مسقط - ش
تفرض بلدية مسقط شروطاً صارمة حيال ضرورة توافق البناء للمنازل مع صحة السكان، وذلك ضمن آليات واشتراطات البناء الجديدة المتمثلة في قانون الآمر المحلي رقم 23 على 92 الذي ينص على أن تكون مواد البناء ذو متانة من المواد الثابتة وعمل عوازل حرارية في الأسقف بشكل إجباري وعوازل حرارية في الجدران وهي إجبارية فقط للمشاريع الحكومية.
وأوضح مدير تصاريح البناء في بلدية مسقط محمد الراشدي في تصريح حصري لـ"تايمز أوف عمان" أن المباني الحالية لن يتم التصريح لها إلا بعد وجود تصميم هندسي للمنزل من احد المكاتب الهندسية يضمن لصاحبه عدم السقوط أو التشقق ومقاومة الزلازل، حيث تشترط البلدية ضرورة مقاومة المباني الاستثمارية متعددة الطوابق للزلازل ولا يجوز البناء بدون إشراف استشاري .
أما بالنسبة للمباني القديمة فإن للبلدية الحق في إخلاء المبنى بالكامل لصاينته بالتعاون مع الدفاع المدني وإلزام مالك البناية بإيواء الافراد الذين يسكنون البناية لحين الانتهاء من صيانة البناية أو إنشاء مبنى آخر بحسب القانون الملزم بذلك في حال الإبلاغ عن المبنى القابل للسقوط أو تعريض سكانه للخطر، وذلك من خلال إنهاء عقود الإيجار وإنشاء مبنى آخر، ولا يجوز بناء أي شقق بدون وجود نوافذ للتهوية ولها إنارة داخلية بمواصفات معينة.
وتنص المبادئ التوجيهية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية على أن "تحسين ظروف السكن يمكن أن ينقذ الأرواح، ويمنع الأمراض، ويزيد من نوعية الحياة، ويقلل الفقر"، التي صدرت لإعلام البلدان بكيفية إنقاذ الأرواح من خلال السكن الملائم.
وفي العودة إلى الراشدي فإن البلدية عملت على جعل الحياة آمنة: لقد حرص نظام البلدية رقم 23/92 على التأكد من أن مواد البناء يجب أن تكون ذات جودة أعلى، وأن الأسقف يجب أن يكون لها عزل حراري أما بالنسبة لأخطار أخرى مثل ضربة الشمس، فإن معظم المنازل في عمان لديها مكيفات هواء". وأضاف أن هناك أيضا قوانين وأنظمة تتعلق بالبيوت المزدحمة ومخاطر الانهيار .
وتقر المبادئ التوجيهية لإسكان منظمة الصحة العالمية: "إن جودة الإسكان لها آثار كبيرة على صحة الناس وإن الإسكان في المدن يشكل مصدر قلق خاص، حيث يتوقع أن يتضاعف عدد سكان المناطق الحضرية في العالم بحلول عام 2050، وتضاعف الطلب على الإسكان، وهذا ينطبق على كل من الدول النامية والمتقدمة، حيث أن تحسين ظروف الإسكان يمكن أن يقلل من المخاطر الصحية مثل الانزلاق والظروف الجوية القاسية وصعوبات الوصول للمعاقين وكبار السن ."
وتشمل المخاطر التي تبرزها منظمة الصحة العالمية من الانزلاق، وهياكل الإسكان غير المستقرة، والإجهاد، والنتائج السيئة في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، أو الأمراض المرتبطة بالحرارة، والوفيات الناتجة عن السكتات القلبية. علاوة على ذلك، يمكن أن يزيد تلوث الهواء الداخلي من مخاطر الأمراض غير المعدية، وقد يسبب ردود فعل تحسسية أخيرا، يمكن أن يسبب السكن المزدحم المزيد من العدوى والأمراض المعدية.
وقال الراشدي: "إنه لا توجد مناطق في مسقط تفتقر إلى الخدمات (المياه، الكهرباء، الرعاية الصحية) بشكل أو بآخر، وبالتالي لا يوجد خطر كبير من بناء منزل بعيدا عن الماء أو الكهرباء أو الرعاية الصحية
وأضاف ايضا : "لا توجد مناطق في مسقط بدون خدمات، كما أن المنازل الأكبر سنًا توجد عمومًا خارج مسقط، في المناطق التقليدية ".
وفيما يتعلق بالكثير من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ضيقة، مما قد يزيد من خطر العدوى، قال الراشدي : "يحظر على العمال حاليا الإقامة في شقق سكنية، أما بالنسبة للعائلات، فإن الحد الأدنى للمساحة هو 12 متر مربع، وتعتبر الشقق والغرف في السلطنة أكبر في المتوسط من تلك الموجودة في البلدان الأخرى.