مكون أساسي في الأقمار الصناعيّة أجنحة الخلايا الشمسية

بلادنا الخميس ٣٠/أغسطس/٢٠١٨ ٠١:٥٥ ص
مكون أساسي في الأقمار الصناعيّة

أجنحة الخلايا الشمسية

مسقط -
أكد مدير مشروع الأقمار الصناعية بوزارة النقل والاتصالات المهندس صالح بن حمود الكاملي أن أهمية القمر الصناعي ترجع إلى أنه يسمح للعلماء برؤية مساحة واسعة من الأرض في وقت واحد وهذه الإمكانية تعني جمع أكبر قدر من المعلومات والبيانات بسرعة أكبر من الأدوات الموجودة على سطح الأرض، كما أن القمر الصناعي يمكّننا من رؤية الفضاء بطريقة أفضل من التلسكوبات الموجودة على سطح الأرض وذلك لأن القمر الصناعي يطير فوق الغيوم والغبار والجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض التي يمكن أن تقلل من رؤية الفضاء بشكل واضح.

بالإضافة إلى ذلك فإنه قبل اختراع القمر الصناعي كانت إشارات التلفزيون مجالها محدود بمساحة معيّنة ولكن بعد اكتشاف القمر الصناعي أصبح انتشار إشارات التلفزيون حول العالم بطريقة أسرع وأسهل، كما أن المكالمات الهاتفية كانت محدودة بسبب صعوبة مد أسلاك الهاتف لمسافات بعيدة أما الآن فإنه عن طريق استخدام القمر الصناعي يتم عمل المكالمات الدولية بمنتهى السهولة.

أما بالنسبة لمكونات القمر الصناعي فأشار المهندس صالح الكاملي إلى أنه تختلف أجزاء القمر الصناعي باختلاف الأشكال والأحجام ولكن معظمها لديها ما لا يقل عن اثنين من الأجزاء المشتركة وهي الهوائي ومصدر الطاقة، ومكونات أي قمر صناعي هي مجموعة الأجزاء والمعدات المختلفة التي يحتاجها لأداء المهمة المكلف بها وهناك مكونات أساسية توجد في جميع الأقمار وهي:
1 - أجنحة الخلايا الشمسية التي تمد القمر بالطاقة اللازمة لتشغيله.
2 - بطارية احتياطية من الهيدروجين أو النيكل أو الكاديوم لتشغيل القمر في حالات الطوارئ أو في حالات كسوف الشمس.
3 - الهوائيات اللازمة لاتصال القمر بمحطات التحكم الأرضية وبث الصور والبيانات إليها واستقبال الأوامر منها.
4 - الكاميرات الرقمية الدقيقة جدا وتصل دقة هذه الكاميرات إلي تصوير سيارة متحركة على الأرض بكل تفاصيلها.
5 - النواقل كما في أقمار البث الفضائي والاتصالات وهي التي يتم تحميل القنوات الفضائية والهاتفية عليها وتتميز أقمار الاتصالات والبث التلفزيوني عن جميع الأقمار الصناعية بالهوائيات العملاقة الموجودة فيها والتي تتيح لها نقل الصور والبيانات والاتصالات من مكان إلى آخر على سطح الكرة الأرضية.
وتوجد كل هذه المحتويات في وعاء خارجي يحمل اسم BUS وهو الغلاف الخارجي للقمر الصناعي أو الهيكل الأساسي له والذي يضم بدورة مجموعة كبيرة من الدوائر والرقائق الإلكترونية وأجهزة الحاسوب الدقيقة ومولد للطاقة ومعدات الاتصال.
وعرّف المهندس المدار Orbit هو المسار المنحني الذي تستخدمه الأقمار الصناعية في دورانها حول الكرة الأرضية لأداء مهماتها وذكر بأن هناك ثلاثة أنواع من المدارات وهي:

‌أ) المدار الأرضي المنخفض Low Earth orbit:

وهو مدار قريب من الأرض، يتراوح ارتفاعه بين 200 إلى 400 كيلومتر فوق سطح الأرض وتستخدمه الأقمار الصناعية التي تحتاج إلى الدوران بسرعة حول كوكب الأرض ومنها الأقمار العلمية التجريبية وأقمار والرصد والاستطلاع والمسح الجوي، كما تستخدمه أيضا محطة الفضاء الدولية، ويستغرق القمر الصناعي مدة لا تزيد عن 90 دقيقة لإكمال دورة كاملة حول الأرض في هذا المدار.

