في قمة تكتيكية اليابان وإيران.. للعبور إلى النهائي

الجماهير الاثنين ٢٨/يناير/٢٠١٩ ٠٤:٥٣ ص
في قمة تكتيكية 

اليابان وإيران.. للعبور إلى النهائي

وكالات -
تبحث إيران عن النهائي الأول منذ 43 عاما عندما تواجه اليابان، المتوجة أربع مرات (رقم قياسي) في قمة مرتقبة بين الطرفين الأفضل تصنيفا قاريا، اليوم الاثنين في نصف نهائي كأس آسيا 2019 لكرة القدم في مدينة العين الإماراتية.

وتلعب في نصف النهائي الآخر الإمارات مع قطر الثلاثاء في أبوظبي.
ومنذ تتويجها بلقبها الثالث في كأس آسيا عام 1976، فشلت إيران في عبور نصف النهائي في خمس محاولات كان آخرها في 2004 عندما خسرت أمام الصين بركلات الترجيح.
لكن بعد 15 عاما يعود «تيم ميلي» إلى نصف النهائي وهو أكثر ثقة بعبور»الدور المنحوس»، بعد النتائج اللافتة التي حققها في النسخة الحالية بأربعة انتصارات وتعادل وحيد وتسجيل 12 هدفا وبقاء شباك حارس مرماه علي رضا بيرانفند نظيفة.
وقال بيرانفند الذي كان تصدى لركلة جزاء سددها العماني أحمد مبارك (كانو) في دور الـ16، «المستوى المميز الذي ظهرت به في المباريات السابقة والحفاظ على نظافة شباكي، لم يأت سوى بالاجتهاد في التدريبات وسعي دائم لتطوير مستواي، وآمل بأن أواصل بنفس المستوى في مباراة اليابان».
وتابع حارس مرمى بيرسيبوليس «تركيزنا حاليا على اليابان لتجنب أي عثرة أمامها ونحقق بعدها هدفنا في أن نكون أبطالا، وخصوصا أننا منتخب مؤهل لذلك، ويملك الأدوات المناسبة لتحقيق هذا الطموح».
من جهته، يتطلع علي رضا جهانبخش جناح برايتون الإنجليزي الى صنع التاريخ مع منتخب ايران، وقال لموقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم «نأمل في أن نذهب أبعد من ذلك (نصف النهائي) اليابان لديها فريق قوي للغاية، ولكننا نأمل ان نتمكن من صنع التاريخ».
ويتعين على جهانبخش وسردار ازمون مهاجم روبن كازان الروسي صاحب أربعة اهداف القيام بجهود مضاعفة لتعويض غياب مهدي طارمي الذي سجل ثلاثة اهداف بسبب الايقاف.

كيروش يحذر

وبعد خروج استراليا التي تحتل المركز الثاني آسيويا في تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا» وكوريا الجنوبية الرابعة، لم يبق في النسخة الحالية ضمن المصنفين الاربعة الاوائل قاريا سوى ايران الاولى واليابان الثالثة اللتين ستتواجهان في استاد هزاع بن زايد بمدينة العين، للمرة الاولى في نصف النهائي والرابعة في تاريخ البطولة بعد نسخ 1988 (صفر-صفر) و1992 (1-صفر لليابان) و2004 (صفر-صفر).
وحذر البرتغالي كارلوس كيروش الذي يقود ايران منذ 2011 وينتهي عقده معها بعد البطولة، من التوقعات المسبقة التي ترشح فريقه لاحراز اللقب الغائب عنه منذ 43 عاما.
وقال كيروش الذي اختبر في 2015 الخروج من ربع النهائي أمام العراق بركلات الترجيح رغم تميز فريقه في الدور الاول وحصد العلامة الكاملة، «فوز ايران باللقب لن يكون سهلا لوجود ثلاثة منتخبات اخرى تأهلت الى نصف النهائي وجميعها قوية وتستحق التتويج».
وظهر منتخبا ايران واليابان بشكل مختلف في النسخة الحالية، الأول بوجه هجومي كاسح ودفاع مميز، في حين افتقر الثاني لتقدم مريح في مبارياته، بعدما حقق خمسة انتصارات بفارق هدف وحيد، منها ثلاثة بنتيجة 1-صفر، وسجل ثمانية اهداف ودخل مرماه ثلاثة.

