مسقط -
يشكل التدريب المهني إحدى الركائز الأساسية في تهيئة الكوادر الوطنية لتلبية احتياجات التنمية الشاملة في السلطنة وذلك من خلال إعداد وتدريب وتأهيل القوى العاملة الوطنية في المجالات المهنية والفنية المختلفة لرفد سوق العمل باحتياجاته من الموارد البشرية المؤهلة القادرة على الإسهام الفعال في رفع مستوى الكفاءة والإنتاجية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في السلطنة، ومن هذا المنطلق قامت الوزارة بإعداد وتطوير برامج وأنظمة التدريب المهني المختلفة بما يتلاءم واحتياجات سوق العمل العُماني، وقد حظيت مراكز التدريب المهني في جميع مراحلها باهتمام الحكومة وذلك من خلال التوسعات والتطوير في المباني والمنشآت والتجهيزات كافة بما يتناسب مع الأعداد المتزايدة من المتدربين لتلبية احتياجات سوق العمل، ويعتبر مركز التدريب المهني بالسيب إحدى تلك الركائز إذ يعد من أكبر مراكز السلطنة من حيث الكثافة الطلابية والتنوع في مسارات التدريب، وما يمتلكه من موقع جغرافي مميز إذ يقع في قلب العاصمة مسقط بولاية السيب، ويهدف إلى توفير تدريب مهني ذي جودة عالية للمتدربين ليكونوا قادرين بعد تخرجهم على الإسهام الفعال في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للسلطنة، ويقع مركز التدريب المهني بمنطقة الحيل الشمالية التابعة لولاية السيب في محافظة مسقط بالقرب من الشارع الساحلي، ويبلغ عدد المنتسبين من الطلاب للعام الأكاديمي 2015 (1121) طالباً وطالبة.
يسلك مركز التدريب المهني بالسيب مسارات مهنية عدة يتم تدريسها بالمركز وهي الدبلوم المهني ومسار برنامج التلمذة المهنية وهو على ثلاثة مستويات كالتالي: محدود المهارة وماهر ومهني، ويستغرق برنامج التلمذة المهنية سنة لكل مستوى ومسار الدورات التدريبية المهنية، ويلعب الموقع الإستراتيجي للمركز في قلب العاصمة مسقط وتوافر كبرى شركات القطاع الخاص لجميع التخصصات، جعل منه دافعاً قوياً للمختصين بقسم التوجيه والإرشاد المهني والتدريب الميداني بالمركز لبناء علاقة مميّزة مع تلك الشركات لتقديم خدمات التدريب الميداني لخريجي المركز لجميع المسارات التدريبية، كما أنه يوجد تعاون واضح من شركات القطاع الخاص في توفير فرص عمل لخريجي المركز في حالة توفر التخصصات المطلوبة وأنه بصدد تطبيق مسار التلمذة المهنية في المستقبل، إذ تتولى مراكز التدريب المهني مهمة إكساب المتدربين المهارات الأساسية بشقيها النظري والتخصصي، ومؤسسات القطاع الخاص وشركاته تتولى مهمة صقل تلك المهارات وإتاحة الفرصة للمتدربين لمعايشة مناخ العمل من خلال التدريب الميداني الذي يأخذ قسماً أساسياً من وقت الدراسة. وفقاً لاحتياج سوق العمل لتلك الوظائف الأمر الذي يزيد من فرص العمل لخريجي المركز.
