واشنطن - موسكو - وكالات
في 3 ساعات فقط سيناقش الزعيمان الأمريكي والروسي قضايا عالمية لكن الرئيس دونالد ترامب ينوي طرح أسئلة على غريمه الروسي حول اتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية والتي تفجرت يوم الجمعة عندما اتهمت واشنطن 12 مواطنا روسيا بالتجسس.
وأصدرت الجهات المنظمة لقمة هلسنكي بيانا أفادت فيه أن القمة الروسية الأمريكية بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في هلسنكي ستبدأ غدا الاثنين في تمام الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي (10:15 بتوقيت جرينيتش)، وسيستمر الاجتماع لمدة ثلاث ساعات، مع عقد مؤتمر صحفي مشترك. وجاء في بيان القمة «هلسنكي 2018»: «سيبدأ اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في تمام الساعة 13:15، ويبدأ الاجتماع بين بوتين والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في الساعة 16:30».
تأتي القمة في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر مرة أخرى بين واشنطن وموسكو حيث وجّهت هيئة محلفين اتحادية كبرى في الولايات المتحدة اتهامات إلى 12 ضابطا في المخابرات الروسية فيما يتعلق باختراق شبكات حاسوب للحزب الديمقراطي في 2016 في أكثر اتهام تفصيلا ومباشرة من الولايات المتحدة لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لمساعدة الجمهوري دونالد ترامب لكن موسكو نفت الاتهامات.
وجاء في لائحة الاتهام أن ضباطا من جهاز المخابرات العسكرية الروسي راقبوا سرا أجهزة الحاسوب التابعة للجان حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وسرقوا كميات ضخمة من البيانات.
وزادت لائحة الاتهام، التي تتصل بمؤامرة واسعة النطاق لتنفيذ عملية اختراق معقدة ونشر وثائق على مراحل محسوبة، من التكهنات المحيطة بالقمة المرتقبة التي ستعقد يوم غد الاثنين بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيناقش إجراء تخفيضات كبيرة في الأسلحة النووية عندما يلتقي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مقر إقامتها الريفي الرسمي في تشيكرز «الانتشار (النووي) بالنسبة لي هو أكبر مشكلة في العالم، الأسلحة النووية أكبر مشكلة في العالم». وقال عن مقابلته المقبلة مع بوتين «لو كان بوسعنا فعل شيء لتخفيضها كثيرا، أعني، الأفضل التخلص منها، ربما كان ذلك حلما، لكنه بالتأكيد سيكون موضوعا سأناقشه معه». والولايات المتحدة وروسيا هما أكبر قوتين نوويتين في العالم بفارق كبير عن باقي الدول. وحذّر ترامب من أن إبرام اتفاقات مهمة مع روسيا أمر صعب بسبب أن معارضيه سيقولون إنه موال لروسيا أكثر من اللازم. وقال: «لدينا هذا الغباء المستمر.. غباء محض.. لكنه يجعل فعل أي شيء مع روسيا أمرا صعبا جدا لأن أي شيء تفعله يقولون ’روسيا.. إنه يحب روسيا’... أحب الولايات المتحدة لكنني أحب أن أكون على اتفاق مع روسيا والصين ودول أخرى». ولم يقدّم ترامب حتى الآن تفاصيل محددة عن طبيعة اتفاقيات الأسلحة النووية التي سيتحدث عنها مع بوتين.
وشدد دبلوماسيون روس قبل القمة على الحاجة لمحادثات بشأن الاستقرار الاستراتيجي وحذروا من أن معاهدات الحد من الأسلحة الموجودة تتداعى وقالوا إنهم يخشون من أن واشنطن ستنسحب من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى. وتتهم كل دولة الأخرى بانتهاك المعاهدة.
