«كرنفال سور آل حديد» وصناعة الإبهار

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/مارس/٢٠١٩ ١١:٣٨ ص
«كرنفال سور آل حديد» وصناعة الإبهار

إبراهيم بن سعيد الحسني
@Ib_s_m_s
ثلاثة أيام حققت شعلةً من التألق والوهج المسقطي تجلت في أجندة «كرنفال سور آل حديد» الذي احتضنته الواجهة البحرية بولاية السيب، كتجربة أولى ثرية بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والمبادرات، وجرس ينبئ بأن صناعة السياحة الداخلية ثراءٌ وجزءٌ من التنمية والدخل القومي.
بلدية مسقط، وزارة السياحة وشركة «عمران» وجهات أخرى ائتلفت معًا في حياكة خيط الأفكار إلى قالب تبلور بالإبهار واستلهم الأنظار، فمن عايش الحدث اندهش بالحضور الغفير من الزوار والسياح، ورأى الاتساق والتنظيم، وابتسامات الأطفال ساحرة الجمال، تتلألأ بالأسرار. وجاء حسن اختيار توقيت إقامة الكرنفال -من الخميس 7 مارس ولغاية السبت 9 مارس2019- على مدى (27) ساعة في جو معتدل من أيام الإجازة الأسبوعية وخلال ساعات مسائية وليلية -3 ظهرا وحتى 12 من منتصف الليل- كميزة لاستثمار الوقت وعنصر داعم لنجاح الفعالية، ورغم قصر الحدث إلا أن رواجه ذاع واستقطب زواره من داخل وخارج مسقط قاصدين له، مع المطالبة بتمديده إلى أيام أخرى.
باقات رحبة من أجندة وفعاليات رياضية، وشاطئية، ألعاب هوائية، ومسابقات، معزوفات فنية، وإبداعات حرفية، ولوحات ورسومات عصرية ملأت ساحات الكرنفال في لمسات صاغت «أنسنة المدنية» على إيقاعات نابضة بالحيوية.
وأمام الزائر اختيارات متعددة من أصناف الأكلات والمرطبات والمثلجات والحلويات والمنتجات التي يزاول أغلب أنشطتنا شباب عمانيون، تَسعدُ بطاقاتهم في الأداء، وأذواقهم في الإنتاج والخدمة.
شاركت في صناعة الحدث (94) مؤسسةً وشركة، منها (24) مؤسسةً صغيرة ومتوسطة في مساحة أُفردت لرواد الأعمال وأصحاب المهن والحرف؛ تشجيعًا لهم وإبرازًا لأدوارهم.
التخطيط والتنظيم للكرنفال بدأت بواكيره منذ مطلع هذا العام تحت إدارة كوكبة من الكوادر العمانية التي أثبتت قدراتها في معرفة توجهات القاعدة الشعبية من الجماهير وما تتطلع إليه وكيفية «استثمار» ثروات الوطن السياحية. فكان التنظيم من قِبل الجهات الرسمية متناسقا ومركزا، وكل يقوم بأدواره الخدمية والأمنية و الترويجية واللوجستية مع تكاتف جهات أخرى أسهمت جليًا في إنجاح الكرنفال كشرطة عمان السلطانية وشركة «مسقط إيت» ونادي السيب الرياضي، وشركة «مواصلات».
لذا نقول إن التعاون بين الجهات المعنية في إثراء السياحة الداخلية والتسهيل لها والأخذ بالمبادرات، واستغلال الإجازات والمناسبات والإجازات الرسمية والوطنية بالتخطيط المتزن، مع استغلال عنصر الأجواء والمواقع المناسبة بإقامة هكذا فعاليات يرسِّخ الثقة لدى الجميع بأن سلطنتنا ولاّدة للسياحة ومستقطبة لأنظار العالم، وممتثلة للاستراتيجيات الوطنية المرحلية.