العامرات - عبدالله بن خلفان الرحبي
تنال القرية البدوية في متنزه العامرات إعجابَ زوار مهرجان مسقط 2018م حيث اعتبروها من أهم ملامح المهرجان، التي تمنح الزوار فرصة للاستمتاع بتراث البادية كما أنها نافذة أخرى يطل منها الزائر للتعرّف على الحقب التاريخية المتعاقبة في الزمن الماضي، وتختزل ذلك الزمن ليشاهد تفاصيل الحياة البدوية عن قرب.
وحول ذلك يكشف لنا سعيد بن حمدان السالمي -المسؤول عن القرية البدوية في مهرجان مسقط- تفاصيل ما تتضمنه القرية. يقول: البيئة البدوية هي نموذج مصغر للبادية بكل تفاصيلها مع ممارسات الإنسان البدوي اليومية وهي تنقل الواقع البدوي وتعكسه لزوار المهرجان بمختلف فئاتهم، وتضم القرية مجلس لاستقبال الضيوف الزوار على مدار اليوم، وهناك المجلس الذي يتلقون فيه الضيافة، وهو واجهة القرية حيث القهوة حاضرة دائما وهي مصدر الضيافة.
وأكد السالمي أنَّ كلَّ ما يُقدَّم في القرية البدوية هو محاولة لعكس أصالة البدو وتفاصيل حياتهم المميّزة من خلال الجلسات البدوية وركوب الإبل.
وأضاف السالمي بأنَّ القرية البدوية تضم بعض الفنون، منها فن الربابة والونة حيث يستمتع الزائر للقرية بأجمل الألحان على صوت الربابة ولبعض الآلات الموسيقية، إلى جانب بعض المنسوجات اليدوية وغيرها من الصناعات اليدوية التي تجذب الزوار، حيث يسعون للاستفسار عن مكوناتها وطريقة صنعها، مشيرا إلى أنَّ القرية تضم في محتوياتها أشياء بسيطة لكن لها معاني ومدلولات كثيرة.
وأضاف السالمي: توجد بالقرية البدوية خيام، كل خيمة مقسّمة لفئة معيّنة؛ فهناك خيمة النساء الحرفيات يعرضن فيها بعض المشغولات اليدوية الصوفية والتي تجعل من المرأة البدوية منتجة لمعظم احتياجات الحياة في الملبس والتزيين والحفظ إضافة لما يوضع على الإبل، وتنتج المرأة الاحتياجات بجودة عالية وبمواد طبيعية حسب نوع الاحتياج. وللمرأة البدوية رونق خاص يميّزها عن باقي النساء ولها طبيعتها الخاصة المتلائمة مع الحياة البدوية والتي تستمد احتياجاتها من الملبس والتجميل ومن استغلال المواد الطبيعية، وتساهم المرأة البدوية في ازدهار الحياة الاجتماعية والاقتصادية فهي شــريك في الإنتاج ولها دور مهم في إنتاج العديد من المشغولات اليدوية النسيجية الصوفية والقطنية والحريرية بالإضافة إلى المشغولات الخشبية والمواد التجميلية.
وتعرض المشغولات اليدوية بمختلف أنواعها في القرية التراثية كمفرش الطاولة ومفرش الإبل والحقائب بمختلف أنواعها والتي تنسج من الصوف كحقيبة المكحلة وحقيبة اليد، والميداليات بمختلف الأحجام لتعليق المفاتيح، و«البرقع» الذي تلبسه جميع نساء البدو وهو يأتي بثلاثة أنوع حسب توسع فتحة العين. كما تتوفر بجناح المعروضات البدوية أدوات زينة النساء كالكحل العُماني.
وللإبل نصيب من المنسوجات اليدوية حيث يتم نسج خطام الإبل والقيد وغيرها من المنتجات المتعلقة بالإبل على يد النساء الماهرات في إنتاج المنسوجات. وللرجل أيضا دور في مشهد الحياة البدوية فهناك عرض لطريقة اعتناء الرجل بالإبل وتجهيزها وكيفية توفير كل الرعاية لها إضافة إلى نشاطه اليومي الذي يقوم به ويجسّده في القرية.
نشاطات جديدة
وحول الجديد هذا العام يقول السالمي: حرصنا على التوسع بالبيئة البدوية نتيجة ما يشهده هذا المكان من إقبال كبير؛ فهو ملتقى جميعا لفئات، ومن أهم التجديدات أننا أضفنا خيمة خاصة للحكيم الذي يقوم بمعالجة الناس قديما بالطرق التقليدية، أيضا أضفنا عزبة أو حظيرة الأغنام لعرض كيفية تربية الماشية. ونستضيف كل يوم جمعة واحدا من فنون البادية سواء كان فنا رجاليا أو نسائيا، إلى جانب استضافة بعض شعراء البادية ليشكّلوا إضافة للمكان، كما جلبنا هذا العام ما يُسمى «البائع المتجول» في الماضي والذي عادة ما يستخدم «الحمير» في التجوال لبيع ما لديه من بضائع ومستلزمات استهلاكية.
واختتم السالمي حديثه بتوجيه الشكر للقائمين على إدارة المهرجان لتوفير المناخ المناسب لكل ما تتطلبه البيئة البدوية والمتابعة اليومية والمساهمة في إيجاد حراك ثقافي يفعل ليالي المهرجان.