وللمركز دور مهم في توجيه الخريجين للعمل في القطاع الخاص من خلال تنفيذ الخطة التشغيلية لقسم التوجيه والإرشاد المهني والتدريب الميداني من خلال الندوات والمحاضرات الإرشادية والتوجيهية، وتدريس منهج ريادة الأعمال بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وبرنامج (KAB) تعرف إلى عالم الأعمال والذي يتلخص في إيجاد ثقافة الريادة والعمل الحر من خلال تعزيز الوعي لدى الشباب بأهمية العمل الحر، كذلك مساعدة الشباب في استيعاب كيفية الدراسة والتخطيط للمشروعات الصغيرة وتنظيمها وتشغيلها مما يسهم في تأسيس مشاريعهم الخاصة وإدارتها، وأيضاً لتهيئتهم للعمل بشكل منتج في مؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم. إن لمركز التدريب المهني بالسيب الدور الفعال في خدمة المجتمع انطلاقاً من تفعيل الهدف الرابع من أهداف الخطة الإستراتيجية (2014- 2019) لمركز التدريب المهني بالسيب وهو تعزيز وتوطيد العلاقات المثمرة مع المجتمع المحلي ومؤسسات القطاعين العام والخاص والخريجين والمؤسسات التعليمية ذات الصلة، وذلك من خلال إعداد وتنفيذ الخطة التسويقية للمركز، وتنظيم الفعاليات واستضافة المجتمع المحلي، وإشراك المؤسسات التعليمية ذات الصلة في فعاليات المركز، وتشجيع تبادل الخبرات، وعقد دورات تدريبية للمجتمع المحلي في تخصصات (الحاسب الآلي، النجارة، الكهرباء، السيارات، الدهان والديكور، الوساطة العقارية، الإلكترونيات) بلغ عدد المستفيدين منها خلال الفترة من 2012 إلى 2015 أكثر من 500 مواطن، سواء كانوا تابعين لجهات حكومية أو خاصة أو مواطنين لديهم رغبة في صقل قدراتهم في تخصص معيّن، وتستغرق تلك الدورات مدة تتراوح ما بين أسبوع إلى شهر.
يعتمد المركز نظام التجسير وهو ربط نظام التدريب المهني بنظام التعليم التقني، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للطلبة المتفوقين والمتميّزين في مراكز التدريب المهني لمواصلة تعليمهم بالكليات التقنية من خلال المنظومة المعتمدة، والتي تهدف إلى تنمية وتطوير الكوادر الوطنية لتلبية حاجات سوق العمل من القوى العاملة المدربة والمؤهلة تأهيلاً عالياً، وإتاحة الفرصة أمام مخرجات مراكز التدريب المهني من مواصلة دراســتهم، ويتم العمل حالياً مع المديرية العامة للتعليم التقني لدراسة ووضع إطار وآلية لعملية انتقال الطلبة من مراكز التدريب المهني إلى الكليات التقنية وفقاً للتخصصات المتناسبة.
ويبلغ العدد الحالي لمجموع موظفي المركز 169 موظفاً وموظفة موزعين إلى أقسام إدارية وفنية، إذ تبلغ نسبة التعمين الإجمالية إلى 56.8 % في المئة من المجموع الكلي، ونسبة التعمين في الأقسام الفنية تصل إلى 32.54 % موزعين على الأقسام الفنية كافة بالمركز.
إن الإنجازات التي حققها المركز خلال العام 2015 تعتبر شاهداً على أهميته ودوره الفاعل في العملية المهنية وصنع مخرجات قادرة على مواكبة سوق العمل، من خلال تطبيق الخطة الإستراتيجية 2014/ 2015 للمركز والبدء في تنفيذها سنوياً من خلال الخطط التشغيلية للأقسام، والإسهام في بعض الأعمال الفنية التي تخص المؤسسات الخيرية والمدارس الحكومية، واستشارة بعض الشركات بالمركز تخص بوضع مخططات لورش فنية، والحصول على مراكز متقدمة في الـنشطة الرياضية، وتوظيف عدد من مخرجات المركز في القطاع الخاص، والحصول على المركز الثاني في مسابقة جامعة السلطان قابوس لصناعة نموذج المنجنيق، ومن الإنجازات التي تخص البنية الأساسية للمركز قرب الانتهاء من بناء الأعمال الإنشائية وهي ورشة الهندسة الميكانيكية وهندسة اللحام وتشكيل المعادن، وورشة هندسة البناء والإنشاءات، وصفوف دراسية لقسم اللغة الإنجليزية.