في لقاء مع «الشبيبة إف أم».. دارين مهدي: السلطنة رائدة في مـجـال صـون الـبـيـئـة

مزاج الاثنين ١٧/سبتمبر/٢٠١٨ ٠٤:٢٦ ص
في لقاء مع «الشبيبة إف أم»..

دارين مهدي: السلطنة

رائدة في مـجـال صـون الـبـيـئـة

مسقط - لورا نصره

أنشئت جمعية البيئة العُمانية في شهر مارس العام 2004م، وعلى مدار السنوات الفائتة دأبت الجمعية على الاهتمام بكل تفاصيل البيئة العمانية وعلى نشر الوعي أيضا بأهمية الحفاظ عليها لتغدو في غضون 14 سنة تقريبا مثالا يُحتذى عربيا وعالميا. إذاعة «الشبيبة إف أم» استضافت في برنامج من «غبشة» وفي حلقات متتالية عضوة مجلس إدارة جمعية البيئة العمانية الناشطة دارين مهدي لإلقاء الضوء على اهتمام السلطان قابوس بالبيئة وللتعرّف على أنشطة الجمعية ودورها في مجال حفظ البيئة.

بداية كيف يتجلى اهتمام جلالة السلطان بالبيئة؟ وما هي جهود الجمعية في هذا المجال؟

طبعا لا يخفى على الجميع اهتمام جلالة السلطان منذ بداية النهضة المباركة بالبيئة، حيث كانت السلطنة أول بلد عربي ينشئ وزارة للبيئة، وفعليا بدأت السلطنة منذ سنوات طويلة بالعمل على وضع التشريعات والقوانين التي تصون البيئة وتكفل حمايتها وتصون كل مفرداتها. واليوم توجد هناك الكثير من الاتفاقيات الدولية في مجال حفظ البيئة وقعت عليها السلطنة وهناك أيضا جائزة السلطان قابوس لصون البيئة وهي أول جائزة عربية للمبادرات العالمية التي تهتم بحماية البيئة وهي مرتبطة باليونيسكو ويتم تقديم المبادرات والمشاريع عن طريق الدول الأعضاء في منظمة اليونيسكو. وكل هذا يبرهن على الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطنة في هذا المجال.

هل هذه الجائزة مرتبطة ببروتوكول كيوتو؟

وماذا يعني؟

هي ليست مرتبطة ارتباطا مباشرا بها ولكن إحدى الاتفاقيات التي وقعت عليها السلطنة هي بروتوكول كيوتو وهو بروتوكول خاص يهتم بالتخفيف من آثار التغيّر المناخي والاحتباس الحراري وهي المشكلة الأبرز التي يعاني العالم اليوم من آثارها، والحد من الاحتباس الحراري هو عمل تكاملي تتعاون فيه الدول الموقعة على البروتوكول وتلتزم بعده بالحد من انبعاثات الغازات التي تسرع الاحتباس الحراري.

هل انضمت الدول المتقدمة صناعيا لهذا البروتوكول؟

ليس الجميع؛ فالولايات المتحدة الأمريكية هي من أكبر الدول التي تنتج الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري في العالم وهي لم توقع الاتفاقية وهذا يعود إلى سياسات الدول وتوجهاتها حيث تنظر بعض الدول للاتفاقية من منظور اقتصادي وتخشى من تأثير ذلك على اقتصاداتها ولكن هناك حلول طبعا يمكن من خلالها لهذه الدول إيجاد توازن بين التنمية الاقتصادية وحقوق البيئة.

ما هي أنواع المحميات الطبيعية الموجودة في السلطنة؟ وكم وصل عددها؟

تتميّز السلطنة بالتنوّع الجغرافي والبيئي انعكس تنوعا في الحياة الفطرية وهو ما استدعى إنشاء المحميات الطبيعية للحفاظ على هذا التنوّع. وبالفعل وصل عدد المحميات الطبيعية في السلطنة حتى الآن إلى 18 محمية طبيعية والعدد بصدد الازدياد؛ فالحكومة لديها إصرار واهتمام متزايد بإنشاء المحميات وخاصة بسبب قلة الوعي لدى فئة من الناس تتسبب بتخريب البيئة والحياة الفطرية ما يوجب التحرك لتخصيص المكان كمحمية لحمايته.
وتتنوّع المحميات في السلطنة بين الصحراوية مثل محمية السليل الطبيعية، والبحرية مثل محمية السلاحف، والجبلية مثل محمية جبل سمحان، إلى جانب محمية الخيران في ظفار وهي جديدة. وكما نلاحظ فإن تنوّع المحميات هذا يغطي التنوّع البيئي في السلطنة ونحافظ من خلالها على الحياة الفطرية الموجودة بكل أنواعها.

تتميّز السلطنة بوجود

الكثير من المحميات
الطبيعية المتنوعة.. لماذا لا يتم فتح هذه المحميات للزوار
أو للاستثمار السياحي؟

هذا الأمر صعب جدا؛ فهناك بحوث وتقييم بيئي لأعداد الحيوانات والنباتات يجب أن يتم قبل السماح بهكذا خطوة. ثم علينا أن نسأل أنفسنا ما الذي نريد أن نحميه؟ وما هي تبعات إنشاء مركز سياحي في هذه المحمية؟ وكما نعلم هناك بعض الأماكن الطبيعية تتحمل تدخل الإنسان فيها واستخدامها بشكل سياحي ولكن بشكل عام البيئة في عُمان هشة لأنها من الأماكن الجافة وشبه الجافة ولذلك تكون أكثر حساسية وتتطلب الكثير من البحث والدراسة لتخفيف التأثيرات المباشرة لفتحها أمام الإنسان.

ما هي رسالتكم للناس؟

هناك أناس لا تراعي البيئة وتقوم بممارسات تخرّب البيئة مثل المفحطين الذين شاهدناهم يخرّبون المساحات الخضراء في ظفار. أملنا بأن نعود إلى بيئتنا وديننا ووطنيتنا ونصون بلدنا بغض النظر عن القانون حيث يحتم علينا ضميرنا ألا نسيء إلى البيئة التي نعيش فيها وندعو أصحاب المشاريع البيئية المميّزة من الطلاب أو الشركات إلى تقديم مبادراتهم والاتصال بنا لعرض أفكارهم.