تقرير مولر: هل يكشف تورّط ترامب في تجاوزات خطيرة؟

الحدث الاثنين ٢٥/مارس/٢٠١٩ ٠٣:٠٠ ص

واشنطن-أ ف ب

من المتوقّع أن يسلّم المدّعي العام الأميركي بيل بار الكونغرس أبرز ما ورد في تقرير المحقق الخاص روبرت مولر بشأن ما توصّلت إليه تحقيقاته في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وسط ترقّب كبير في واشنطن لمعرفة ما إذا كان التقرير يشير إلى تورّط الرئيس دونالد ترامب في تجاوزات خطيرة.

ولم يصدر ترامب الموجود في منتجعه في مارالاغو للغولف في فلوريدا والذي غالبا ما يلجأ لمنصة تويتر للتعبير عن آرائه، أي تعليق، ما يشير إلى أن البيت الأبيض لم يطّلع بعد على التقرير.
وصباحا خرج ترامب، الذي وصف على مدى سنتين تحقيق مولر بأنه حملة «مطاردة وتنكيل»، للعب الغولف.
وليل الجمعة قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان «يجب على السيد بار نشر التقرير كاملا وان يسلّم الكونغرس مستنداته واستنتاجاته». وقد أضاف البيان أن على بار عدم إطلاع ترامب على أي من محتويات التقرير.
وتفيد تقارير بأن بار منكبّ في مكتبه منذ الصباح على دراسة تقرير مولر لتقرير الخطوة المقبلة.
والجمعة، تسلم النائب العام التقرير السري الذي يتضمّن ما توصّلت إليها تحقيقات أجراها مولر على مدى 22 شهرا للنظر في احتمال حصول تواطؤ بين الحملة الرئاسية لترامب وروسيا كما وإمكان إعاقة سير العدالة. وقد أكدت وزارة العدل أن مولر لا يوصي بتوجيه اتهامات أخرى. وقد انعكس ذلك ارتياحا في البيت الأبيض، لأن عدم التوصية بتوجيه مزيد من الاتّهامات يعني أن شخصيات قريبة من الرئيس بمن فيهم ابنه دونالد ترامب جونيور وصهره القوي جاريد كوشنر يمكن أن ينعما براحة البال خلال نهاية هذا الأسبوع. وتحظّر توجيهات وزارة العدل على النائب العام توجيه الاتّهام للرئيس، وبالتالي لا يمكن استنتاج ما إذا كان التقرير يبرئ الرئيس أو يدينه.
وقال المدّعي العام في رسالة مقتضبة وجّهها إلى الكونغرس إنه تسلّم التقرير وسيبلّغ الكونغرس بـ»استنتاجاته الأساسية» في نهاية هذا الأسبوع.

مخاوف من «نشر انتقائي» -
عمل مولر (74 عاما) وهو محارب قديم في حرب فيتنام ومدير سابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، في سرية شبه تامة لمدة عامين، وقد أصدر تقريرا يشرح فيه مقتضيات توجيه الاتّهام لمن شملهم التحقيق من عدمه.

وحيال الضغوط العامة والسياسية للكشف عن كامل محتوى التقرير، قال بار إنه «ملتزم أكبر قدر من الشفافية».
وقال بروفسور القانون في جامعة أريزونا آندرو كون إن توجيهات المحقق الخاص «تفرض على بار الكثير من التحفّظ في ما يكشفه للكونغرس وللعامة». وأضاف أنه يجب ترصّد احتمال «النشر الانتقائي للتبرئة من التهم».
وقد حقق مولر في احتمال حصول تواطؤ بين أعضاء في حملة ترامب الرئاسية في 2016 وجهات روسية لترجيح كفّته في الانتخابات.
كُلف مولر أيضاً التحقيق في ما إذا كانت إقالة ترامب لمدير الأف بي آي جيمس كومي في مايو 2017 تشكل إعاقة لسير العدالة. لكنّ خلاصات مولر بقيت سرية. وكتب المحلل القانوني في واشنطن بنجامين ويتس على موقع «لوفير» الإلكتروني «لا نعلم راهنا أي شيء بشأن محتوى تقرير مولر. لا نعلم شكل الوثيقة. لا نعلم حتى عدد صفحاتها». وأضاف «على الرئيس أن يتريّث قبل الاحتفال وإعلان انتصاره عبر تويتر».

34 متّهما

خلال التحقيق الذي أجراه، وجه مولر اتهامات إلى 34 فردا بينهم ستة مقرّبين من الرئيس هم المدير السابق لحملته بول مانافورت ومساعده ريك غيتس ومايكل فلين مستشار ترامب السابق للأمن القومي ومايكل كوهين محامي ترامب السابق وجورج بابادوبولوس مستشاره الدبلوماسي السابق ورودجر ستون مستشاره السابق وصديقه القديم.
وقد دين خمسة منهم بجرائم مختلفة. ولكن المثير للاهتمام أن أيا منهم لم يتهم بالتآمر للتواطؤ مع الروس. وتحدثت وثائق المحكمة عن جهود مستمرة بذلتها موسكو للتأثير على انتخابات 2016 وتعطيل النظام الديموقراطي في البلاد.
وتحدث مولر عن قراصنة تحركهم الحكومة الروسية ويتحركون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عملوا لتعزيز فرص ترامب على حساب هيلاري كلينتون.
وبعد تبين وجود عشرات الاتصالات غير المبررة بين حملة ترامب وشخصيات روسية، أطلق مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق في تواطؤ محتمل. عندها، أقال ترامب رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، ونتيجة لذلك تم وضع التحقيق في يد مدع خاص مستقل، هو مولر. واستمر ترامب في مهاجمة مولر على هذا الأساس حتى قبل ساعات قليلة من تسليم التقرير. وقال «لقد عشنا هذا العبث طوال عامين، لأنه لا يوجد تواطؤ مع روسيا. الناس لن يقتنعوا بهذا».
لكن مولر الذي تولى إدارة مكتب التحقيقات الفدرالي على مدى 12 عاما يحظى باحترام الديموقراطيين والجمهوريين على السواء وبدعمهم كمحقق محايد ونزيه وعادل.