أنقــــرة تواسي تل أبيب

الحدث الاثنين ٢١/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٤ ص

القدس - علاء المشهراوي – وكالات:

ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوجلو أرسل خطابا مكتوبا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب فيه عن خالص أسفه لأسر الضحايا والمصابين الإسرائيليين الذين سقطوا أمس الأول في تفجير وقع بوسط إسطنبول.

وأضافت الصحيفة أن أوجلو قال في رسالته :»سيد نتنياهو دعني أتقدم لك بخالص التعازي لك وللشعب الإسرائيلي في الضحايا الذين سقطوا وخالص أسفي عن ذلك»، مضيفا أن الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس السبت أوضح لنا أنه ينبغي على المجتمع الدولي التعامل وبكل قوة مع المنظمات الإرهابية. وكان أوجلو قد أدان التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة خمسة أشخاص وأصــــاب 36 آخرين في إسطنبول أمس الأول السبت ووصفه بأنه «غير إنساني». وقال إن تركيا ستواصل كفاحها ضد «مراكز الإرهاب».

وقال في بيان مكتوب «لن تصل أي من مراكز الإرهاب لهدفها بمثل هذه الهجمات الوحشية... كفاحنا سيستمر بنفس الثبات والعزم لحين القضاء على الإرهاب تماما».

إسرائيل تحقق

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النقاب عن أن «إسرائيل» وتركيا تجريان تحقيقا لمحاولة تحديد ما إذا كان الإسرائيليون مستهدفين في الهجوم الذي وقع في إسطنبول أمس الأول السبت.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو قوله لدى وصوله غرفة عمليات الطوارئ لمتابعة الحادث، أنه يجري التنسيق مع تركيا لمعرفة مزيد من التفاصيل بشأن هذا الهجوم، مشيرا إلى أن «إسرائيل» ترغب في تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع تركيا وتطوير قنصليتها.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ثلاثة إسرائيلـــــيين قتلوا في التفجير الانتحاري الذي وقع في إسطنبــــــول ، مؤكدا بأن مسؤولي تل أبيب كانوا على اتصال مع نظرائهــــــم بأنقـــــرة في محاولة للتحقق من إمكانيــــــة استــــهداف إسطنبول للسياح الإسرائيليين.
وأكد نتنياهو مطالبته الخارجية بإصدار تحذيـــرات من السفر لتركيا بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها حالياً. وأشار إلى الجهود المبذولة لعودة تطبيع العلاقات مع تركيا.
وحذر مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل، الإسرائيليين من السفر إلى تركيا في الأيام المقبلة، داعيا السياح المتبقيين في تركيا إلى العودة إلى «إسرائيل» فورا.

إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن 3 أشخاص إسرائيليين قتلوا وهم «سمحاه ديمري، يوناثان سوهير وأبراهام جودمان» وأصيب آخرون من بينهم حالات حرجة في تفجير إسطنبول.

وأوقع التفجير الانتحاري أيضا أكثر من 36 جريجا بينهم إسرائيليون، الأمر الذي دفع جهاز الإسعاف الإسرائيلي إلى استئجار طائرتين لإرسالهما إلى إسطنبول لإجلاء الجرحى الإسرائيليين إلى تل أبيب.
وكان خمسة أشخاص سقطوا قتلى، بالإضافة لجرح 36 آخرين في انفجار وقع في شارع الاستقلال بمدينة إسطنبول نفذه انتحاري يعتقد انه من تنظيم القاعدة أو حزب العمال الكردستاني.
على صعيد متصل نقلت مواقع إلكترونية في إسرائيل، عن مصادر تركية قولها إن حزب العدالة والتنمية أقدم على عزل أكنس بسبب التغريدة المثيرة للجدل، التي حذفت في وقت لاحق.
وقد أثارت مسؤولة في حزب العدالة والتنمية التركي ضجة في تركيا وإسرائيل بعد أن نشرت تغريدة على موقع «تويتر» تمنت فيها الموت للإسرائيليين الذي أصيبوا يوم السبت في هجوم إسطنبول.
وحسب المصادر الإسرائيلية فإن حزب العدالة الحاكم اتخذ إجراءات عقابية ضد إيرام أكتس، التي تتولى العلاقات العامة في أحد المكاتب المحلية في الحزب بإسطنبول، عقب التغريدة.

