بهذه الولاية العديد من المواقع الأثرية القديمة من حفريات ومقابر وأبراج وأضرحة وتنفرد ولاية رخيوت عن غيرها من ولايات السلطنة بأجوائها اللطيفة والمعتدلة طوال مواسم السلطنة مما تستقبل الولاية العديد من الزوار من داخل السلطنة وخارجها نظرا لما تتمتع به من تضاريس وبيئات مختلفة يستطيع الزائر التجوال من منطقة لأخرى بين الشواطئ الرملية والخلجان البحرية والجبال الشاهقة والعيون المائية العذبة والكهوف المطلة دون كلل أو ملل مما يشكل ذلك موقع جذب سياحي نظرا لجود تلك المقومات الطبيعية المتنوعة بهذه الجزئية الساحرة من السلطنة.
ومن أهم المواقع السياحية في الولاية منطقة الفزايح الساحلية ومنطقة الحوطة ومنطقة خرفوت ومنطقة ذنت وحفرة اذابة شعت والحفريات القديمة في منطقة ثيتنتي اضافة الى المعالم الأثرية القديمة من مساجد وقلاع وحصون تاريخية في مركز الولاية برخيوت الذي مثل دورا هاما في الحركة التجارية والاقتصادية لدى سكان ومرتادى الولاية قديما اضافة الى دور مركز الولاية انذلك في اللقاءات الأهلية وحل الخلافات والقضايا الاجتماعية والقبلية بهدف لم الشمل
كما تحتضن الولاية عدة عيون مائية أبرزها عين أنحارت ومنهال وإيروب وعين أعدي بالحوطة وعين غيران بخرفوت وكذلك عين هياك وعين نكبات. أما الكهوف والمغارات فيوجد بالولاية العديد منها أشهرها كهف أخاروت، كهف شروت، كهف حرتوم وكهف ذنت وكهف أحيول اضافة الى الكثير من الكهوف التي تعتبر رئيسية لدى سكان الولاية ولم يصل إليها الطريق لتصبح معروفة ومشهورة لدى الجيل الحالي والزائر وفيما يتعلق بالشواطئ فهناك العديد من الشواطئ والخلجان البحرية ذات الرمال الفضية التي تبهر الزائر بصفاء بياضها فهناك شاطي خرفوت الذي يقع بين ولايتي رخيوت وضلكوت حيث تمتاز المنطقة بعدة مقومات طبيعية منها المياه العذبة الجارية وأشجار التين والصبار اضافة الى المواقع الأثرية القديمة أيضا شاطي رخيوت وشاطي الحوطة وشاطي الفزايح كما أن هناك العديد من الشواطئ والخلجان خاصة وان الولاية تقع على ساحل بحري ممتد من بعد المغسيل مباشرة والى غرب منطقة خرفوت مرورا بعدة مواقع ساحيلة وجبلية طوال هذا الساحل.
وبما أن الولاية تنفرد بتلك المقومات الطبيعية والتضاريس المختلفة والمناخ المعتدل فيعمل أبناء الولاية في العديد من المهن أبرزها وأشرها تربية الماشية حيث يوجد في الولاية أعداد كبيرة من المواشي كالجمال والأبقار والأغنام ويعتمد سكان الولاية على هذا الجانب من المهن كونها منطقة رعى للمواشي وينمو بها أنواع كثيرة من الحشائش الحيوانية والنباتات الطبيعية اضافة الى مهنة صيد الأسماك والشارخة والحبار حيث تعد الولاية من الولايات التي تنفرد بثروة بحرية نادرة من اسماك القاع واسماك السطح بمختلف أنواعها وأشكالها وتأتي الشارخة المعروفة والتي تنفرد بها ولاية رخيوت عن غيرها لدى تجار أسواق السمك نظرا لحجمها وألوانها المختلفة وطعمها اللذيذ كذلك الحبار ضمن الثروات البحرية لولاية رخيوت التي تصدر الى الخارج من خلال الأسواق المحلية.
كما يعمل أبناء الولاية في عدة مهن وحرف أبرزها استخراج العسل الطبيعي من الجبال وكذلك تربية نحل العسل في صناديق خشبية وأيضا بعض الحرف والمشغولات اليدوية والتي عادة تعمل فيها المرأة وهي الحرف والمشغولات اليدوية وصناعة الفخاريات والجلود اضافة الى مشتقات الالبان.
اما الزراعة الموسمية والتي يعمل بعض أهالي الولاية على زراعة بعض المحاصيل الزراعية الموسمية والتي عادة تزرع مع بداية موسم الخريف من كل عام خاص الذرة واللوبي.
وما يميز رخيوت عن غيرها الفنون المغناة من نانا ودبرارت ورعبوت وفن الوياد نظرا لشرائح المجتمع المختلفة لتلك البيئات التي تحتضنها الولاية والتي تنفرد بأسلوب معين في أداء الفن.
وأصبحت هناك نقلة نوعية على مستوى الولاية من بنية تحية كالطرق والمدارس والمستشفيات والمياه والكهرباء اضافة الى المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية المختلفة اضافة الى المراكز الحرفية وجمعية للمرأة العمانية.
وحظيت ولاية رخيوت كغيرها من ولايات السلطنة باهتمام كبير من قبل الحكومة الرشيدة ليعيش ويستقر المواطن العماني أيمنا كان على هذه الأرض الطيبة حيث يوجد في رخيوت العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة أبرزها مكتب سعادة الوالي في مركز الولاية ومكتب لنائب الوالي في نيابة شهب أصعيب ومركز لشرطة عمان السلطانية ومستشفى رخيوت في مركز المدينة ودائرة للثروة السمكية وأخرى للتنمية الزراعية والثروة الحيوانية ودائرة كاتب بالعدل ودائرة للمياه وأخرى للإسكان ودائرة للتنمية الاجتماعية وبلدية رخيوت ومكتب اشراف تربوي ومركز صحي بشهب أصعيب ومركز رخيوت للحرفيات ومكتب لشركة كهرباء المناطق الريفية وجمعية للمرأة العمانية اضافة الى بعض المؤسسات العسكرية والأمنية.