الصبر والمثابرة

جنّد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو لاعبيه لمعركة تكتيكية في كأس آسيا 2019 لكرة القدم، أتت ثمارها عبر التأهل إلى نصف النهائي دون امتاع جماهير «الساموراي الأزرق».
وحققت اليابان خمسة انتصارات بفارق هدف وبلغت نصف النهائي مرة سادسة تواليا، لتضرب موعدا مع إيران الإثنين في العين، لكنها لا تبدو على الورق مرشحة لبلوغ النهائي في ظل القوة الإيرانية الضاربة مع المهاجمين سردار أزمون وعلي رضا جهانبخش.
يشرح مورياسو (50 عاما) نوايا فريقه «سنبني مقاربتنا بحسب الخصم. تعيّن علينا الدفاع أمام السعودية وفي أحيان أخرى سيطرنا من دون التسجيل. سنبني على تلك الخبرات لنستعد لمباراة إيران».
بعد الصيف الروسي المثير للانتباه بتأهل ياباني إلى دور الـ16 (الوحيد في آسيا) واقترابه من اقصاء بلجيكا لولا معجزة في الدقائق الأخيرة، استلم مورياسو دفة القيادة في منتخب شرق آسيا بدلا من أكيرا نيشينو، فحقق تسعة انتصارات وتعادلا وحيدا، في انجاز لافت للانتباه.
لكن مورياسو المتوّج مع اليابان كلاعب في 1992 يتابع «لاعبونا لا يتمتعون بخبرة كبيرة على الساحة الدولية لذا من الهام أن يخوضوا مباريات صعبة في بطولات مثل كأس آسيا. الفوز في الادوار الاقصائية يعزز الثقة ويطور اللاعبين والفريق».
وتأخرت اليابان أمام تركمانستان المتواضعة في الدور الأول ثم فازت 3-2، ثم تخطت عمان بركلة جزاء جدلية، وتأخرت أمام أوزبكستان وفازت 2-1، فيما بلغت نسبة استحواذها أمام السعودية 24 % فقط وفازت برأسية تاكيهيرو تومياسو الباكرة. وفي ربع النهائي سيطرت أمام فيتنام وأنقذتها ركلة جزاء من الشاب ريتسو دوان.
يحلل المدافع جنتا ميورا «خضنا عدة مباريات صعبة وتلقينا هدف الافتتاح أحيانا، لكن نجحنا بقلب النتيجة وأخيرا فزنا بشباك نظيفة. شاهدت إيران ضد الصين. هي تملك مهاجمين سريعين، لكن الصين أهدرت الفرص وأشعر أنه بمقدورنا الاستفادة منها».
تابع «قوة المنتخب الياباني هي قدرتنا على المثابرة. إذا صبرنا ولعبنا برباطة جأش ستأتي الفرص».

الأهم أن تفوز

لا يكترث المدرب مورياسو الذي تخلى عن نجوم مثل شينجي كاغاوا وشينجي أوكازاكي، للنوعية بقدر النتائج، فقال «لا يهم كيف تفوز، الأهم أن تتأهل».
وقدمت اليابان نجوما من الصف الأول في النسخ السابقة في كأس آسيا على غرار كازايوشي ميورا (1992)، هيروشي نانامي (2000)، شونسوكي ناكامورا (2004) وكيسوكي هوندا (2011)، ومن الحرس القديم يبرز في تشكيلتها قلب دفاع ساوثمبتون الإنجليزي مايا يوشيدا.
وعلق يوشيدا على الانتصارات الهزيلة لليابان «لم نسجل أهدافا كافية في المباريات ولكنا فزنا. لسنا راضين عن مستوانا في البطولة، لكن هذه الامور تحصل في كرة القدم ويجب أن نكون اقوى في نصف النهائي».
وفي ظل إصابة مهاجم فيردر بريمن الألماني يويا أوساكو الذي عاد وشارك 72 دقيقة ضد فيتنام، عوّل مورياسو على ريتسو دوان صاحب هدف الفوز ضد فيتنام.
وقال دوان (20 عاما) لعب غرونينغن الهولندي «اللعب بشراسة في الثلث الأخير هو نقطة قوة لدي. بالطبع أريد التغلب على الظهير المدافع لكني أريد إيصال الكرة إلى المهاجمين».
وبدأت اليابان البطولة وهي من أبرز المرشحين لخطف لقب خامس بعد رباعية 1992 و2000 و2004 و2011، لكنها ستواجه منتخبا إيرانيا سجل 12 هدفا ولم تهتز شباكه.
ويرى يوشيوري موتو لاعب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي «لن نفوز على الخصم إذا لعبنا كرة متقنة. لذا يجب أن نكون مصممين ونفوز في المباراة».
بدوره رأى لاعب الوسط جنكي هاراغوتشي بعد الفوز الصعب على فيتنام، «بعد الشوط الاول شعرت بأننا لن نقدر على خرق دفاع الخصم. قلنا لبعضنا انه يجب أن نعمل بجهد كي تنفذ طاقة الخصم. وهذا ما حصل في الشوط الثاني».
وتابع لاعب هانوفر الألماني «بعد الهدف، ركزنا على نظافة شباكنا وادارة المخاطر بقدر الإمكان».
وبرغم التركيز والمثابرة والانضباط التكتيكي، وقع اليابانيون في أخطاء دفاعية قد تكلفهم كثيرا أذا ما كرروها بمواجهة إيران. ويعلق الظهير المخضرم يوتو ناغاتومو «حتى عندما نستهل المباراة بنية التركيز نفتقده في بعض الأحيان بسبب الإرهاق. لكن هذا ساعدنا أن نصبح فريقا أقوى».