متى يقتنع حاكم البيت الأبيض بالتغيّر المناخي؟

الحدث الأربعاء ٢٨/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٥:٥٧ ص

واشنطن - أ ف ب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يصدّق تقريرًا أصدرته حكومته الأسبوع الفائت يحذّر من خسائر اقتصاديّة هائلة في حال استمرّت انبعاثات الكربون في زيادة الاحتباس الحراري بلا رقابة.

وقال ترامب في البيت الأبيض «لا أصدّق ذلك»، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتّحدة لن تتّخذ إجراءات لخفض الانبعاثات إذا لم يتم اتّباعها في بلدان أخرى.
ولفت ترامب إلى أنّه قرأ «بعضًا» من ذلك التقرير واعتبره «جيِّدًا».
ومع ذلك، رفض ترامب التحذير الرئيسي في التقرير الذي حمل اسم «التقييم الوطني للمناخ» والذي يتحدّث عن حصول خسائر بمئات بلايين الدولارات في نهاية القرن جرّاء التغيّر المناخي إذا لم يكن هناك «خفض عالمي كبير مستدام» للانبعاثات. وكرّر «لا لا، لا أصدّق ذلك».
وأضاف «عليكم أن تشملوا الصين واليابان وكلّ آسيا وجميع البلدان الأخرى، أتعرفون!. التقرير يتوجّه فقط إلى بلدنا».
وتابع «حاليًا، نحن في أفضل معدّلات نظافة هواء مقارنة بما كنّا عليه في السابق، وهذا بالغ الأهمّية بالنسبة إليّ. لكن إذا كنّا نظيفين هنا، وكلّ مكان آخر على الأرض متّسخ، فهذا ليس جيدًا. لذا أنا أريد هواءً نظيفا ومياه نظيفة، هذا أمر مهم جدا».
ووفق التقرير الذي نُشر الجمعة فإنّ التغيّر المناخي «سيتسبب بخسائر متنامية للبنية الأساسية الأمريكية والأملاك ويعوق معدل النمو الاقتصادي خلال هذا القرن».
وأضاف التقرير أنّ التأثيرات ستمتدّ إلى التجارة العالميّة، وتصيب أسعار الاستيراد والتصدير وعمل الشركات الأمريكيّة بسبب تأثر العمليات الخارجية وسلاسل الإمداد.
ولطالما ردّد ترامب أنّه لا يثق في إجماع معظم علماء المناخ في العالم على وجود علاقة بين النشاط البشري وارتفاع درجات الحرارة فضلاً عن ظواهر ضارّة أخرى لتغيّر المناخ.
ومنذ تولّيه الرئاسة العام 2016، سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ومزّق مجموعة كبيرة من قوانين حماية البيئة معتبرا أنها تضر الاقتصاد الأمريكي الذي يحتاج إلى الدعم.
وفي أكتوبر، قال ترامب أثناء زيارة لتفقّد الأضرار الناجمة عن إعصار في ولاية جورجيا الجنوبية إنّ التغيّر المناخي «سيتراجع ويتقدّم» بدلاً من أن يكون دائمًا.
كما كان ردّ فعله فاترًا على تقرير رئيسي للأمم المتّحدة نُشر في أكتوبر الفائت ويحذّر من الفوضى الناجمة عن الاحتباس الحراري. وقال ترامب «أريد أن أرى من وضعه، أتعلمون أيّ مجموعات وضعته، لأنني أستطيع أن اقدّم لكم تقارير رائعة وأستطيع أيضا أن أقدّم لكم تقارير غير جيدة».
وقال ترامب: «لقد حصلت عليه (على التقرير)، وأريد أن أعرف من الذي قام بصياغته، من هي هذه المجموعات من الناس التي قامت بذلك؛ لأن التقارير قد تكون ممتازة وقد لا تكون. لكنني طبعا سأقرأه».
وجاء في التقرير الأممي أن درجة الحرارة المعتدلة لجو الأرض قد ارتفعت بمقدار درجة واحدة مقارنة مع عصر ما قبل الصناعة، وقد ترتفع بمقدار ما بين 3 و4 درجات في المستقبل القريب.
ولا يعتقد ترامب الذي طالما شكّك بالتغيّر المناخي أن المناخ يتغيّر، لكنه رأى أن أي تدهور قد لا يكون دائما، كما شكّك بما اتفق عليه العلماء من أن الاحتباس الحراري سببه النشاط البشري.
ويعبّر ترامب والجمهوريون الأمريكيون عن شكوكهم من النظرية العلمية حول وجود ظاهرة «الاحترار» العالمي بسبب نشاط الإنسان. وقد ألغى ترامب عددا من قواعد الإشراف على مجال الطاقة، معلنا انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ.