الجبل الأخضر - أسد بن حارث الزكواني
سبتمبر، موسم جني فواكه الجبل الأخضر من مختلف القرى وفي مقدمتها فاكهة الرمان، ويعتبر المحصول الاقتصادي الرئيسي لدى الأهالي، ويقدر عدد أشجاره بحوالي 27 ألفاً وهو من أهم أشجار الفاكهة من حيث الجدوى الاقتصادية، وتمتد مساحته الزراعية على شكل مدرجات تملؤها أشجار الرمان، وأهم القرى التي تنتجه: سيق والشريجة والعقر والعين وحيل اليمن والقشع ووادي بني حبيب.
«الشبيبة» كانت حاضرة مع البائعين الذين تحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها في عرض وتسويق منتجاتهم.
كيفية العناية بأشجار الرمان
من أهم الصعوبات التي يواجهها مزارعو الرمان في الجبل الأخضر العناية بالأشجار، بحكم نموها في تضاريس صعبة، يحدثنا المواطن ربيع بن سيف التوبي من مزارعي الجبل الأخضر قائلا: نبدأ في العناية بأشجار الرمان منذ منتصف يناير من حيث تقليم الأشجار والتخلص من الأفرع الميتة والسرطانات وإزالة الحشائش وحراثة الأرض وإضافة السماد العضوي والري مرة واحدة كل عشرة أيام وخلال مايو يستمر الري بين خمسة إلى سبعة أيام وذلك حتى نهاية سبتمبر، حيث يتم وقف الري نهائيا عن أشجار الرمان من منتصف نوفمبر وحتى نهاية يناير لإعطاء النبات فترة راحة ولتجديد نشاطه في الموسم الذي يليه.
إصابة ثمرة الرمان بالآفة
خلال السنوات الفائتة تأثر الجبل الأخضر بسبب الانخفاض الحاد في منسوب العيون المائية والأفلاج لقلة الأمطار ما أدى إلى جفاف السدود المائية وتأثر أشجار الرمان، وإصابتها بضعف في الأوراق وتغير لونها وتساقطها، إذ أصيبت ثمرة الرمان بآفة تسمى «فراشة الرمان» التي تهدد إنتاج المحصول، وتعتبر هذه الآفة من أخطر الآفات التي تصيب المحصول في مختلف مراحل تطور الثمرة من بعد العقد حتى مرحلة اكتمال النضج، حيث تضع أنثى الفراشة البيض على الثمار أو على الأوراق القريبة من الثمار وتقوم اليرقات بعد الفقس بالحفر داخل الثمار لتتغذى على المحتوى الداخلي للثمار ولتكمل الطور اليرقي وتكون باقي الثمرة عرضة لهجوم الحشرات المترممة والفطريات والبكتيريا وغيرها من الآفات الأخرى، ومنذ ظهور الآفة في نهاية التسعينيات من القرن الفائت وإلى الآن تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بجهود ملحوظة في مكافحة الآفة سنويا والحد من الأضرار التي تسببها وذلك من خلال تبني برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة فراشة ثمار الرمان بالجبل الأخضر والذي يشتمل على عدة ركائز أساسية كالمكافحة الميكانيكية بإزالة بيض الآفة يدويا أو تغليف الثمار بالأكياس الشبكية والمكافحة الكيميائية عن طريق الرش بالمبيدات الآمنة والمتخصصة، بالإضافة إلى المكافحة الحيوية التي يتم التركيز عليها بشكل كبير وذلك من خلال برنامج تربية وإكثار وإطلاق طفيليات الترايكوجراما التي تقضى على الآفة في طور البيض قبل الفقس إلى اليرقات وإحداث الضرر للثمار.
قطف ثمار الرمان «خطأ»
يعرضها للتلف
لكل ثمرة طريقة مختلفة في كيفية التعامل معها وذلك حسب وضعها، ولشجرة الرمان طريقة مختلفة في قطف ثمارها حيث يتلف القطف الخطأ جودتها ما يعرضها للإصابة.
ويفضل قطف ثمرة الرمان مع جزء صغير من العنق وذلك باستعمال مقص تقليم خاص، والقطف بدون أداة مناسبة قد يؤدى إلى انسلاخ جزء من قاعدة الثمرة مع عنقها الذي يبقى عالقا على الشجرة وتصبح الثمرة أكثر عرضة للتلف، وبعد القطف نضع الثمار بعناية ولطف في سلة أو صندوق نظيف ولا أنصح بوضع الثمار بعد قطفها على الأرض لاحتمال تلوثها بالتربة التي تحتوى على مواد ضارة قد تتلفها، وعند القطف نقوم بفرز الثمار المتشققة أو المصابة عن السليمة ثم تعبأ السليمة في عبوات كرتونية أو بلاستيكية ونحفظها في مكان مظلل لحين شحنها للبيع.
