ناصر العموري
باتت مواقع التواصل الاجتماعي نصير من لا نصير له من خلال طرح قضايا ومواضيع تهم الرأي العام، وتوضح حقائق تكاد تكون غائبة بل ومخفية عن العامة، مصادفة أم بفعل فاعل. ومؤخرا انتشر مقطع فيديو حديث يوضح معاناة سائقي الحافلات في نقل عدد كبير من الطلبة يفوق قدرة استيعاب الحافلة بأضعاف، هناك من وضع سائقي الحافلات في قفص الاتهام لأسباب شتى منها التهور في القيادة، ومنها ما يتعلق بأمن وسلامة الطلاب والحالات عديدة والضحايا كثر.
موضوعنا الرئيسي هنا عن ازدحام الطلبة الشديد في حافلات المدارس ولا نعرف هنا صراحة أين هي الحلقة المفقودة ومن صاحبها؟ هل هي الوزارة؟ كما احتجت وتعللت بقلة الاعتمادات المالية في عدم توفير حافلات مدرسية إضافية تريح طلاب المدارس من التزاحم وتجنبهم الكوارث نسأل الله السلامة للجميع. أم السائق نفسه الذي لم يتبع التعليمات في نقل الطلبة على دفعتين ورضخ لرغبة بعض أولياء الأمور في عدم رغبة أبنائهم في التأخر عن المنزل. والسؤال هنا: ماذا عن الفترة الصباحية وكيف لسائق الحافلة أن ينقل أكثر من دفعة وهناك موعد محدد لبدء اليوم الدراسي؟!
وكما علمت من أحد أعضاء مجلس الشورى في إحدى ولايات محافظة الداخلية أن السبب في ازدحام الحافلات المدرسية بالمحافظة -كما تمت إفادته من قبل المديرية العامة للتربية والتعليم- هي الشماعة نفسها في عدم اعتماد وزارة المالية لبند زيادة عدد الحافلات المدرسية، عجبي! هل توفير الأموال أهم من أرواح أبنائنا فلذات أكبادنا؟! وهل تقارن هذه المصروفات بالمصروفات التي تصرف هنا وهناك والتي قد لا تمثل أهمية قصوى؟! مع العلم أن عدد الطلبة في محافظة الداخلية زاد عن العام الدراسي الفائت بقرابة 5000 طالب وطالبة، والله المستعان بأي حال يتم نقلهم؟!
وهذا بدوره نال استهجان عدد من أولياء الأمور حين أبلغني أحدهم شخصياً أنه بادر بالاتصال بشرطة عمان السلطانية نتيجة ما لاحظ من تكدس الطلبة في حافلات المدارس بشكل لا يتماشى مع أبسط معايير الأمن والسلامة المرورية.
والأعجب كما سمعت أن هناك خياراً مطروحاً من قبل وزارة التربية والتعليم لعلاج المشكلة، وهو أن الطلاب ممن تبعد منازلهم مسافة كيلومترين سيأتون سيراً على الأقدام! بالله عليكم هل هذا حل عقلاني يتماشى مع سلامة أرواح الطلبة؟!
وإذا جئنا لدور الأطراف المعنيين وأولهم وزارة التربية والتعليم الممثلة بمديرياتها المنتشرة في جميع المحافظات والسعي لحل واحد لا غير وهو توفير حافلات إضافية للمدارس المحتاجة بشدة ولو على مراحل حسب الأهمية والحاجة حتى لو أدى ذلك لتقليص بعض نفقات موازنة الوزارة وتحويلها لبند عقود الحافلات المدرسية.
والطرف الثاني هم سائقو الحافلات عليهم ألّا يرضخوا لضغط الأهالي في نقل أبنائهم في وقت واحد وتحميل عدد كبير من الطلبة يفوق قدرة الحافلة، فسلامة الطلاب هي الأهم لأنهم في الأخير هم من يتحمل المسؤولية كاملة إن تجاوز العدد الحد المسموح به وحلت كارثة لا سمح الله، فقوانين شركات التأمين لا ترحم.
والطرف الثالث هم الأهالي الذين يجب أن يكونوا واعين بأن سلامة أبنائهم فوق كل اعتبار، فأن يصل الطالب لبيته متأخرا وهو مرتاح في مقعد الحافلة خير من أن يصل مبكرا وهو منهك جراء الازدحام، وإن كانت ثمة شكوى أو ملاحظة على سائق الباص فالتواصل مع إدارة المدرسة مباشرة أفضل.
(نداء - لوزارة المالية) ندرك الدور المهم والحيوي الذي على عاتقكم لاسيما خلال هذه المرحلة الحساسة وما بها من أوضاع اقتصادية متقلبة، ولكن نتمنى منكم الالتفات والاستجابة من أجل سلامة صغارنا أبناء الوطن وعماد مستقبله من خلال السعي لتوفير اعتمادات مالية إضافية لزيادة عدد الحافلات المدرسية فسلامة أرواح الطلاب أهم من أي اعتبار كان.