صناعة الفخار في بهلاء.. حرفة يدوية عريقة تواجه التحديات

مزاج الأربعاء ١١/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:١٨ ص
صناعة الفخار في بهلاء..

حرفة يدوية عريقة تواجه التحديات

بهلاء - خالد بن ثابت المحروقي

تزخر ولاية بهلاء بالعديد من الصناعات والحرف التقليدية التي ما زال يتمسك بها أهالي بهلاء ويعتبرونها إرثا تاريخيا يجب الحفاظ عليه، ومن أشهر الصناعات التقليدية اليدوية بالولاية صناعة الفخار التي يتوافد السيّاح من داخل وخارج السلطنة للتعرُّف عن قُرب على هذه الصناعة التقليدية وكيفية صنعها وشراء مختلف المنتجات.

في الوقت الحاضر لا يوجد في الولاية إلا حوالي ثلاثة مصانع أهلية، فلم يعُد الشباب يهتم بهذه الحرفة كثيرا؛ وذلك بسبب توجههم للعمل في القطاعين العام والخاص. ومن أشهر صانعي الفخار في الولاية في الوقت الحالي سعيد بن عبدالله بن حمدان العدوي الذي تحدّث لـ«الشبيبة» قائلا: مصنعي موجود في ولاية بهلاء منذ القدم ويتكوّن من مبنى تراثي للصناعة وأحواض للطين وأفران الحرق وأماكن العرض.

مراحل صناعة الفخار

يقول العدوي: تمرّ صناعة الفخار بالعديد من المراحل وأولى هذه المراحل هي تجهيز التربة الخاصة لصناعة الفخار وتحديد نوعيتها، حيث يتم خلط التربة بالماء وتنقيتها من الشوائب من خلال الآلة الخاصة بهذه المهمة والمعدة للمزج والخلط السريع وبإضافة الماء ثم توصل هذه الخلطة بواسطة الأنابيب إلى أحواض خاصة لتجفيف الطين وبعد جفاف الماء وجاهزية العجينة يتم في هذه المرحلة إخراج الطين من الأحواض ثم عجنه بواسطة آلات خاصة للعجن.
ويضيف: قديما كانت العجينة تُعجن باليد أو بالدوس عليها بالأقدام وبعدها تكون العجينة جاهزة لمرحلة التصنيع حيث تؤخذ الكمية المناسبة من الطين للقطعة المُراد تصنيعها وتوضع على دواليب الصناعة الحديثة ويتم تشكيل الآنية المُراد صنعها وتُزخرف حسب الطلب والحجم المُراد وتُدار هذه الآلة بواسطة الكهرباء أما قديما فكانت تُدار من خلال دولاب دائري يُحرَّك بالقدم ليتحرّك في الوقت ذاته الدولاب في الأعلى ولتتم الصناعة ببطء، أما الآلات الحديثة فساهمت في سرعة إنجاز العمل. وتلي هذه المرحلة مرحلة تجفيف الأواني وتجميعها قبل القيام بمرحلة الحرق.

عملية الحرق القديمة والحديثة للفخار

وعن الطريقة القديمة والحديثة لحرق الفخاريات يقول العدوي: قديما كنّا نستخدم «العسبق» وجذوع النخيل وفي الوقت الحالي نستخدم الكهرباء والأفران التي تعمل بالديزل مع وجود التسخين الأولي بالأخشاب. بعد جفافها وجاهزيتها توضع الأواني في الفرن الخاص بعملية الحرق وتُشعل الأفران وتستمر عملية الحرق إلى أكثر من ثلاثة أيام وتصل درجة الحرارة داخل الفرن إلى ألف درجة مئوية، وبعدها يتم إخراج الأواني وعرضها للبيع بينما تخضع أوان أخرى لعملية التلوين بالأصباغ وإدخالها مرة أخرى في فرن مخصّص لهذا الغرض.

أنواع الفخاريات

وعن حديثه عن أهم أنواع الفخاريات التي ينتجها المصنع يقول العدوي: المصنع يزخر بالعديد من الصناعات الفخارية وبمختلف الأحجام، وعند زيارة السائح إلى المصنع يجد «الخروس» التي تُستخدم للتخزين و«الجحال» لتبريد الماء وللزينة و«المجامر» والمزهريات، كما ينتج المصنع عددا من المجسّمات كالقلاع والحصون.

التحديات التي تواجه صناعة الفخار

وأشار العدوي في حواره لـ«الشبيبة» إلى أبرز التحديات التي تواجه صناعة الفخاريات في الوقت الراهن منها عدم وجود الكادر الوطني الذي يُعتمد عليه في هذه الصناعة أو تعليمه حرفة مستقبلية. وهناك تحد آخر وهو المنتج الخارجي الذي يتميّز بقلة سعره وتكاليفه الأقل عن المنتج المحلي الذي ارتفعت قيمة بعض منتجاته بسبب ارتفاع قيمة الديزل المستخدم للحرق، والذي ارتفع بأكثر من ثلاثة أضعاف.
وعن الرؤية المستقبلية للمصنع يقول: نسعى لتكوين قاعدة عريضة من المهتمين بالحرف من الحرفيين القادرين على تلبية متطلبات السوق العُماني وإيجاد الهوية العُمانية للمنتجع الخزفي خاصة والفخار وإدخال الأدوات الحديثة مع المحافظة على بقاء اللمسة القديمة في صناعة الفخار.