صلالة - الشبيبة
يجمع المواطنون في عمان أن 23 يوليو وهو اليوم الذي عرف فيه العمانيون تولي المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه مقاليد الحكم كان نقلة لعمان وللعمانيين واشبه بثورة تنقل البلد من مرحلة الى مرحلة وشهدت تحديثا جذريا بعد أن ظلت البلاد لفترات طويلة منعزلة ومنغلقة.
وعند مجيء المغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه بدأ اولى خطواته بدعوة المواطنين الى العودة للوطن والمشاركة في عملية التنمية والبناء.
ومن أهم انجازات النهضة التي لايساوم أحد عليها هي الأمن والامان الذي تشهده البلاد ومن خلال الأمن والامان يمكن للكل أن يعمل بحرية وان يفكر ويخطط لبناء عمان هكذا قالوا:
بنية غير عادية
يقول احد المشايخ بمحافظة ظفار: 23 يوليو منعطف تاريخي في تاريخ عمان وهذا المنعطف التاريخي الذي قاده المغفور له بإذن الله جلالة السلطان -طيب الله ثراه- شمل كل مجالات الحياة ومن أهم هذه المجالات نعمة الامن والامان ولايشعر بهذه النعمة إلا من يفتقدها وهي نعمة كبيرة ومن السبعين الى اليوم نعيش في هذه النعمة.
ويقول: كل انسان يشعر اليوم بالتغيير الذي حدث والبنية الأساسية في السلطنة أخذت جهدا كبيرا ووقتا ومالا أيضا مقارنة مع امكانيات السلطنة وهي نعتبرها بنية غير عادية فعمان بلد واسع واغلبها صحراء وقد أخذت حيزها ووجودها في مختلف ولايات السلطنة والأمر متباين كذلك فبعض المحافظات والمناطق تحتاج الى جزء كبير من التنمية والبنية الأساسية والحمد لله فإن التنمية وصلت الى مختلف الولايات.
ويقول بالنسبة للتنمية في محافظة ظفار: لايوجد فرق بين المدينة والريف فالفرق في المساحة الفاصلة بينهما في حدود 5-10 كيلومترات فقط والكل متواصل بهذه التنمية والخدمات ربما احتياجات المدينة فعلا تختلف عن الريف وعملية الإستفادة من التنمية موجودة ونكل إنسان يطمح الى الأفضل .
تحديات التنمية في ظفار كانت الأمن وهي أهم اختبار توطيد الأمان في كل مختلف الولايات ولاسيما في محافظة ظفار اما الأمور التنموية الاخرى فنقول إن التنمية موجودة .
التحديثات التي قادها جلالة السلطان طيب الله ثراه في الفترة الفائتة
ويضيف: ينبغي علينا كمواطنين أن نحافظ على مكتسبات هذا البلد وهذه النهضة بأن نكون صادقين مع أنفسنا ومن ثم مع سلطاننا ودولتنا وعندما يكون هناك صدق وامانة واخلاص في العمل سنحقق كل مانريده فنحن نبحث عن هذا أبتداء من الوزير الى أصغر موظف في الحكومة على الكل أن يكون صادقا ومخلصا في عمله بل وحتى المواطن الذي يتعامل مع المسؤول أو الوزير لابد أن يكون صادقا .
ويؤكد أن المستقبل كله خير والحمد لله كما قلت بلدنا بلد أمن وهو مفتاح للاستثمار في كل منطقة من مناطق السلطنة.
أرى الاستبشار
عضو سابق في مجلس الشورى قال: لايوجد مجال للمقارنة بين العهد الحديث والعهد السابق ومن يعيش في عمان قبل عهد المغفور له جلالة السلطان سعيد بن تيمور طيب الله ثراه ومن ثم حالفه الحظ وعاش في عهد المغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه والنهضة الحديثة.. فكل يوم نرى منجزا تنمويا من طرق ومبان واجيال جديدة تبكر الى المدارس وخريجين بالالاف من الجامعات أرى الإستبشار والتفاؤل بالمستقبل على وجه الانسان العماني.. لقد أعطى الله سبحانه وتعالى فرصة لنا.. لقد كنا نهاجر ونعيش في الخليج الشباب لم ير مايحدث لنا خارج البلاد من تعب ومعاناة لقد راهنا على عهد المغفور له جلالة السلطان طيب الله ثراه وكنا شبابا في ذلك الوقت وكانت الثورة موجودة في جبال ظفار وكانت شديدة جدا وكل الناس كانت مع الثورة قبل مجيء المغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه لانها فقدت الامل ولم تشاهد أي عطف أو حنان من قبل.
