مسقط -
حققت السلطنة إنجازات جلية في مجال تطوير الوضع الصحي بسبب الالتزام السياسي من قبل الحكومة لتوفير الصحة لجميع السكان وكذلك نتيجة للجهود المضنية التي بذلت، والتي أشادت بها جميع المنظمات والهيئات الدولية، فقد اعتبرت المنظمات الدولية عمان من أسرع الدول في خفض معدلات الوفيات للأطفال خلال فترة الثمانينيات والتسعينات واستمر ذلك في العقدين التاليين، فقد انخفض معدل وفيات الرضع (لكل 1000 مولود حي) من 118 في عام 1972م إلى 16.7 في عام 2000م ثم إلى 9.5 عام 2017م، وانخفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر (لكل 1000 مولود حي) من 181 في عام 1972م إلى 11.6 عام 2017م، وبلغ معدل الوفيات الخام 2.9 لكل 1000 من السكان خلال نفس الفترة، وصاحب ذلك ارتفاع العمر المتوقع عند الولادة من 49.3 إلى 76.9 سنة.
التحكم بالأمراض المعدية
وكان للتحكم في الأمراض المعدية والأمراض الخطرة للطفولة السبب الرئيسي في انخفاض معدلات الوفيات فقد أدت الاستراتيجيات التي تبنتها الوزارة إلى خلو السلطنة من بعض الأمراض الخطرة مثل شلل الأطفال والدفتيريا والتيتانوس الوليدي خلال العقدين الفائتين ولم تسجل أي حالات حصبة خلال العامين الأخيرين وانخفضت حالات التهاب الكبد الفيروسي بنسبة 68% مقارنة مع عام 2005م وتم التحكم بالملاريا إذ كان هناك فرد من كل 3 أفراد في المجتمع يصابون بالملاريا عام 1975م حيث تم الإبلاغ عن 241.431 حالة ملاريا وقتها ومع إجراءات المكافحة انخفضت أعداد الحالات إلى 33 ألف حالة عام 1990م، ووقتها قررت الوزارة البدء في برنامج استئصال الملاريا لما لها من تأثيرات سلبية على صحة الأفراد وعلى الخدمات الصحية وانخفضت أعداد الحالات بوتيرة سريعة وبلغت 1087 حالة فقط خلال عام 2017م أغلبها من الحالات الوافدة إذ يجري تسجيل 19 حالة عدوى محلية فقط خلال نفس العام. وقد كان السبب الرئيسي لتحقيق هذه الإنجازات هو التزام حكومة السلطنة، من خلال وزارة الصحة، بسياسة صحية تستند على مبادئ أساسية متعددة، وهي: تقديم خدمات صحية شاملة للسكان.
التخطيط الصحي
وقد بدأت وزارة الصحة في تبني التخطيط الصحي منذ عام 1976م، وقد مرت الخطط الصحية لوزارة الصحة بثلاث مراحل واضحة، لكل مرحلة منها سمات وخصائص واضحة تتناسب مع الأوضاع التنموية في تلك المرحلة. وقد تضمنت المرحلة الأولى ثلاث خطط صحية (1976-1990م) توجهت جميعها لبناء البنية الأساسية الصحية التي كانت شبه معدومة في بداية تلك المرحلة. وتضمنت المرحلة الثانية أيضاً ثلاث خطط صحية (1991-2005م) وقد ركزت خطط المرحلة الثانية على تطوير المكونات المختلفة للنظام الصحي، وقد اتسمت تلك المرحلة بعدد من التوجهات الإستراتيجية منها اعتماد نظام لامركزية الخدمات الصحية إلى 10 مناطق صحية (الآن 11 محافظة) وخلال المرحلة الثانية تم إعداد الخطط الصحية التفصيلية والتي شملت: تطوير البنية الأساسية والموارد البشرية، وإعداد البرامج الصحية التي تم توجيهها للمشاكل الصحية ذات الأولوية.
الصحة 2050
في عام 2016م، تم اعتماد الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) والتي جاءت هي الأخرى بمنهجية جديدة تتماشى مع التغير الديموغرافي والسكاني والتطور الصحي والتقني الذي يشهده العالم حيث جاءت هذه الخطة بالمدرسة المعتمدة على أسلوب التخطيط المبني على تحقيق النتائج حيث استندت هذه الخطة على النظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050) والتي هي بمثابة نقلة نوعية في عملية التخطيط الصحي المستقبلي حيث وجهت الخطة الخمسية التاسعة استراتيجياتها وأهدافها من خلال ذات المحاور السبعة التي قامت عليها النظرة المستقبلية. وجاءت النظرة المستقبلية للنظام الصحي «الصحة 2050» بعدد 28 رؤى و142 من الأنشطة الإستراتيجية لتوجيه الخطط الصحية لتطوير النظام الصحي بمكوناته وهي: القيادة أو الحوكمة، والتمويل، والموارد البشرية من أجل الصحة، وتقديم الخدمات الصحية، والمعلومات، والمنتجات الطبية واللقاحات والتكنولوجيا الطبية والشراكة مع القطاعات الأخرى المرتبطة بالصحة. وقد صاحبت النظرة المستقبلية 2050 عددا من أوراق العمل و24 دراسة إستراتيجية احتوت جميعها على كم هائل من المعلومات والتحليلات للحالة الصحية وللنظام الصحي بالإضافة إلى عدد من الإجراءات التي من شأنها تحسين صحة المجتمع وتحسين أداء النظام الصحي. وصاحب إعداد النظرة المستقبلية 2050 إعداد الأطلس الصحي الذي يشتمل على التوقعات والإسقاطات المستقبلية للسكان والاحتياجات من الخدمات الصحية وتجهيزاتها ببعض الأجهزة الطبية واستخدامات تلك الخدمات والموارد البشرية من أجل الصحة على المستوى الوطني مقسمة على مستوى المحافظات وقد تم عرضها على خرائط بواسطة نظام المعلومات الصحية الجغرافي.