‌ب) المدار القطبي polar orbit:

وهو مدار متوسط الارتفاع حيث تدور الأقمار الصناعية حول قطبي الأرض بشكل رأسي من الشمال إلى الجنوب بزاوية ميل 90 درجة على خط الاستواء وهو ما يتيح للقمر مسح مساحة شاسعة من سطح الأرض في زمن قياسي لا يتجاوز 90 دقيقة فقط. ويستخدم هذا المدار في الأقمار العسكرية والتصوير الجوي وأقمار المناخ والرصد البيئي.

‌ج) المدار الجغرافي المتزامن Geostationary:

وهو مدار دائري على ارتفاع 35.786 كيلومتر (22.236 ميل) فوق خط الاستواء وفي نفس اتجاه دوران الأرض حول نفسها ويُعرف هذا المدار باسم مدار الثبات أو المدار المتزامن لأن سرعة دوران الأقمار الصناعية تساوي نفس سرعة دوران الأرض حول نفسها تقريبا وبالتالي تبدو الأقمار الصناعية وكأنها ثابتة في أماكنها فوق المناطق الجغرافية المطلوب تغطيتها.
ويستخدم هذا المدار لوضع أقمار الاتصالات والبث التلفزيوني وذلك حتى لا تضطر الهوائيات الأرضية التي تتصل بها أن تتحرك معها لمتابعتها حيث يتم توجيه هوائيات الاستقبال والإرسال إلى النقطة أو الموقع الثابت الذي يوجد به القمر المطلوب.
أما بالنسبة لحلقة الأقمار والتقسيم الجغرافي فأشار المهندس إلى أن جميع أقمار الاتصالات والبث التلفزيوني موجودة في المدار المتزامن “الثبات الجغرافي” في شكل حلقة ضخمة تحيط بكوكب الأرض عند خط الاستواء.
ونظرا لضرورة الفصل بين هذه الأقمار حتى لا يحدث أي تداخل بين إشاراتها وتردداتها في ظل العدد الضخم لهذه الأقمار وضيق المدار والمواقع المتاحة فيه حدث نوع من الصراع بين الدول والشركات العاملة في مجال الأقمار الصناعية ما أدى إلى تدخل الاتحاد الدولي للاتصالات من خلال تقسيم المدار المتزامن إلى 4 مناطق جغرافية وفقا لخطوط العرض كالتالي:

المنطقة الأوروبية:

وهي المنطقة الممتدة من خط الطول صفر شرق خط جرينتش إلى خط 73 شرق جرينتش وهي المنطقة المواجهة لقارة أوروبا وغرب ووسط آسيا وشمال إفريقيا وتضم 72 موقعا مداريا تحتل معظمها الأقمار التابعة لشركات اوتلسات واسترا وانتلسات الأوروبية بالإضافة إلى الأقمار التركية وأقمار عرب سات وأقمار هيلاس اليونانية.

منطقة آسيا والباسفيكي:

وهي المنطقة الممتدة من خط الطول 74 شرق جرينتش إلى خط طول 177 غرب خط جرينتش وهي المنطقة المواجهة لقارة آسيا والمحيط الهادي “الباسفيكي” وتضم 60 موقعا مداريا تحتلها الأقمار التابعة لدول وسط وشرق آسيا مثل الصين واليابان وإندونيسيا وماليزيا والهند وبعض الأقمار الروسية وأقمار أخرى تابعة للهند وأذربيجان.

منطقة الأطلنطي:

وهي المنطقة الممتدة من خط صفر غرب جرينتش إلى خط عرض 61 غرب جرينتش وسُمّيت بمنطقة الأطلنطي لأنها تقع فوق مياه المحيط الأطلنطي وتضم 33 موقعا مداريا وأشهر الأقمار الموجودة في هذه المنطقة منظومة أقمار نايل سات 201 و202 المصرية ومنظومة أقمار عاموس 2 و3 الإسرائيلية هيسباسات الإسبانية وامازوناس البرازيلية بالإضافة إلى أقمار شركة اوتلسات الأوروبية.

