عمران خان يطيح بالأحزاب الباكستانية

الحدث الأحد ٢٩/يوليو/٢٠١٨ ٠٤:٠٩ ص

إسلام اباد - رويترز

أقرّت الأحزاب الباكستانية الرئيسية بهزيمتها في الانتخابات الباكستانية أمام حزب الإنصاف الذي يقوده عمران خان نجم الكريكت الذي تحوّل إلى السياسة، كما أقرّ الحزب الحاكم الحالي بالهزيمة أمام حزب عمران خان، وذلك قبل إعلان النتائج النهائية في الانتخابات العامة التي قال عنها مراقبو الاتحاد الأوروبي إنها لم تتسم بتكافؤ الفرص.

لكن العديد من الأحزاب الأصغر حجما والتي لها عشرات الآلاف من الأنصار هددت بتنظيم احتجاجات في الشوارع في أنحاء البلاد إذا لم تتم إعادة الانتخابات بالكامل لكن لم يتضح متى قد تبدأ تلك الاحتجاجات. وعرض خان، خلال خطاب أعلن فيه فوزه، التحقيق في كل مزاعم التزوير وقال إنه يريد «توحيد» البلاد تحت قيادته. وفي البداية رفض حزب رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف -الذي يقبع حاليا في السجن- النتائج التي بدأت في الظهور لكن بدا أن قادته استسلموا لفكرة أن خان سيصبح رئيس الوزراء المقبل للبلاد. وقال حمزة شهباز شريف وهو نائب في البرلمان وابن شقيق نواز شريف «سنجلس في مقاعد المعارضة رغم كل التحفظات التي لدينا». وسُجن نواز شريف بعد إدانته باتهامات فساد ينفيها. تأتي مزاعم المعارضة بحدوث تلاعب في الانتخابات التي أجريت يوم الأربعاء الفائت بعد حملة شرسة واجه فيها الجيش الباكستاني اتهامات بتوجيه السباق لصالح خان ومحاولة محو المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ انتهاء آخر نظام حكم عسكري في العام 2008. ونفى الجيش مرارا أي تدخل في السياسة. ورغم أن خان لن يكسب على الأرجح الأغلبية المطلوبة في البرلمان، وهي 137 مقعدا، فإن نتائجه الأفضل من المتوقع تعني أنه لن يجد صعوبة في تشكيل حكومة مع مجموعة شركاء أصغر في الائتلاف. ووفقا للنتائج حتى الآن حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية -جناح نواز شريف على 63 مقعدا بينما حصل حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زارداري، ابن بينظير بوتو التي تولّت رئاسة الوزراء مرتين واغتيلت العام 2007، على 43 مقعدا. ونقلت صحيفة (دون) الصادرة بالإنجليزية عن شهباز شريف شقيق نواز ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية -جناح نواز شريف قوله إن حزبه «سيلعب دور المعارضة القوية». وقال شهباز شريف إن هناك تلاعبا في إحصاء الأصوات وتعهّد بتقديم الأدلة لمفوضية الانتخابات.

وذكر كل من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية -جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني أن مراقبيه إما طُردوا في العديد من مراكز التصويت أثناء الفرز أو لم يتلقوا الإخطارات الرسمية بنتائج الدائرة الانتخابية وإنما إحصاءات مكتوبة باليد لا يمكن التحقق من صحتها.
وقالت الأحزاب الأصغر، ومن بينها حزب مجلس العمل المتحد الذي لديه عشرات الآلاف من الأنصار وهو أيضا تحالف يضم عددا من الأحزاب الإسلامية، إنها ستبدأ احتجاجات وتقاطع البرلمان لكن شهباز شريف قال إنه سيتشاور مع حزبه أولا قبل اتخاذ قرار في هذا الشأن.
وقال مولانا فضل الرحمن من جماعة علماء الإسلام، وهو أحد أحزاب مجلس العمل المتحد «لا نعتبر تلك الانتخابات تفويضا من الشعب بل نعتبرها سرقة لتفويض الشعب... سننظم مسيرات احتجاج». وأظهرت النتائج شبه النهائية أيضا أن الأحزاب الدينية التي تقدمت بمرشحين أكثر من أي وقت مضى لم تنجح في الحصول على أي مقعد في البرلمان.