بسبب نقص الأكسجين.. "نفوق" آلاف الأسماك في مسقط

مسقط - الشبيبة

نفقت آلاف الأسماك على شاطئ مارينا بندر الروضة مما ترتب عليه إجراء عملية تنظيف ضخمة.

وحــدث ذلك صباح يوم الجمعــة، حيث سرعان ما ملأ عدد من الأسمــاك حدود المرسى في غضون ساعات قليلة.

ورغم أن الأسماك بدأت في الموت بحلول مساء يوم الجمعة ، إلا أن الجهات الحكومية بدأت عمليات التنظيف والإنقاذ بمجرد إخطارهم بالوضع.

وقال مسؤول من وزارة البيئة والشؤون المناخية في هذا الشأن: «لقد تواصلنا مع المتخصصين والخبراء الذين سيزورون الموقع. وفي غضون ذلك، قامت البلدية بتفقد المنطقة وبدأت في التنظيف».

وعن أسباب نفوق هذه الأسماك قال مدير مركز التميز في التقنية الحيوية البحرية بجامعة السلطان قابوس د.سيرجي دوبريتسوف «نفقت هذه الأسماك بسبب نقص الأكسجين في الماء أثناء الليل».

وأوضح دوبريتسوف، وهو أيضًا أستاذ مشارك في قسم علوم البحار والمصايد في جامعة السلطان قابوس «لقد حدث ذلك لأن هذا العدد الهائل من الأسماك يحتاج إلى كميات كبيرة من الأكسجين للتنفس، وخلال الليل، عندما لا تستطيع الطحالب وغيرها من النباتات المائية إنتاج الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي انخفض مستوى الأكسجين بشكل كبير وهذا ما تسبب في نفوق الأسماك».

وأضاف: «لم تتمكن الأسماك من الفرار من المرسى لأن المرسى ضحل جدًا ومغلق ولا يمكن للأسماك الصغيرة مثل السردين الهروب بسهولة من المرسى. من الممكن أيضًا أن تمنع الأسماك الكبيرة مثل سمك التونة ، السردين من الفرار».

وتصبح الأسماك الميتة غذاء للبكتيريا التي تتحلل، ومع توفر المزيد من الغذاء، تزداد أعداد البكتيريا وتستخدم الأكسجين الذائب في الماء.ويعني الانخفاض في مستويات الأكسجين أن العديد من الأحياء المائية غير قادرة على البقاء في مثل هذه البيئة التي تعاني من نقص الأكسجين.

وأضاف دوبريتسوف الذي يرأس كرسي اليونسكو في التقنية الحيوية البحرية والجمعية الأوروبية للتقنية الحيوية البحرية «في هذه الحالة، عندما تكون الأسماك الميتة والمتحللة موجودة في المياه، تنخفض جودة المياه بشكل كبير وهذا يؤثر على النظام البيئي بأكمله».

وأوضح: «أن تلك الكائنات التي يمكنها البقاء على قيد الحياة قادرة على النمو في هذه البيئة منخفضة الأكسجين ، لأنها تعيش بالفعل في المرسى. سوف يستغرق النظام الإيكولوجي ما بين عدة أسابيع إلى شهر حتى يعود إلى طبيعته. ومع ذلك ، عندما أقول طبيعية ، أعني الحالة الطبيعية للنظام الإيكولوجي الذي يحتوي على انخفاض مفاجئ في الأكسجين في الليل ، وليس الحالة التي تحتوي على الكثير منها».

ويقول عضو في مرسى بندر الروضة، ويدير شركة سياحية: «يحدث هذا عندما تطارد أسماك السردين الكبيرة، مما يؤدي بها إلى الدخول في المرسى بأعداد كبيرة وتتعثر. بعد فترة من الوقت ينخفض مستوى الأكسجين في الماء بسبب كثرة الأسماك الموجودة ، وهذا أدى إلى نفوق هذه الأسماك».

ويقول مدير شركة تنظم جولات بالقوارب «جاءت كميات هائلة من الأسماك الصغيرة مرة واحدة داخل مارينا بندر الروضة.. لقد كانت كمية كبيرة جدا من الأسماك. كان هناك مئات الآلاف منها. لم تحصل الأسماك الموجودة على السطح على الأكسجين، وكذلك الأسماك الموجودة في الماء تحتها. يوجد حد لعدد الأسماك التي يمكن استيعابها. فغطت الأسماك كامل سطح الماء. كنت حاضرا في المرسى عندما حدث هذا. ودخلت الأسماك المرسى في الصباح، وبدأت تموت في وقت لاحق من ذلك المساء».

وأضاف «كان هناك الكثير من الناس في المرسى.. لقد جمع الكثير من الناس في الواقع بعض الأسماك وذهبوا إلى المنزل. كانت الرائحة سيئة للغاية، لأنه عندما تبدأ الأسماك بالتعفن، تكون الرائحة قوية للغاية ، وفي هذه الحالة، كانت أسوأ، ببساطة لأن هناك الكثير منها.

«وتقوم الجهات المعنية والإدارة بإزالتها ، لكن ما حدث لم يكن نتاج خطأ ارتكبه أحد ، في الحقيقة ، إنها ببساطة طريقة الطبيعة. ومع ذلك، لديهم أيضًا قدراتهم حتى يتمكنوا من إزالة كل هذا في وقت واحد».
وأضاف موظف في شركة سياحية أخرى: «كنت هناك في المرسى عندما حدث هذا. لقد فوجئت حقًا برؤية هذا يحدث ، وكان كثيرون آخرون كذلك. في وقت واحد ، بدأت جميع الأسماك تأتي فجأة داخل المرسى. كانت الرائحة سيئة حقا ».