منطقة أمريكا

وهي المنطقة الممتدة من خط طول 61 غرب خط جرينتش إلى 160 غرب خط جرينتش وتقع معظمها فوق مياه المحيط الهادي والأمريكيتين الشمالية والجنوبية وتضم 6 مواقع مدارية تحتل معظمها شركات الأقمار الأمريكية مثل AMC وايكوستار ودايركت تي في وجلاكسي بالإضافة إلى مجموعة من الأقمار البرازيلية.

في إطار التعاون مع المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة في مجال تدريب الطلبة الخريجين من تخصص هندسة الاتصالات والإلكترونيات، التحق للتدريب بالمديرية العامة لخدمات الاتصالات والبريد خلال الفترة من 7 يوليو - 30 أغسطس 2018م اثنا عشر طالبا وطالبة من مختلف الجهات التعليمية الأكاديمية (جامعة السلطان قابوس - كلية كالدونيان - الكلية التقنية العليا)، شمل البرنامج التدريبي العديد من المحاضرات المتنوعة والتي تميزت بالشمولية، حيث ركزت على الجانبين الفني والإداري، بدءاً بالتعريف بالمديرية ودوائرها وأقسامها وطبيعة العمل واختصاصاتها وذلك بالتعاون مع كادر المهندسين والفنيين والإداريين بالمديرية وكل نفذ البرنامج التدريبي حسب اختصاصه. وتم توضيح الآلية المتبعة في رسم السياسات والاستراتيجيات والتشريعات وكيفية إعادة مراجعتها ومتابعة الجهات المنفذة لها وصورة التكامل بين الجهات المنضوية تحت قطاع الاتصالات، مثل (السياسة العامة لقطاع الاتصالات، وسياسة قطاع البريد، استراتيجية الخدمة الشاملة، الاستراتيجية الوطنية النطاق العريض، الاستراتيجية الوطنية لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات) بالإضافة إلى أهم التشريعات مثل (قانون تنظيم الاتصالات، قانون تنظيم الخدمات البريدية) وذلك بتقسيم الأدوار بين كل من م. نورة المقبالية، م. نصراء العلوية وم. حمد الفارسي كل حسب خبرته العملية في السياسات وإعداد ومتابعة تنفيذ السياسات والتشريعات.

كما تم تخصيص محاضرات حول إجراءات طرح المناقصات قدمها مدير مساعد لدائرة شؤون الاتصالات والبريد راشد بن عبدالله بن راشد العلوي، وكيفية إدارة المشاريع بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة بالمشروع، وكيفية التعامل مع أي عقبة قد تواجه التنفيذ وأبرز الحلول المستخدمة في إدارة وإنجاح المشاريع، حيث تم تنظيم محاضرة حول إدارة المشاريع وأهميتها قدمها مدير مشروع الأقمار الاصطناعية م.صالح الكاملي وذلك بمشاركة مجموعة من الكوادر بالمديرية.

