موسكو - وكالات
في العام 1987 وقع كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى «معاهدة القوات النووية المتوسطة»، «أي إن إف» وتلزم المعاهدة بإزالة الصواريخ النووية والتقليدية القصيرة ومتوسطة المدى ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان والزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف، وتعهد الجانبان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500-1000 كيلومتر.
وبحلول مايو 1991 تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمّر الاتحاد السوفييتي 1792 صاروخا باليستيا ومجنحا تطلق من الأرض، في حين دمّرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخا، كما تجدر الإشارة إلى أن المعاهدة غير محددة المدة، ومع ذلك يحق لكل طرف المعاهدة فسخها بعد تقديم أدلة مقنعة تثبت ضرورة الخروج منها. ومن حين لآخر تتبادل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية الاتهامات بانتهاك المعاهدة المذكورة، ففي حين تتحدث الولايات المتحدة عن تطوير روسيا فئة جديدة من الأسلحة وتخصيص الأموال لتطوير الأسلحة المضادة، تعترض روسيا على تطوير الولايات المتحدة طائرات هجومية بدون طيار وعلى نقل منصات الإطلاق المسموح بها من نوع «إم كي- 41» من السفن إلى البر، كما حدث في رومانيا وبولندا.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال يوم السبت الفائت إن واشنطن ستنسحب من المعاهدة لأن روسيا تنتهكها وهو ما دفع موسكو إلى التحذير من الرد بإجراءات انتقامية.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستطور الأسلحة ما لم توافق روسيا والصين على وقف تطوير الصواريخ الباليستية التي تطلق من الأرض أو صواريخ كروز التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. وقال رئيس الاتحاد السوفييتي السابق، ميخائيل جورباتشوف بأن خطط الولايات المتحدة بالخروج من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى غير مقبولة، وشدد على أن اعتماد القرارات الموجودة في الوثيقة كان إنجازا عظيما.
وقال جورباتشوف، لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «أعتقد أن ذلك أمر غير مقبول. اعتماد القرارات الموجودة في الاتفاقيتين (معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ومعاهدة ستارت) حول التخلص من الأسلحة والشحنات النووية الحقيقية كان إنجازا عظيما».
وأجاب جورباتشوف على سؤال حول الخطوات التي يجب اتخاذها في هذه الحالة من قبل رئيسي الدولتين، وما إذا كانت هناك إمكانية للاتفاق: «أنا لا أدري ما إذا كانا سيتمكنان من ذلك، لكني أعتقد أن الفرصة لم تفت بعد. وحسبما أعرف، فقد وصل ممثل، يجب عليهم محاولة وقف هذه العملية المدمرة».
ويزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تتضمن إبلاغ المسؤولين الروس اعتزام الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين إن موسكو تتوقع من واشنطن أن تقدم تفسيرا لاعتزامها الانسحاب من معاهدة تاريخية تعود لحقبة الحرب الباردة وتقضي بإزالة الصواريخ النووية من أوروبا.
فيما قال الكرملين إن روسيا ستضطر للرد بالمثل إذا بدأت الولايات المتحدة تطوير صواريخ جديدة بعد الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تعود لحقبة الحرب الباردة.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أمس الاثنين إن الخطوة الأمريكية ستجعل العالم أكثر خطورة، مضيفا أن روسيا ستضطر للتحرك من أجل استعادة توازن القوة العسكرية إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة وشرعت في تطوير صواريخ جديدة.