مسقط - خالد عرابي شارك في العرض شباب عمانيون منهم: ممثلون وكومبارس، وطلاب مدارس .. وأدت شاجيموراتوفا دور ملكة الليل و ويربا دور باباجينو
تصوير- خالد البوسعيدي
قدمت دار الأوبرا السلطانية مسقط مساء أمس السبت العرض الثالث والأخير من أوبرا «الناي السحري» للموسيقار النمساوي فولفغانغ أماديوس موتسارت (1756 – 1791)، وذلك على مسرح دار الفنون الموسيقية، حيث تم تقديم العرض على مدى أيام 2 و3 و4 يناير الجاري، وشارك في تقديم العرض العالمي الشهير الذي أنتج بصبغة عمانية خالصة حيث أنه أحد إنتاجات دار الأوبرا السلطانية للموسم الحالي، ولذا فقد شارك فيه شباب عمانيون، منهم: ممثلون، وكومبارس، وطلاب من مدارس السلطنة، كما وقد أجادت آلبينا شاجيموراتوفا في تأدية دور ملكة الليل، وأنطونيو بولي في دور تامينو، وماركوس ويربا أبدع في دور باباجينو. وجاء الاخراج للمخرج الشهير ديفيدي ليفرمور متميزا من حيث الملابس والديكور والإضاءة حيث اعتمد على بس لوحات عرض جذابة تلفت نظر الجمهور، وكذلك كان أداء أوركسترا إي باروشيستي تحت قيادة المايسترو دييجو فاسوليس متميزا حيث أن الموسيقى نفسها كانت جذابة ومتناسقة تماما مع اللوحات والغناء.
يعد العرض الذي قدمته دار الأوبرا السلطانية الأيام الماضية إنتاجا أصيلا عن أوبرا «الناي السحري» للموسيقار فولفجانج موتسارت وبأسلوب جديد، ومختلف عن المرات التي قدم فيها هذا العرض الأوبرالي الكبير، الذي يعرضه مسرح دافيدي ليفرمور المبتكر، فهو عرض ممزوجا بصبغة محلية خالصة تستقي خصوصيتها من الثقافة العُمانية، والديكور المحلي، وذلك لإنشاء الروابط، والصلات بين التراث الثقافي بالسلطنة، والتقاليد الإسلامية، بالثيمات الكونية الموجودة في أوبرا الناي السحري الذي بنيت حكايته على أساطير من الشرق، تعود للحضارة المصرية القديمة، خاصة أسطورة إيزيس وأوزيريس.
وبدأ العرض الذي ألّفه موتسارت في آخر عام من حياته -حين كان في الخامسة والثلاثين- بمشهد للأمير تامينو الضائع في أرض بعيدة يطارده ثعبان، فيبدأ بالغناء سائلا السماء أن تنقذه حتى يفقد وعيه، فتظهر ثلاث نساء هن خادمات ملكة الليل، فيقتلن الثعبان ويغادرن المكان، لكن تعاود الخادمات الظهور، ويقدمن له لوحة لابنة ملكة الليل التي تدعى بامينا، فيقع الأمير في حبها، ويعرف أن الساحر الشرير سارستو اختطفها، فيسعى إلى إنقاذها، غير أن ملكة الليل تعده بأنها ستزوجه ابنتها إذا ما عادت معه، وحين يلتقي سارستو يكتشف أنه يريد إنقاذ الفتاة من شر أمها ملكة الليل، فيوحدان الهدف ويخوضان مجموعة من المغامرات سيكشف عنها العرض.
وقد ابهر العرض الجمهور على مدى ايامه الثلاثة حيث أن إدخال الطابع العماني ومشاركة ممثلون وكومبارس وطلاب من السلطنة كان له تأثير كبير على العمل مما جعله عملا عالمي في ثوب وطابع عماني، وقد أجاد المشاركون من السلطنة في لاأداء أدوارهم وهو ما ميز العمل أكثر.. وذلك يعكس الدور الذي تلعبه دار الأوبرا السلطانية مسقط من عدة زوايا منها من حيث المزج ما بين الفنون وجعلها جسرا للوصل بين الثقافات والحضارات، وثانية من حيث إتاحة الفرصة للمواهب العمانية للمشاركة في أعمال عالمية بهذا المستوى مما يدعم مواهبهم وينميها و يخلق منهم نجوم لها شأن ومستقبل عظيم في هذا المجال.