الشكوك ما تزال حاضرة بقوة على طاولة واشنطن وبيونج يانج

الحدث الثلاثاء ٠٧/أغسطس/٢٠١٨ ٠٣:٣٦ ص

عواصم - ش - وكالات

دعت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية الولايات المتحدة أمس الاثنين إلى التخلي عن العقوبات قائلة إن بيونج يانج أظهرت حسن النية بإنهاء تجاربها للأسلحة النووية وتسليم رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب الكورية.

على الجانب الآخر، قلل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من أهمية تبادل تصريحات مثيرة للجدل مع كوريا الشمالية على هامش اجتماعات إقليمية عقدت في مطلع الأسبوع في سنغافورة وقال إن بيونج يانج أوضحت استمرار التزامها بنزع السلاح النووي.

يذكر أنه خلُص تقرير سري للأمم المتحدة قبل أيام فقط إلى أن كوريا الشمالية لم توقف برامجها النووية والصاروخية في خرق لقرارات الأمم المتحدة.

وتعهدت كوريا الشمالية والولايات المتحدة بالعمل على إنهاء برامج الأسلحة بكوريا الشمالية خلال اجتماع قمة تاريخي عُقد في يونيو في سنغافورة ولكنهما يواجهان صعوبة في التوصل لاتفاق لتحقيق هذا الهدف. واتهمت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية واشنطن «بالعمل بعكس» خطتها لتحسين العلاقات رغم تقديم بيونج يانج لفتات تنم عن حسن نواياها من بينها وقف التجارب النووية والصاروخية وإزالة موقع نووي وإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب الكورية التي دارت فيما بين عامي 1950 و1953.

وقالت صحيفة رودونج سينمون الناطقة بلسان حزب العمال الحاكم إن مثل هذه «الإجراءات العملية» ألغت أسباب وجود قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقالت الصحيفة في افتتاحية «هناك حجج مشينة تصدر من وزارة الخارجية الأمريكية بأنها لن تخفف العقوبات إلا بعد استكمال نزع السلاح النووي وأن تعزيز العقوبات وسيلة لزيادة قوتها التفاوضية. كيف يمكن للعقوبات، التي تعد عصا تشهرها الإدارة الأمريكية في إطار سياستها العدائية ضدنا، أن تشجع المودة بين البلدين؟».
ويعد هذا المقال إشارة جديدة إلى شعور بيونج يانج بالإحباط إزاء الوتيرة البطيئة التي تسير بها المفاوضات النووية.
وفي ظل الرئيس دونالد ترامب دفعت الولايات المتحدة الأمم المتحدة لفرض عقوبات صارمة على كوريا الشمالية بسبب إجراء كيم سلسلة من التجارب الصاروخية والنووية العام الفائت.
وحضر بومبيو ونظيره الكوري الشمالي ري يونج هو في سنغافورة بعد أقل من شهرين من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في قمة غير مسبوقة أشاد بها ترامب بوصفها نجاحا رغم عدم قيام بيونج يانج بخطوة ملموسة للتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.
ورغم ذلك اقتصر على ما يبدو تواصل بومبيو وري على مصافحة قصيرة خلال المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). وعندما غادر بومبيو الاجتماع يوم السبت ألقى ري كلمة قال فيها إن بيونج يانج تشعر بقلق من نوايا الولايات المتحدة. وشكا أيضا من دعوات الولايات المتحدة إلى إبقاء العقوبات على كوريا الشمالية وإحجامها عن إعلان انتهاء الحرب الكورية رسميا.
وسئل بومبيو خلال لقاء مع الصحفيين المسافرين معه أثناء عودته إلى واشنطن عمّا إذا كان يشعر بقلق من تصريحات ري، وأشار بومبيو إلى أن لهجة بيان كوريا الشمالية اختلفت بشكل كبير عن العام الفائت.
وقال «الوزير أوضح تماما استمرار التزامهم بنزع السلاح النووي. ربما ليس لديّ تصريحاته على وجه الدقة ولكنها قريبة جدا. وبصراحة بالمقارنة مع الغضب، على مدى سنوات وسنوات، والكراهية مثلما كان يعبّر عنها الكوريون الشماليون فإن تصريحاته مختلفة».
وشدد بومبيو على أن «بيان البعثة» الأمريكية ما زال واضحا.
وقال إن «مجلس الأمن قال إنه يجب عليهم إنهاء برنامجهم النووي وبرنامجهم للصواريخ الباليستية. عليه أن يفي بالتعهدات التي أعلنها» مشيرا إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.