ومع مجيء المغفور له جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه وكنا شبابا وعندما قارنا بين خطابات جلالة السلطان ووعده للشعب بأنه سيبني دولة عصرية جديدة وسيرتقي بالشعب العماني الى مايستحقه وبناء الإنسان وتعليمه حتى تحت ظل الشجر فقد راهنا وكنا شبابا وقلنا يجب أن نناصره وكنا نتعلم في دول الخليج فخالفنا الخط الماركسي الذي كان جزءا كبيرا من الثوار قد أعتنقوه نحن خالفناهم ورفضنا الإنضمام اليهم وقلنا هذا ليس من ثقافتنا ولانرضى به ورجعنا الى البلد عبر مسقط في تلك الأيام وليس عبر عدن وراهنا منذ البداية على اشراقة عهد جلالة السلطان -طيب الله ثراه - والحمد لله لم يأخذنا الوقت طويلا حتى كسبنا الرهان .
ويضيف: انظر الى جبال عمان ووديانها لانجد فيها الا مدرسة ومستوصفا وطريقا واذا نظرنا الى دخل الدولة ومواردها نجدها متواضعة مقارنة بموارد دول المنطقة .
اما عن التعليم والصحة يقول قطن إنها كانت حلما: كانت بعض الكتاتيب موجودة وكانت هناك مدرسة وحيدة في صلالة هي المدرسة السعيدية ولايدخلها إلأ أبناء الذوات في المدينة فأبناء عامة الناس لايقبلون وهي أيضا محدودة القبول وبسيطة جدا في كل سنة وتوصل الى الصف السادس تعتبر تخرجت.
وقال: لكن عندما بدأت النهضة جاءت بمفاهيم جديدة ففتحت المدارس في كل مكان واعتمد الشعب العماني على موارده الأن وانا أتمشى في مدينة صلالة والأرياف وفي مسقط ترى مدنا حديثة مشجرة واصبحت رمزا للنظافة والجمال لمدن سلطنة عمان واتذكر في سنة 1974 بعثتنا وزارة التربية والتعليم كمعلمين للغة الإنجليزية للتدريب وتعليم اللغة الإنجليزية في مدارس السلطنة فقال سائق الباص من المجلس الثقافي البريطاني ونمر على شوارع لندن فراهننا سائق الباص بان من يسمع بوق سيارة أو يرى ورقة أو علبة في الشارع فله بوند أسترليني فعجزنا عن تغريمه بوندا واحدا بسبب النظافة الموجودة في تلك المدينة وهذا مانراه حاليا في مدننا من نظافة ونظام أو نسمع بوق سيارة نادرا فنحن شعب غير «مزمر»لكن عندما تذهب الى دول أخرى في العالم ستصاب بالصمم والأوساخ والكل يرمي من السيارة مانحن عليه هو بسبب أننا مكافح ونظامي وخلوق والنظام قيمة من قيم الاخلاق فنحن لنا سجية الخلق .
ويضيف: هناك أمران سكة البنية الأساسية والحمد لله موجودة وتحققت من مطارات وطرق وخدمات ومدن جديدة وهناك سكة الطموح فأعتقد أنه منذ يوم بدأت النهضة المباركة لم يميز الشاب عن الشابة لا في التعليم ولافي التوظيف ولا في الواجبات إذن ماذا ننشد أكثر من ذلك عندما نجد المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات بين البنت واخيها الولد .
ويقول: أتذكر في 1972 فقد كان هناك احتفال بالعيد الوطني الثاني في مدينة صلالة في يوليو وكان المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- قد جاء في موكب الخيالة على خيل من شرق سوق الماركيت كما كنا نسميها في تلك الايام متجها الى الحصن وكان حوله أمواج بشرية من المواطنين يحتفلون بالعيد الوطني وهو وسط هذه الامواج وفي هذه السنة لم يكن الامن مستتبا بعد إلا في مدينة صلالة فقط بينما كانت الجبال تشهد معارك وسيطرة الثوار عليها لكن كلما أتذكر الموقف يتبادر في ذهني ثقة المغفور له جلالة السلطان في شعبه وبالله سبحانه تعالى ولو كان أي انسان فيه ذرة سوء في المغفور له بإذن الله جلالة السلطان كان أمامه وهو غير مسلح بل كان ممسكا بعصا فقط لكن كان وله بحر من شعبه الوفي وأتذكر ثقة الشعب العماني وخاصة أهل ظفار في المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- ومحبتهم له فالمطلوب اليوم من الشباب أن يحافظوا على بلدهم وان يكافحوا من أجل بلدهم وخيرات بلدهم وامنها .
