رخيوت - علي بن محمد باقي
مرّت ولاية رخيوت بأنواء مناخية لم تمرّ عليها من قبل والتي تركت أضرارا بالغة في الممتلكات العامة للمواطنين وكذلك البنية الأساسية جراء قوة الرياح وغزارة الأمطار والتي تسببت في اقتلاع الأشجار والغطاء النباتي الذي تتميّز به ولاية رخيوت عن غيرها من الولايات، حيث تأثرت المساكن وحظائر الحيوانات ونسبة كبيرة من الأشجار المظلة والمعمّرة.
ومع قدوم موسم الخريف اكتست رخيوت جمالا وكأنها نست ما مرّت به قبل أسابيع من دمار وخراب في بيئتها وكأن رخيوت عادت بشكل جديد للقادمين إليها خاصة سكانها الذين نزحوا إلى ولاية صلالة وقضوا أيام عيد الفطر المبارك بعيدين عنها، حيث ما زالت جهود الأهالي تتواصل لإعادة الأشجار، إضافة لجهود الجهات الحكومية في الولاية والتي تجري لاسترجاع الخدمات لإعادة الوضع لما كان عليه سابقا، حيث تم فتح الطريق إلى مركز الولاية ويجري العمل في فتح طريق الفزايح، أما طريق الحوطة فيُعد غير سالك وغير آمن نظرا للانهيارات الجبلية في عدة مواقع، إضافة إلى طريق المغسيل - رخيوت - ضلكوت الذي قامت الجهات المختصة بوزارة الدفاع ووزارة النقل والاتصالات بفتح طريق آخر لعبور سكان المنطقة الغربية وكذلك القادمين أو المغادرين إلى الجمهورية اليمنية الشقيقة من خلاله.
وتعد ولاية رخيوت من الولايات التي تتمتع ببيئات مختلفة تجمع بين السهل والجبل والبادية إذ يشكّل ذلك طابعا سياحيا وبيئيا من خلال الإطلالة من أعلى الجبال والمرتفعات، وقد لعبت الولاية دورا أساسيا في الأزمنة القديمة حيث كانت إحدى محطات القوافل والنقل البحري إلى مختلف ولايات السلطنة وكذلك إلى البلدان المجاورة وخاصة فيما يتعلّق بتصدير اللبان والمنتجات المحلية من محاصيل زراعية موسمية ومنتجات ألبان محلية إلى الأسواق الخارجية، ويوجد بهذه الولاية العديد من المواقع الأثرية القديمة من حفريات ومقابر وأبراج وأضرحة، وتنفرد ولاية رخيوت عن غيرها من ولايات السلطنة بأجوائها اللطيفة والمعتدلة طوال العام إذ تستقبل الولاية العديد من الزوار من داخل السلطنة وخارجها، وتعد رخيوت موقع جذب سياحي نظرا لوجود تلك المقومات الطبيعية المتنوعة بهذه الجزئية الساحرة من عُماننا الغالية.
ومن أهم المواقع السياحية في الولاية منطقة الفزايح الساحلية ومنطقة الحوطة ومنطقة خرفوت ومنطقة ذنت وحفرة اذابة شعت والحفريات القديمة في منطقة ثيتنتي إضافة إلى المعالم الأثرية القديمة من مساجد وقلاع وحصون تاريخية في مركز الولاية برخيوت الذي مثّل دورا مهما في الحركة التجارية والاقتصادية والاجتماعية لدى سكان ومرتادي الولاية هذا إلى جانب العيون المائية والكهوف والأودية التي تتناثر على مستوى الولاية بشكل عام.
ومع كل الأضرار التي لحقت بالولاية جراء الأنواء المناخية إلا أن رخيوت تعيش أجواءً استثنائية خريفية حيث اكتست الولاية جمالا ربانيا نظرا لمرتفعاتها الشاهقة وتضاريسها الجميلة وأجوائها المعتدلة، ويتوقع أهالي الولاية موسما مميزا لهذا العام.