وتنوعت البرامج والمحاضرات التي أثرَت فكر الطلبة المتدربين مثل (آلية عمل الشبكات وأبراج الاتصالات، الطيف الترددي وكيف ظهرت خطة الإخلاء للطيف الترددي بعد موافقة مجلس الوزراء الموقر والتي تهدف إلى دعم وتطوير قطاع الاتصالات بكافة محافظات السلطنة من خلال توفير ترددات مدنية وتجارية جديدة من أجل الارتقاء بخدمات الاتصالات ولمواجهة الطلب المتزايد لتغطية كافة محافظات السلطنة بالإضافة إلى استقطاب أجيال جديدة من الشبكات اللاسلكية والأجهزة الطرفية الأخرى إلى السوق العمانية لمواكبة التطور في المنطقة ودول العالم الأخرى والذي لا يمكن تحقيقه دون توفير الترددات المطلوبة لإنشاء وتشغيل هذه الشبكات والأجهزة) والتي كانت من إعداد م. محمد بن مراد البلوشي.
ومن المواضيع المهمة الأخرى أيضا التي اشتمل عليها البرنامج التدريبي: تراخيص الاتصالات والنشرات الفضائية من إعداد م. سميرة الفورية بدائرة شؤون الاتصالات، وأهم إحصائيات ومؤشرات الأداء بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من إعداد رئيسة قسم التخطيط والتحليل الاقتصادي، بدائرة تطوير وتشجيع الاستثمار فاطمة المنذرية، والتعريف بالهيئات والمشغلين ودورهم، وكذلك المنظمات الدولية واللجان التي تعد السلطنة عضوا في كل منها، من تقديم وإعداد م. غنية السعدية. بالإضافة إلى مشروع إرساء نظام إدارة الجودة وفق المواصفات العالمية والذي كان من إعداد م. خديجة الهنائية رئيسة قسم الجودة بالتعاون مع نجية الحسنية ممثلة بقسم الجودة بالقطاع، ومن بين البرامج المهمة التي قدمت أيضا المنافسة في سوق البريد من إعداد م.سارة بنت سيف الكلبانية رئيسة قسم الاتصالات الأرضية الثابتة والمتنقلة بالانتداب في دائرة شؤون الاتصالات والبريد.
وعلى هامش خطة التدريب تم التعاون مع مركز التدريب بديوان عام الوزارة للمشاركة والحضور لأهم المحاضرات والورش التي قدمت خلال فترة التدريب حيث تمكن الطلبة من حضور محاضرة الابتزاز الإلكتروني من تقديم أحد المعنيين بشرطة عمان السلطانية، وكذلك محاضرتي الأمن السيبراني وقوانين مكافحة جرائم تقنية المعلومات. ومن جانب آخر، تم التنسيق مع الشؤون البحرية لتقديم ورشة حول الاتصالات البحرية وذلك بالتعاون مع أحد المحاضرين الأكاديميين بكلية عمان البحرية الدولية IMCO. كما قدم عبدالله السعيدي محاضرة بعنوان “سوق العمل فرص وتحديات” وكذلك قدم مدير دائرة التطوير وتشجيع الاستثمار سليمان الخروصي ورشة حول الدراسة التي شارك في إعدادها للوزارة حول أسباب استقالة الكفاءات البشرية بالوزارة.
ولتعريف الطلبة أكثر على مكونات القطاع وأهم الجهات المنضوية تحت مظلة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، تم تنظيم عدد من الزيارات التعريفية لمختلف الجهات ذات العلاقة على فترات مختلفة بالتنسيق مع المعنيين بتلك الجهات بقيادة وبإشراف رئيسة قسم تطوير الاتصالات والبريد بالمديرية م. نورة بنت سالم المقبالية، وهي على النحو التالي:
1. هيئة تنظيم الاتصالات (الجهة المنظمة لقطاع الاتصالات وسوق البريد)
2. الشركة العمانية للنطاق العريض (تقدم البنية الأساسية للنطاق العريض لمزودي خدمة الاتصالات الحاليين في السلطنة (عمانتل/أوريدو) بدون تمييز مع سعيها إلى تحقيق التغطية الشاملة لجميع مناطق السلطنة وتسعى الشركة إلى التعاون مع مزودي خدمات البنية الأساسية الآخرين مثل المياه، والكهرباء، والغاز ومشاريع الصرف الصحي من أجل التنسيق معها في عمليات التوصيل).
3. عمان داتا بارك (متخصصة في تزويد خدمات الحوسبة السحابية ICloud وتدير منصة مركز البيانات المتقدمة وكذلك إدارة وتعزيز ودعم عمليات تكنولوجيا المعلومات والأعمال)
4. الشركة العمانية القطرية للاتصالات/ أوريدو (توفير وتشغيل خدمات وشبكات الاتصالات المتنقلة والثابتة).
خلصت تلك الزيارات إلى تعريف الطلبة على اختصاصات كل جهة وآلية العمل فيها وأهم الاختصاصات والزيارات الميدانية لمواقع عمل المشاريع لها وكذلك الفرص المتاحة للخريجين للتدريب والشواغر المتطلبة مستقبلاً.

اثنا عشر طالباً يلتحقون ببرنامج تدريبي في وزارة النقل