تعليمات

وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنـــــياهو أصدر تعليمات بإرسال مروحتين واحدة تابعة للجيش الإسرائيلي والأخرى تابعة لنجمة دوواد الحمراء «الإســــــعاف الإسرائيلية» لإجلاء المصابين وإعادة جثامين الإسرائيليين من إسطنبول.

وأوضحت الصحيفة أن التعليمات صدرت بعد حضور خلية الأزمة التي شكلتها وزارة الخارجــــــية الإسرائيلية عقب هجمات إسطنبول التي راح ضحيتها 5 وإصابة 36 آخرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو قال خلال اجتماعه بالمسؤولين أنه لم يتصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان لكنه أكد أن التعاون مع تركيا لا زال مستمراً على جانب آخر، قالت الصحيفة إن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية قطع زيارته أمس لواشنطن لزيارة تركيا للوقوف على آخر مستجدات الهجوم الإرهابي الذي ضرب إسطنبول أمس الأول. وأضافت الصحيفة أن «جولد» الذي كان موجودا بالولايات المتحدة لحضور مؤتمر «الايباك» الخاص بجماعات الضغط الصهيونية، قطع زيارته من أجل لقاء المسؤولين الأتراك في أنقرة بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم إسطنبول، حيث من المقرر أن يلتقى وزير الخارجية التركي جاويش أوجلو.

مصالحة

في الثامن من شهر مارس الجاري نقل مصدر إعلامي عن مصدر إسرائيلي كبير قوله إن الفجوات القائمة بين تركيا وإسرائيل لا تزال كبيرة، واتفاق المصالحة بينهما لا يزال بعيدا.
وتحدثت تقارير للإعلام التركي عن قرب توقيع اتفاق المصالحة، غير أن المصدر الإسرائيلي أكد أن المفاوضات شهدت بعض التقدم، دون أن يتوج ذلك بالتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق.
وأضاف «يبدو أنه من المبكر الاحتفال بالمصالحة التركية الإسرائيلية، لأن ما يتم تداوله عن قرب التوقيع على الاتفاق كلام غير دقيق، رغم وجود إنجاز معين في بعض ملفات التفاوض بين الجانبين، لكن كل ما يتعلق بالطلب التركي برفع الحصار عن قطاع غزة تظهر فيه فجوات واسعة جدا بين تل أبيب وأنقرة، وتمنع إنجاز اتفاق مصالحة كامل بينهما».
وفسر المصدر تزايد التقارير والتصريحات التركية عن قرب توقيع الاتفاق بأنه مقصود لمحاولة الضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب أنقرة، وأكد أن الاتفاق لا يزال بعيدا عن التوقيع، رغم مرور سنوات طويلة من النزاع بين الجانبين منذ أحداث سفينة مافي مرمرة العام 2010.
واستبعد المسؤول الإسرائيلي أن يتم إصدار تصريح مشترك مع تركيا في وقت قريب تتويجا لمفاوضات المصالحة.
وقالت تقارير تركية في وقت سابق إن وزير الخارجية مولود جاويش أوجلو وضع مسؤولي بلاده في صورة تطورات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذكرت تقارير أخرى أن الرئيس رجب طيب أردوجان عقد اجتماعا عاجلا للحكومة المصغرة للبحث في مستقبل العلاقة مع تل أبيب.
وتطالب تركيا إسرائيل بالاعتذار عن الهجوم على «مرمرة» التي كانت تحمل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، مما أدى لمقتل عشرة ناشطين أتراك كانوا على متنها. كما تتمسك بدفع التعويضات ورفع الحصار المفروض على غزة.