صعوبات في تسويق المنتجات
يتوجه بعض المزارعين في الجبل الأخضر لبيع منتجاتهم في سوق نزوى، ولكن أكثرهم موجودون في مختلف المواقع في الجبل الأخضر لبيع منتجاتهم وسط صعوبات يتحدثون عنها، يتحدث المواطن خالد بن ناصر العمري أحد مزارعين وبائع للمنتجات قائلا: نحن كبائعين نواجه صعوبات كثيرة أولها حرارة الشمس لعدم وجود المظلات، ولا توجد مواقف للمركبات وسوق غير نظامي حيث ترى كثيرا من البائعين منتشرين على الطرقات والشوارع العامة على مسافات طويلة ومن مختلف الأعمار يبيعون منتجاتهم وسط خطر كبير من الحوادث.
أضاف أيضا أن سوق البلدية ضيق كثيرا وحاليا يكفي لأربعة أو خمسة بائعين فقط لعرض منتجاتهم ولا توجد به مساحة لوقوف المركبات.
أسعار الرمان حسب الحجم والنوع
توجد ثلاث مجموعات لأصناف الرمان في الجبل الأخضر وهي الحلو والحلو الحامض والحامض ولكل نوع من هذه الأنواع مذاقه وفوائده الصحية، فهو يقينا من تصلب الشرايين ويساعدنا في زيادة الأكسجين في القلب ولكل جزء من ثمرة الرمان الكثير من الفوائد.
ويشكل الصنف الحلو النسبة الأعلى من أشجار الرمان وإنتاجيته تعتمد على توفر عوامل أساسية أهمها فترة سكون كافية في فصل الشتاء وإجراء عمليات الخدمة من تسميد وري في وقتها المناسب.
وحول سعر الرمان حدثنا خالد العمري قائلا: لثمرة الرمان أحجام مختلفة ولكل حجم سعر معين فحبة الرمان الكبيرة تعتبر رقم واحد بدون أي إصابة تصل ما بين (1،400 إلى 1،600 ريال) وفي تزايد، ونعتبر هذا السعر مناسبا نظير الجهد الكبير والعناية الفائقة والمستمرة من بداية العناية بالشجرة في شهر يناير حتى موعد الحصاد في شهر سبتمبر.
من خلال زيادة الحركة السياحية في الجبل الأخضر خلال السنوات الأخيرة فقد ازداد الطلب كثيرا على محصول الرمان من قبل السائحين الذين يقصدون الجبل في موسم الرمان، هنا يأتي رأي أحد الزائرين للجبل الخضر حول سعر الرمان وهو المواطن سهيل بن علي العمراني حيث يقول: في نظري سعر حبة الرمان مناسب بحسب التضاريس وموقع المحاصيل الزراعية الصعبة التي يعاني منها المزارعون لكسب رزقهم وإخراج ثمارها اللذيذة. كما تحدث المواطن حمود بن علي العامري حول الصعوبات والخدمات التي يفتقدها البائع لعرض المنتجات قائلا: ينقص الكثير من الخدمات وخاصة في تسويق منتجات الجبل الأخضر، حيث إن البائع يعرض نفسه للخطر بوقوفه بالقرب من الشارع العام لعدم وجود مواقف للمركبات، وأيضا أرى أن موقع سوق المنتجات غير كاف ويجب توسعته من قبل جهات الاختصاص أو إنشاء مواقع لبيع المنتجات في مختلف المناطق السياحية بالجبل الأخضر.
مطالب للبائعين
البائعون يبذلون قصارى جهدهم لإرضاء الزائر، غير أن الوضع بحاجة لمعالجة أفضل وهم يتحدثون عن مطالبهم، فالمواطن أزهر بن زاهر التوبي يقول: كوني بائعا أتمنى على جهات الاختصاص أن تقوم بإنشاء سوق محلي متكامل لجميع الباعة المتواجدين في مختلف المواقع على الشوارع وأن تتعدد الأسواق في مواقع متوزعة في الجبل الأخضر بحيث تكون منظمة ومرتبة وتسع الجميع بائعين ومشترين. وفي الوضع الحالي نطالب بوضع مظلات للباعة وتوسعة المواقف للمركبات لأنها غير كافية.