بعد جولة التصعيد الأخيرة.. أجواء من الحذر والترقب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

الحدث الثلاثاء ٠٣/سبتمبر/٢٠١٩ ١٥:١٤ م
بعد جولة التصعيد الأخيرة..  أجواء من الحذر والترقب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

وكالات

عاد الهدوء الحذر على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد قيام «حزب الله» باستهداف عربة عسكرية إسرائيلية قرب موقع أفيفيم العسكري، واستدعى ذلك ردا مدفعيا إسرائيليا على قرية لبنانية حدودية دون وقوع إصابات.

وذكرت وكالة «النشرة» اللبنانية، امس الاثنين صباحا، أن القوات العسكرية الإسرائيلية أطلقت منطادا تجسسيا عسكريا مقابل منطقة العاصي في بلدة ​ميس الجبل اللبنانية الحدودية مع إسرائيل​
وتسود أجزاء من الحذر والترقب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بدأت أمس الأول الأحد، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إيقاف عملياته وضرباته العسكرية ضد «حزب الله» الذي بدوره اقتصر على استهداف للعربة الإسرائيلية في موقع أفيفيم العسكري.
وأعلنت إسرائيل الأحد أنها ردت بإطلاق النار على جنوب لبنان بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها، ما أثار مخاوف من تصعيد خطير مع حزب الله بعد أسبوع من التوتر المتصاعد.
من جهته، أعلن حزب الله الأحد تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين في معقله قرب بيروت وقتل اثنين من عناصره في غارة في سوريا.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن «عددا من الصواريخ المضادة للدبابات أطلقت من لبنان باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية ومركبات عسكرية». وأضاف «تم تأكيد الضربات» وردت القوات الإسرائيلية «بالنيران على مصدر الصواريخ وأهداف في الجنوب اللبناني».
وفي وقت لاحق مساء الاحد الفائت، اعلن الجيش الاسرائيلي انتهاء تبادل اطلاق النار من دون وقوع خسائر في صفوفه فيما اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انه أمر الجيش بالبقاء «جاهزا لكل السيناريوهات».
لكن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن الجيش الإسرائيلي قام بفبركة عملية إجلاء جرحى عسكريين إسرائيليين بعد استهداف «حزب الله» اللبناني لعربة عسكرية في محيط موقع أفيفيم الإسرائيلي.
وأشار موقع « Times of israel» الإسرائيلي إلى أن عملية إجلاء الجيش الإسرائيلي لجرحاه بالمروحية كان عملية تمويه وخداع تهدف لإيهام حزب الله بنجاح قصفه.
كما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن طائرة هليكوبتر عسكرية هبطت وأجلت جنديين واستطاعت الصحيفة تصويرهما وبانت آثار الدماء عليهم.
ونقلت الصحيفة عن ممثل المستشفى الذي نقل إليه الجنود: «تم فحص الجنود في قسم الإسعافات الأولية وبعد ذلك خرجوا دون علاج».
واعتبر الموقع الإسرائيلي أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي تكتيكا يعود على ما يبدو للحرب النفسية، خلال أحدث جولة من التصعيد مع «حزب الله»

أكثر من أربعين قذيفة
وقال حزب الله في بيان «عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد بتاريخ 1 سبتمبر 2019 قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها».

وأطلق حزب الله اسم عنصريه اللذين قُتِلا في الغارة الإسرائيلية في سوريا قبل أسبوع على المجموعة التي نفذت الضربة.
وأفادت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية أن القوات الإسرائيلية استهدفت أطراف بلدة مارون الراس التي تقع على الجهة المقابلة من منطقة أفيفيم.
وأفادت مقيمة في احدى القرى القريبة من مارون الراس عن سماع دوي انفجارات ناجمة عن القصف المدفعي الإسرائيلي.
وأعلن الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية أطلقت أكثر من «40 قذيفة صاروخية» على جنوب البلاد رداً على استهداف حزب الله لآلية عسكرية إسرائيلية. وقال الجيش في بيان «استهدفت قوات الإحتلال الإسرائيلي خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، ما أدى إلى اندلاع حرائق».
وطلب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الأحد من واشنطن وباريس التدخل إزاء التصعيد الأخير.
وقالت باريس انها تتابع التطورات «بقلق». واوردت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية ان «فرنسا تكثف الاتصالات في المنطقة منذ حوادث 25 اغسطس بهدف تفادي التصعيد»، لافتة الى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «تشاور مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الايراني حسن روحاني في الايام الاخيرة». وقال مسؤول في الخارجية الاميركية إن «الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. على حزب الله أن يمتنع عن اعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته. هذا الامر مثال آخر على دور وكلاء ايران المزعزع للاستقرار، عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة».
ودعت قوة المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جميع الاطراف الى «ضبط النفس» اثر التصعيد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جهته إنه «قلق للغاية» من هذه الأحداث. ودعا الأطراف المعنيين إلى «أقصى درجات ضبط النفس»، حاضّاً إيّاهم «على وقف أنشطتهم التي تنتهك القرار 1701 وتُعرّض للخطر وقف الأعمال القتاليّة بين البلدين».

تهدئة موقتة
وكان التوتر بين لبنان وإسرائيل بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام حزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بشن هجوم بواسطة طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية. وقال الحزب إنهما كانتا محملتين مواد متفجرة، إحداهما سقطت بسبب عطل فني والثانية انفجرت، من دون أن يحدد هدف الهجوم.

ووقع الهجوم بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت ليل السبت الأحد الفائت منزلاً لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل اثنين منهما، هما زبيب وضاهر.
وتوعد حزب الله بالرد على الهجومين الإسرائيليين، وقال أمينه العام حسن نصرالله مساء السبت إن «الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار انما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد».وأضاف «يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه».
وتوعد نصرالله أيضاً باستهداف المسيّرات الإسرائيلية التي غالباً ما تحلّق في الأجواء اللبنانية.
وفي مؤشر الى ان التهدئة قد تكون موقتة، تحدث مصدر قريب من حزب الله الاحد عن فرضية «رد ثان» من جانب التنظيم، مضيفا «لم يحصل الرد بعد، لكنه سيتم عبر مواجهة الطائرات المسيرة الاسرائيلية».
وكان حزب الله استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.
وإثر هجوم الضاحية، اعتبر حزب الله أن ذلك يُعد «أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب 2006» التي اندلعت إثر إقدام الحزب على أسر جنديين إسرائيليين في 12 يوليو. فردت إسرائيل بهجوم مدمر استمر 33 يوماً. ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهر الأخير في نهاية الحرب داخلياً بموقع المنتصر.
وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل، وعزز من انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).