عمان.. عبقرية الزمان والمكان

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٠/أكتوبر/٢٠١٩ ١١:٥٠ ص
عمان.. عبقرية الزمان والمكان

محمد بن رامس الرواس

أضحى موقع سلطنة عمان الذي يوجد بشموخ عبر جغرافيته العبقرية على المحيط الهندي يتحدث عن نفسه ويدعونا ليساهم فى وجود واحدة من اقوى واكثر المواقع الاستراتيجية الاقتصادية فى العالم ، فهذا الموقع الثري بتضاريسه الجغرافية المتعددة جاهز لأن تنمو على ضفافه واحدة من اهم الاقتصاديات الناشئة بالعالم ، كون الموقع رافدا في زيادة الرخاء والنماء لعمان ، ويضعها فى مصاف الاقتصاديات المقبلة فى العالم خاصة فى مجال اللوجستيات .

لذا يجب وضع السياسات الداعمة والمساندة والقوانين المحفزة والسعي بسرعة نحو اقتناص الفرص الحالية والأنية القريبة وربط السلطنة بالمتغيرات الجديدة الاقتصادية المقبلة عبر التسويق لعمان بإمكانياتها الحالية الجغرافية وتطويرها لبرامج المستقبل لتكون فى قلب حدث متغيرات الاقتصاد العالمي المقبل المثمر ، كل ذلك يحتاج أن يكون مدعوماً بمبادرات ناجزة من شركائنا في التنمية الاقتصادية مثل «الحزام والطريق الصينية»

وكل ذلك يحتاج أن يكوم مدعوماً مالياً بثروات الوطن المالية سواء من الصندوق السيادي والبنوك المحلية الكبرى وبالصناديق الانمائية سواء خليجية او عالمية حتى تتوفر فرص فى شتى التجالات خاصة فى مجال المشاريع العملاقة فى العالم وعلى رأسها تقنيات المستقبل .

إن الفكر اللوجستي لدى العمانيين ليس وليد النصف من القرن الفائت بل هو نتاج موقع عبقرى حباه الله لها منذ قديم الزمن ، ولقد لعب الموقع الأستراتيجي لعمان ادوارا اقتصادية واجتماعية وسياسية شتى على مدى حقب القرون الفائتة.

فالخليج تجارته كانت تمر عبر عمان والهند والصين والقرن الأفريقي وغيرهم فهؤلاء كانوا شركاء عمان تاريخياً ولقد كان للمكان العبقري لعمان أن ربط الصحراء بالمحيط والشرق بأفريقيا والغرب ، وعليه يجب استغلال الفرص وربط افريقيا الناشئة فهي الأقرب حالياً وتحتاج الى امدادت لوجستية بمواصفات عالمية ، فهي ثاني اكبر قارة بها سكان بالعالم وقوة شرائية تتجاوز تريلون دولار من حيث القوة الشرائية ولديها فرص واعدة اهمها الامن الغذائي بسبب استحواذها على 60 بالمئة من الاراضي الزراعية من مجمل مساحتها، ونصف مخزون العالم من البلاتين والكوبالت والألماس، و11 في المئة من البترول، و6 في المئة من الغاز، و4 في المئة من الفحم صادراتها الصناعية.

أن عمان بموقعها العبقري تعتبر ارض المستقبل اللوجستي تشرف على المحيط الهندي العظيم ’ لذا وجب التحول بسرعة الى القطاع اللوجستي وهذا ما صادقت عليه تنفيذ ورؤية عمان 2040

فالثروة الحقيقية هي الموقع لانه بيئة الأعمال ومصدر الاستقطاب للاستثمارات بشرط توفر المناخ البيئي والقوانين والتشريعات المرنة ، اما الطاقة البشرية وتقنيات المستقبل فلا مناص ان عمان ستتبوأ الريادة فيهما لما تحتضنه من عقول فتية تواقة للمستقبل الاقتصادي

ويحتاج الامر حالياً إلى تعزيز الاستثمار في الطاقات البشرية، سواء في التعليم أو الصحة أو في دعم الطاقات الشبابية الواعدة، مع وجوب تعزيز الاعتماد على الاقتصاد الرقمي او كما يطلق عليه الذكاء الاصطناعي المقبل.

لا يخفى على احد أن هناك عشرات الفرص التي اقتنصتها السلطنة من جراء هذه النقلة التي تشهدها حالياً فى القطاع اللوجستي ، فميناء صلالة وميناء صحار وميناء الدقم والمنطقة الاقتصادية بالدقم ومجموعة اسياد وخزائن والمناطق الصناعية والمناطق الحرة كلها بوادر مشروع لوجستي عماني عالمي بالطريق بإذن الله تعالى ومشيئته

ولهذا الموقع عبقرية مكان فريدة ، فقد ساندته عبقرية الزمان من اجل أن تحتل عمان موقعها الريادي المأمول فى منظومة اللوجستيات العالمية مع التحولات الاقتصادية المنظورة ، لكن المقبل يتطلب تخطيطاً محكماً وعملاً دؤوباً وتنسيقاً مستمراً،مثل وجود مختصين ذوي خبرات للتخطيط الدقيق لمبادرات اقتصادية تحتاجها عمان، ولتحديد مشروعات بعينها للإطلاق والإنشاء والتشييد، ودراسة المعوقات والتحديات الحالية لوضع الحلول اللازمة وعقد اللقاءات الاستثمارية بوتيرة متسارعة وممنهجة بين المستثمرين سواء داخليا او خارجياً وأصحاب الفرص على اختلاف أنواعها وأحجامها فى مؤتمرات ومنتديات تضع خارطة طريق استراتيجية للمستقبل اللوجستي لعمان ، والترويج والتسويق للسلطنة بفاعلية اكبر واشمل اقليماً ودولياً .