اردوجان يأسف لتصريحات اوباما حول تركيا

الحدث الثلاثاء ٠٥/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
اردوجان يأسف لتصريحات اوباما حول تركيا

اسطنبول – ش – وكالات

اعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوجان امس الاحد عن "اسفه" للكلام الذي قاله الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة وندد فيه بـ"المسار المقلق جدا" الذي ينتهجه اردوجان على صعيد حرية الصحافة بتركيا.
وقال اردوجان لصحافيين اتراك في واشنطن، مع انتهاء زيارته للولايات المتحدة، "يحزنني ان تكون هذه التعليقات صدرت في غيابي". واضاف "هذه المسائل لم تدرج على جدول اعمال محادثاتنا مع اوباما".
واكد ان الرئيس الاميركي "لم يبحث معي هذا النوع من المسائل. وفي مكالماتنا الهاتفية السابقة، تحدثنا في اشياء مفيدة اكثر من حرية الصحافة"، وفق تصريحات نقلتها عنه عدة صحف ومن بينها صحيفة حرييت.
وكان اوباما الذي عقد اجتماعا مغلقا الخميس مع نظيره التركي، صرح الجمعة "ليس سرا أن هناك بعض التوجهات التي تثير قلقي في تركيا".
وتابع "ليس هناك أي شك في أن الرئيس أردوغان انتخب مرات عدة وفق عملية ديموقراطية، ولكن أعتقد أن النهج الذي اعتمدوه حيال الصحافة يمكن أن يودي بتركيا إلى مسار من شأنه أن يكون مقلقا جدا"، مشيرا إلى أنه أبدى مخاوفه هذه "مباشرة" لنظيره التركي.
واكد اردوجان انه شرح خلال اجتماعات اخرى في الولايات المتحدة ان حرية الصحافة قائمة في تركيا، مشيرا خصوصا الى ان صحفا وصفته ب"السارق" او "القاتل" ما زالت تصدر.
وقال "الصحف التي شتمتني ما زالت تصدر. هذا النوع من الشتائم والتهديدات ليس مسموحا في الغرب. ولو ادرج اوباما هذه النقطة (حرية الصحافة) على جدول اعمال محادثاتنا، لكنت قلت له ذلك".
وتتهم السلطات التركية بالاستبداد وتكميم أفواه الصحافيين المعارضين، وخصوصا بعد وضع صحيفة "زمان" تحت الوصاية مؤخرا، ومحاكمة صحافيين مشهورين من صحيفة "جمهورييت" المعارضة بتهمة كشف اسرار دولة.
والخميس وقعت اشتباكات أمام معهد "بروكينغز" الاميركي على هامش كلمة لاردوغان هناك.
وقبل وصول الرئيس التركي الى المعهد، اشتبك مسؤولون في جهاز امنه مع متظاهرين مؤيدين للاكراد وصحافيين، وتم تبادل الضرب والشتائم قبل ان تتدخل الشرطة.

يستهدفون المسلمين
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوجان إن الخوف المبالغ فيه من الإسلام (إسلاموفوبيا) في تزايد في الولايات المتحدة وإن مرشحي الرئاسة هناك يستهدفون المسلمين خلال حملاتهم الانتخابية.
وكان إردوجان يتحدث خلال افتتاح مسجد ومجمع إسلامي أنشئ برعاية تركية قرب واشنطن يعتقد أنه الأكبر من نوعه في الولايات المتحدة.
وقال إردوجان "مازال أناس يتنقلون هنا وهناك ويصفون المسلمين بأنهم إرهابيون. أتابع بدهشة وذهول أن بعض المرشحين مازالوا يدافعون عن هذا الموقف في الانتخابات الرئاسية الحالية في أمريكا."
وأثارت تصريحات لمرشحين جمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية اتهامات بالاسلاموفوبيا. وكان المرشح الجمهوري الأوفر حظا دونالد ترامب قد دعا لفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة في حين قال منافسه الرئيسي تيد كروز إن على الشرطة تسيير دوريات في الأحياء التي تقطنها أغلبية من المسلمين في البلاد.
وقال اردوغان "للأسف نعيش في فترة من تنامي عدم التسامح والتحامل على المسلمين في الولايات المتحدة والعالم... من غير المقبول أن تجعل كل المسلمين يدفعون ثمن الألم والرعب" الناجم عن هجمات 11 سبتمبر 2001 على واشنطن ونيويورك.
وقال الرئيس التركي أيضا إن الهجمات الإرهابية الأخيرة في بروكسل وباريس التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها لا تقارن بما تحملته تركيا في قتال المتطرفين الإسلاميين والأكراد واليساريين.
وأضاف "هناك إرهاب في بروكسل وباريس الآن لكن دعونا لا ننسى أنه لا يقارن بمستوى الإرهاب في تركيا."
وكرر إردوجان قوله بأن تركيا أبلغت الحكومة البلجيكية بهوية أحد المشاركين في هجمات بروكسل الشهر الماضي الذي أودى بحياة 35 شخصا وأن السلطات تجاهلت تحذير أنقرة.
واتهم إردوجان أوروبا أيضا برفض تسليم متشددين تطلب تركيا تسلمهم.
ونفذ تنظيم داعش أربعة هجمات بقنابل في تركيا منذ يونيو حزيران قتل فيها نحو 150 شخصا. وتقاتل تركيا أيضا تمردا كرديا منذ عام 1984 أودى بحياة 40 ألف شخص . (

دعم تركي
على صعيد اخر وعد الرئيس التركي رجب طيب اردوجان بدعم اذربيجان حليفة انقرة "حتى النهاية" في نزاعها مع ارمينيا حول اقليم ناغورني قره باغ، بعد المعارك العنيفة التي شهدتها المدينة واسفرت عن مقتل 30 جنديا من الطرفين في اليومين الماضيين.
ونقلت الرئاسة التركية امس الاحد عن اردوغان قوله اثناء زيارته الى الولايات المتحدة "نصلي من اجل انتصار اشقائنا الاذربيجانيين في هذه المعارك باقل خسائر ممكنة".
واضاف "سندعم اذربيجان حتى النهاية".
واعلن رئيس ارمينيا سيرج سركيسيان ان 18 من جنود بلاده قتلوا واصيب 35 في "الاعمال الحربية الاكبر" منذ ان انهت هدنة العام 1994 الحرب بين البلدين لكن بدون حل مسالة انتماء هذه المنطقة الواقعة في اذربيجان لكن المأهولة بغالبية ارمينية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الاذربيجانية في بيان ان "12 جنديا اذربيجانيا على الاقل قتلوا في المعارك، كما اسقطت القوات الارمينية مروحية اذربيجانية".
وهاجم اردوغان ايضا مجموعة مينسك التي تسعى منذ سنوات في ظل رئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الى ايجاد حل للنزاع، لكن بدون جدوى. وقال "لو اتخذت مجموعة مينسك اجراءات عادلة وحاسمة، لما كانت حصلت مثل هذه الامور".
وتركيا التي تقيم علاقات ثقافية ولغوية قوية مع اذربيجان تعتبر حليفة اساسية لباكو. ولا تقيم في المقابل علاقات مع ارمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الارمن في ظل السلطنة العثمانية عام 1915 والتي تعتبرها يريفان "ابادة" وهو ما ترفض انقرة الاعتراف به.