فنحن نعيش في دولة حق المواطن فوق كل شيء والكلمة الأخيرة التي أقولها إن المستقبل يبشر بالخير بالأجيال المتعلمة وبالأرض والواسعة وبالأمن المستتب والناس تبحث عن الشر عندما لايوجد الخير.
العزيمة كانت حاضرة
من جانبه قال احد الولاة بولايات محافظة ظفار متحدثا عن فترة ماقبل السبعينات: العمانيون بشكل عام منذ نشأة الأرض الأصالة لها عزائم هناك مثلا بعض البلدان التي نشأت حديثا عمان بلاد عريقة ومعروفة ومحملة بثقل تاريخي يختلف عن بلدان حديثة النشأة فالعمانيون بأصالتهم لديهم عزائم ولقد عشنا حقبة ماقبل السبعينات فقد مررنا بمرحلة صعبة ..انتقل العالم الى حقبة انفتاح وبقيت الأرض العمانية منحسرة واصابها الجمود إلا أن العزيمة والتفكير كان حاضرا وبقوة فتلك الفترة انعزل فيها العمانيون عما حولهم وكانت الكثير من الأشياء مهددة بالإنقراض وأن تنتهي وتندثر مع رحيل العمانيين الى الخارج فقد هجروا ثقافاتهم ومزارعهم للبحث عن الرزق وصار العمانيون يفتقدون أبسط وسائل الحياة والذين سافروا رأوا الحياة وكان هناك ناس متعلمون ودرسوا وظللنا نحن كما نحن ووصلنا الى نفق مظلم والعمانيون بطبيعتهم ليسوا حقودين أو انتقاميين بحكم اصالتهم ولايميل للأشياء التخريبيبة فظلوا صبورين حتى مجيء مولانا المغفور له جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه-.
كانت أيام عسيرة فكان السفر محدودا ووممنوعا والاستيراد محدودا واقتناء المذياع كان محدودا بل وبالترخيص حتى السيارات والتعليم الحديث انحسر والعقول هاجرت .
ويضيف:عندما جاء عصر النهضة المباركة كان العماني لازال يتعامل مع الوسائل التقليدية فعلى سبيل المثال في الزراعة كان الإعتماد على الدواب والحيوانات في السقي وضخ المياه من الأبار وكذلك الحراثة بينما كانت الوسائل الحديثة أنتشرت في دول المنطقة والجوار وفي البحر كانوا يعملون في البحر بقوارب الصيد التقليدية وبالمجاديف بينما الأخرون بقوارب صيد حديثة والسيارات دخلت دول الخليج وبقينا نحن حتى عندما يأتي الزوار كانوا يرون أمورا مختلفة من بلد مازال غارقا في التقليدية بالرغم من تطور الاخرين ومثلما قلت أن العماني تعامل بصبر مع الأحداث ولم يتجه في طريق انحرافي بل كان ينتظر بفارغ الصبر انبلاج عصر جديد وهو الذي قاده مولانا حفظه الله ورعاه .
ويقول: حتى مع بزوغ فجر النهضة المباركة تم كل شيء بأمر مدروس ومتدرج دون الإنفتاح العشوائي فحافظنا على قيمنا واخذنا من الماضي مايصلح لنا ومن الحاضر مايفيدنا وقد واجهت النهضة أشكاليات كثيرة مثل الجبهة في الجنوب وغيرها والحمد لله تم التغلب على ذلك .
ان بلدا مثل عمان بلد بعرق وبكفاح ونشكر الله على هذه النعمة فلقد عشنا الماضي وعرفناه ونشاهد مانحن الأن عليه من خير ونعمة وتقدم ورخاء وارتقت البلد واريد أن نقول أن المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- نقل البلد نقلة تاريخية وذاكرة 23 يوليو من عصر جهل وتخلف وفقر الى عصر العيش الكريم والتنمية المستمرة فعلينا ان نحافظ على هذه المكتسبات وان ننطلق الى المستقبل بقوة فنحن كل الظروف متوافرة لدينا واولها الأمن والأمان كما أن جلالته -طيب الله ثراه-عود الشعب العماني على الصبر وقبول الأخر والمنطق واحترام الجار والاخرين ولاتوجد لدينا مشاكل مع دول أخرى كما أن المغفور له بإذن الله جلالة السلطان -طيب الله ثراه- كان قائدا غير متسرع فهو قائد حكيم والشعب العماني شعب تلاحم معه فكان الأب للمواطنين جميعا.