الجيش الامريكي يتأهب لمواجة قافلة المهاجرين

الحدث الاثنين ١٢/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٤:٠٩ ص
الجيش الامريكي يتأهب لمواجة قافلة المهاجرين

مكسيكو (أ ف ب) -

غادر نحو خمسة آلاف مهاجر من أمريكا الوسطى مكسيكو فجر السبت متناسين التعب والمرض وواصلوا رحلتهم باتجاه الولايات المتحدة في إطار قافلة المهاجرين التي أثارت غضب الرئيس دونالد ترامب.
وغادر المهاجرون وكثر منهم مصابون بعوارض البرد، مخيمهم المؤقت الذي أقيم في ملعب رياضي حيث استراحوا لست ليال، وتوجهوا إلى محطة المترو التي بكرت في موعد فتحها ساعة كي تنقلهم إلى ولاية مكسيكو المجاورة.
وقالت أدماري كوريا وهي من غواتيمالا غادرت مع شقيقتها وأولاد شقيقتها "شعرنا بالبرد نتيجة النوم في العراء ولذا نحن مرضى الآن. ظهر القمل على الأطفال فليس لدينا دائما ما يكفي من الماء للاستحمام".
ومن هناك تقضي الخطة بالسير مجددا باتجاه كويريتارو بوسط المكسيك، والتي تبعد مئات الكيلومترات من الحدود الأميركية.
ويراقب العملية نحو ألف شرطي.
وكانت القافلة غادرت سان بدرو سولا بهندوراس في 13 أكتوبر وقطعت أكثر من 1500 كلم حتى الآن.
وتشكلت قافلتان على الأقل منذ ذلك الحين، في تحد لتهديدات ترامب الذي ندد "بغزو" المهاجرين لبلاده وأمر بنشر آلاف الجنود على الحدود الأمريكية-المكسيكية.
والجمعة الفائت كشفت إدارة ترامب إجراءات متشددة جديدة مثيرة للجدل فأعلنت أنه لن يُسمح لمن يدخلون البلاد بطريقة غير شرعية بطلب اللجوء. ومن يسعون لطلب اللجوء السياسي أو أشكال أخرى من اللجوء سيتم الاستماع اليهم حصرا عند المعابر الحدودية.
واتخذ الرئيس الأمريكي الذي جعل من مسألة الهجرة موضوع حملته الأساسي، هذا الإجراء لمحاولة إحباط المهاجرين من أمريكا الوسطى الذين هرب معظمهم من العنف في بلاهم، وردعهم من دخول الولايات المتحدة. ويسعى ترامب إلى إرغام المكسيك على التكفل بهم.
والجمعة أيضا انطلقت مجموعة أخرى تضم 1300 مهاجر من أمريكا الوسطى في الطريق نفسه من مدينة مكسيكو، وتجمع أفرادها بسرعة على جانبي الطريق السريع الذي يلتف حول العاصمة ويؤدي إلى كويريتارو.
وقال ويلسون الكسندر ميخيا وهو عامل عمره 27 عاما ويسافر بمفرده: "مرضنا بسبب تفاوت درجات الحرارة... لكننا مصممون على الوصول إلى الحدود وما بعدها".
وعلى الطريق السريع، توقف سائقو الشاحنات للمساعدة في نقل المهاجرين. وتعلق بعضهم بأجسام السيارات فيما جلس آخرون على مقدمات السيارات أو حتى على المحركات.
وقد هتفوا ولوحوا للمارة "شكرا المكسيكّ نمضي قدماّ".
لكن آخرين يواصلون التقدم سيرا على الأقدام أو بواسطة الحافلات العامة للوصول إلى كويريتارو، فيما أبطأت شاحنات سيرها لالتقاطهم ومساعدتهم.
وقال الشاب لوكاس روشا البالغ من العمر -31 عاما- الذي يخوض رحلته الثانية للحدود الأمريكية: "حين تريد شيئاً، عليك أن تخاطر ولا تهتم بما سيحدث"، مؤكّدا أنّه سيحاول للمرة الثالثة إذا فشل هذه المرة.
وقبل سنوات، سلك روشا طريق قطارات الشحن الخطر المعروف باسم لا بيستيا التي تعني بالعربية "الوحش".
وعلى هذا الطريق، يتعرض المهاجرون بشكل روتيني للسرقة والاعتداءات على أيدي العصابات المنظمة، فيما يؤدي سقوط البعض من أسطح القطارات لقطع أطراف الكثير منهم.
ويعبر أكثر من نصف مليون شخص كل عام الحدود الجنوبية للمكسيك في شكل غير قانوني في محاولة للوصول الى الولايات المتحدة، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
ويفر عدد من هؤلاء من العنف والفقر في غواتيمالا والسلفادور وهندوراس. وخلال عبورهم المكسيك، يقعون غالباً ضحية عصابات إجرامية ومهربين للبشر.
ونشر الجيش الأمريكي آلاف الجنود على طول الحدود مع المكسيك لمواجهة قافلة المهاجرين التي تقطع آلاف الأميال للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عبر المكسيك، وعزز الجيش الأمريكي قواته على طول الحدود ضمن جهود تأمين الحدود مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين.
وقال الجنرال تيرينس أوشونيسى قائد القيادة الشمالية بالجيش الأمريكي في مؤتمر صحفي في واشنطن: "أعتقد أن الرئيس قال بوضوح إن أمن الحدود قضية أمن قومي".
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أجاز استخدام القوات وغيرها من الموارد العسكرية عند الحدود الأمريكية المكسيكية، وتتراوح التقديرات لحجم القافلة بين نحو 3500 إلى ما يربو على مثلى ذلك الرقم، وتخلى بعض المهاجرين عن الرحلة، إذ ردعتهم المصاعب أو احتمال بدء حياة جديدة في المكسيك، وانضم إليها آخرون في جنوب المكسيك.