مسقط -
تعد تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية أمرا ضروريا في وقتنا الحاضر نتيجة لمحدودية الموارد المائية في المنطقة بشكل عام والسلطنة بشكل خاص، ولذلك يعتبر استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه المالحة أحد الحلول العلمية في الحصول على المياه العذبة نظرا لما تمتاز به من خصائص فريدة كسهولة الاستخدام ورخص التكاليف من حيث التكنولوجيا المستخدمة. واحدة من أوفر وأسهل البدائل لتحويل المياه المالحة إلى المياه العذبة باستخدام الطاقة الشمسية دون أن يؤثر ذلك على النظام البيئي، يكون ذلك عن طريق استخدام النوع البسيط للحوض الشمسي. وبالرغم من ذلك، فإن إنتاج المياه العذبة من هذه الأحواض الشمسية لا يزال محدوداً جداً، الأمر الذي دعى إلى توجه العديد من الباحثين إلى إجراء المزيد من الدراسات العلمية المختلفة، وفي هذه الدراسة البحثية التي تحمل عنوان تقييم أداء مجمع استيعاب الطاقة الشمسية المقلوب المدمج مع دورة تبريد مع ذلك الأداء بدون أي دمج، قام الفريق البحثي بإجرائها بقيادة الأستاذة د.صباح بنت أحمد عبد الوهاب السليمان من جامعة السلطان قابوس من أجل تحسين الأداء التشغيلي لهذه الأحواض لزيادة إنتاجيتها من المياه العذبة.
أشارت الأستاذة د.صباح السليمان إلى أن الأحواض الشمسية يمكن استخدامها لتوفير نوعية عالية من المياه الصالحة للشرب، وفي هذا المشروع تم تقديم مفاهيم متطورة في تصاميم الأحواض الشمسية والتركيز على دراسة العوامل المختلفة المتحكمة بتشغيلها تحت الظروف المناخية الخاصة بالسلطنة.
وحول النتائج البحثية قالت السليمان إن النتائج التي تم تحصيلها من هذه الدراسة لها فائدة كبيرة في تحسين ظروف عمل وإنتاجية هذه الأحواض وكذلك المساهمة في تحديد العوامل التي تؤثر في تشغيلها بهدف تحسين كفاءتها لزيادة إنتاجيتها من المياه العذبة. وأوصت الدراسة بتقديم المزيد وتركيز الجهود من خلال تطوير المزيد من المفاهيم المتقدمة في تصميم الأحواض الشمسية وذلك لتعزيز العائد منها من المياه العذبة ليصبح استخدام هذه الأحواض مقبولاً ويلبي بالتالي احتياجات المستفيدين منها.
وأضافت بأن هذا المشروع سيسهم إسهاما فعالا في توفير المياه العذبة للسكان المحليين الذين يعيشون في المناطق النائية في عُمان والتي تعاني من ندرة المياه العذبة مما يساعد على تطوير وتحسين حياتهم من خلال توجيه بوصلة البحث العلمي وإيجاد الحلول العلمية لها.