المؤسسات الصحية
وأما فيما يتعلق بتشغيل المؤسسات الصحية، فقد تم تشغيل (46) مؤسسة صحية موزعة على جميع محافظات السلطنة ما بين عام 2010 إلى 2016م، ففي عام 2010م تم تشغيل (5) مؤسسات صحية منها مجمع صحي وعدد (4) مراكز صحية وهي: مجمع البريمي الصحي بمحافظة البريمي، ومركز الدهاريز الصحي بمحافظة ظفار، ومركزي وادي منقال والوافي الصحيين بمحافظة جنوب الشرقية، ومركز السوادي الصحي بمحافظة جنوب الباطنة.
وأما في عام 2011م فقد تم تشغيل (10) مؤسسات صحية منها مجمعان صحيان و (8) مراكز صحية وهي: مجمع السيب الصحي بمحافظة مسقط، ومجمع إبراء الجديدة الصحي ومركزا العيون ووادي بني خالد الصحيان بمحافظة شمال الشرقية، ومركز صلالة الغربية الصحي بمحافظة ظفار، ومركز رأس الحد الصحي بمحافظة جنوب الشرقية، ومركز العينين الصحي بمحافظة الظاهرة، ومركزا صومراء والزاهية الصحيان بمحافظة الداخلية، ومركز النسيم الصحي بمحافظة جنوب الباطنة. كما تم في نفس العام افتتاح وحدة غسيل الكلى بولاية المضيبي. وفي عام 2012م تم تشغيل (5) مراكز صحية هي: مركز حي الميناء الصحي بمحافظة مسقط، ومركزا فلج القبائل والغويصة الصحيان بمحافظة شمال الباطنة، ومركزا الرستاق وودام الصحيان بمحافظة جنوب الباطنة.
وفي عام 2013م تم تشغيل وافتتاح المركز الوطني لأمراض السكري والغدد الصماء والمركز الوطني للأمراض الوراثية بالمستشفى السلطاني، وفي نفس العام تم افتتاح مستشفى المسرة بمحافظة مسقط وقد تم تشغيله بسعة 220 سريرا ليقدم خدمات راقية من الناحيتين الكمية والنوعية في مجال الصحة النفسية والعقلية، أما على مستوى المراكز الصحية فقد تم تشغيل (4) مراكز صحية هي: مركزي الطريف ورحب الصحيان بمحافظة شمال الباطنة، ومركز الأخضر الصحي بمحافظة الظاهرة، ومركز العجائز الصحي بمحافظة الوسطى.
توسعة المركز الوطني للأورام
وفي عام 2014م تم توسعة المركز الوطني للأورام بالمستشفى السلطاني، وافتتاح (8) مراكز صحية هي: الحشمان الصحي وأندات ومطورة وججوال وتوسنات بمحافظة ظفار، ومركزا الغابة وفرق الصحي بمحافظة الداخلية، ومركز الثرمد الصحي بمحافظة شمال الباطنة، ومركز ينقل الصحي بمحافظة الظاهرة.
وفي عام 2015م تم افتتاح المركز الوطني لأمراض القلب، كما شهد نفس العام توسعات في مستشفى خولة المتمثلة في تشغيل قسم الحوادث والطوارئ، كما تم افتتاح بيوت التعافي من المخدرات في محافظة مسقط، ولم يقتصر افتتاح المراكز الوطنية وتقديم الخدمات على محافظة مسقط فحسب، فقد تم افتتاح مركز أمراض القلب والرنين المغناطيسي بمستشفى السلطان قابوس بصلالة، وفي نفس العام تم افتتاح مركز للسكري في محافظة جنوب الشرقية بولاية صور، أما على مستوى المؤسسات الصحية فقد تم تشغيل مستشفيين و (3) مراكز صحية هي: مستشفيا مصيرة وجعلان بني بوحسن ومركز جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية، ومركز الخوير الشمالية الصحي بمحافظة مسقط، ومركز مقنيات الصحي بمحافظة الظاهرة كمبنى جديد. وفي عام 2016م تم افتتاح مبنى جديد للعيادات الخارجية بمستشفى خولة، كما تم تشغيل وحدة جهاز التصوير المقطعي للانبعاث البزيتروني والمعجل النووي (PET SCAN)، وبالنسبة لوحدات غسيل الكلى فقد تم افتتاح ثلاث وحدات في الولايات التالية: شناص ومصيرة والسيب، كما تم افتتاح المباني الجديدة لمستشفيي مدينة الحق وطوي أعتير في محافظة ظفار، كذلك تم افتتاح مركز صرفيت الصحي بولاية ضلكوت. وفي عام 2017م تم افتتاح مركز المشاش الصحي بولاية مقشن في محافظة ظفار، هذا وقد شهد عام 2017م في إطار الاهتمام بتعزيز الرعاية الصحية الأولية ارتفاعا في عدد المراكز والمجمعات الصحية التابعة لوزارة الصحة لتصل إلى 207 مقارنة مع 176 في بداية الخطة الثامنة للتنمية الصحية بزيادة قدرها 17.0%، كما ارتفعت أعداد أسرة المستشفيات إلى 5039 سريرا بزيادة قدرها 7.3% في نفس الفترة.