ووقع البلدان على معاهدة ستارت الجديدة في العام 2010 وتقضي بأن يخفض البلدان بموجبها الرؤوس النووية الاستراتيجية بحيث لا تزيد عن 1550 رأسا وهو أقل معدل في عقود. وتنتهي مدة العمل بالمعاهدة في فبراير 2021 ويمكن تمديد العمل بها لمدة خمس سنوات إضافية إذا وافق الطرفان. وتحد المعاهدة أيضا من نشر الصواريخ التي تُطلق من البر ومن الغواصات إضافة لقاذفات الأسلحة النووية. وقال مسؤول أمريكي إن ترامب سيكون مستعدا للتحدث عن ستارت الجديدة إذا طرح بوتين الأمر لكنها ليست أولوية متقدمة لدى الولايات المتحدة.
وعلى الدولتين بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى الموقعة في 1987 التخلص من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تنطلق من البر والتي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.
تحذير
وحذّر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، دان كوتس، من هجوم إلكتروني مدمّر وشيك على بنية أساسية أمريكية حساسة وقال بعد قرابة عقدين من الزمن على هجمات 11 سبتمبر «أضواء التحذير تومض حمراء مجددا». وأضاف في حديث بمؤسسة بحثية «اليوم البنية الأساسية الرقمية التي تخدم هذا البلد تتعرّض للهجوم حرفيا. في كل يوم، تقوم أطراف خارجية، وأسوأ المعتدين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية،... باختراق بنيتنا الرقمية وتنفّذ العديد من عمليات التسلل الإلكتروني والهجمات على أهداف في الولايات المتحدة». وقال: «فيما يتعلق بأفعال الدول، كانت روسيا الفاعل الأجنبي الأشد عدائية، بلا شك. وهم يواصلون مساعيهم لتقويض ديمقراطيتنا». وقارن إشارات التحذير لدى المخابرات بتلك التي تلقتها قبيل هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقال الكرملين إنه يأمل أن تمهد القمة الروسية الأمريكية في هلسنكي الطريق أمام تبادل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب الزيارات.
ولا يتوقع أي جانب أن تسفر القمة التي ستعقد، وهي الأولى بين الزعيمين، عن انفراجة كبيرة بشأن السياسات وذلك في ضوء الحالة السيئة للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا التي تقبع عند أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
غير أن الكرملين، الذي يسعى منذ فترة طويلة لعقد مثل هذا الاجتماع، يأمل أن تكون بداية لتحسّن يسمح بإعادة بناء العلاقات تدريجيا وبتعاون البلدين بشكل عملي في مجالات لهما فيها مصالح مشتركة.
وقال المستشار بالكرملين يوري أوشاكوف للصحفيين «لا نعرف لكن دعونا نترقب، ربما يدور حديث عن زيارات لموسكو أو لواشنطن» واصفا القمة بأنها «الحدث الرئيسي خلال الصيف». وذكر أوشاكوف أن القمة التي ستعقد في قصر الرئاسة الفنلندي في وسط هلسنكي ستبدأ بمحادثات بين الزعيمين وحدهما مع المترجمين فقط.
وأضاف أنه سيتم توسيع المفاوضات بعد ذلك لتشمل أعضاء الوفدين، وقال إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيعقد محادثات موازية في هلسنكي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو.
شكاوى
وستخيم على القمة قضايا منها شكاوى الغرب من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا ومساندتها أيضا للرئيس السوري بشار الأسد.
وتنفي موسكو اتهامات أخرى منها التدخل في الحياة السياسية الأمريكية والأوروبية وتوريد السلاح الذي أسقط طائرة ركاب في 2014 في أوكرانيا ومحاولة قتل جاسوس روسي سابق في بريطانيا هذا العام بغاز أعصاب.
وقال أوشاكوف إن الحرب الباردة انتهت منذ فترة طويلة وإن المصالح الروسية والأمريكية تتلاقى في بعض المجالات منها الأمن الدولي والحد من الأسلحة ومكافحة الإرهاب الدولي.
وأضاف أن بوتين وترامب سيبحثان خلال القمة إمكانية التعاون بين البلدين في سوريا للتغلب على الأزمة الإنسانية.
وذكر أنه سيتم أيضا بحث الوجود الإيراني في سوريا. وأضاف أن روسيا مستعدة للنظر في «الحقائق» بشأن التدخل المزعوم في السياسة الأمريكية.