مهندسا الاتفاق النووي التقيا في فيينا قبيل رفع العقوبات عن طهران بدء تطبيق الاتفاق النووي الايراني

الحدث الاثنين ١٨/يناير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
مهندسا الاتفاق النووي التقيا في فيينا قبيل رفع العقوبات عن طهران
بدء تطبيق الاتفاق النووي الايراني

فيينا – ش – وكالات

التقي وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف ابرز مهندسي الاتفاق النووي الايراني امس السبت في فيينا لوضع اللمسات الاخيرة لاعلان بدء تطبيق الاتفاق الذي ينص على رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وصرح ظريف لدى وصوله الى فيينا "امس ، يوم جيد سعيد للشعب الايراني والعقوبات سترفع"، مضيفا انه يوم سعيد ايضا "للمنطقة" و"العالم".
وتابع "انه يوم سعيد ايضا للعالم لان ذلك يظهر انه يمكن تسوية مشكلات كبرى عبر الدبلوماسية وليس عبر الضغط والتهديدات".
وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا ان ظريف موجود في فيينا للمشاركة في مراسم اعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي المبرم في يوليو 2015 بين طهران والدول الكبرى بهدف انهاء خلاف يعود الى اكثر من ثلاث عشرة سنة.

مشاورات
وتوجه كيري من لندن الى فيينا امس السبت لاجراء "مشاورات" مع ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني حسبما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.
واعلنت طهران امس ان بدء تطبيق الاتفاق الموقع في 14 يوليو مع الدول العظمى بات وشيكا.
ويهدف الاتفاق الى ضمان عدم حيازة ايران للقنبلة الذرية لقاء رفع تدريجي للعقوبات الدولية عنها.
وهذا الاتفاق يفترض ان يضمن عدم امتلاك ايران القنبلة الذرية مقابل رفع تدريجي ومضبوط للعقوبات الدولية المفروضة على طهران منذ 2006.
ولم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا بعد ان ايران التزمت بكامل التعهدات التي قطعتها في اطار الاتفاق النووي. وكان من "المرجح" امس الاول الجمعة ان يصدر تقرير في هذا الصدد في وقت لاحق ، بحسب مصادر دبلوماسية في فيينا.
ويتعين بعدها ان يباشر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد في ايران البالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة والغنية بموارد النفط والغاز.

- تراجع اسعار النفط
ومن المفترض ان تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان طهران خفضت كما هو متفق عدد اجهزة الطرد المركزية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وانها ارسلت الى الخارج القسم الاكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب.
كما على مفتشي الوكالة ان يؤكدوا ان ايران سحبت فعلا كما تقول قلب مفاعل المياه الثقيلة في موقع اراك النووي وانها طمرت قسما من المنشاة بالاسمنت بحيث لا يعود من الممكن تصنيع البلوتونيوم فيها لاستخدام عسكري.
وشكل توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) نجاحا دبلوماسيا كبيرا للرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني المعتدل حسن روحاني.
وكان روحاني وعد الايرانيين الاثنين بان بلادهم ستدخل "عاما من الازدهار الاقتصادي" مع رفع العقوبات المفروضة عليها.
وكانت نسبة النمو تزيد عن 40% عندما تولى روحاني السلطة في اب/اغسطس 2013، وانخفضت منذ ذلك الوقت الى نسبة 13%، طبقا لوكالة الاحصاءات الوطنية.
ويرغب روحاني في الاستفادة من التوقيع على الاتفاق النووي لتحقيق نجاحات في السياسة الداخلية.
وفي هذا السياق، تراجع سعر برميل النفط الخام الجمعة الى ما دون 30 دولارا للبرمبل اذ تخشى الاسواق تدفق النفط الايراني في السوق التي تعاني اصلا من فائض في العرض.
ومن المقرر ان يتم رفع كامل العقوبات بشكل تدريجي على مدى عشر سنوات، وسيظل من الممكن اعادتها بشكل تلقائي على مدى 15 عاما في حال اخلت ايران بالتزاماتها. وسيظل الحظر الذي تفرضه الامم المتحدة على الاسلحة التقليدية والصواريخ البالستية قائما حتى العام 2020 و2030 تباعا.

قلق اسرائيلي
ويشكل اتفاق فيينا بداية لمصالحة بين واشنطن وطهران بعد اكثر من 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ويثير هذا التقارب المحتمل غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة وفي مقدمها اسرائيل.
وسعى كيري الى طمانة نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقاء بينهما الخميس في لندن وشدد على ان "الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية هي الركن الاساسي" في سياسة البلدين في الشرق الاوسط.
وتنفي ايران باستمرار اي نية في حيازة سلاح نووي الا انها تتمسك في الوقت نفسه بحقها في برنامج نووي.
الا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت في تقريرها في كانون الاول/ديسمبر الى ان ايران قامت حتى العام 2009 بتجارب بهدف الحصول على قنبلة نووية. الا ان واشنطن اعتبرت ان ذلك يجب الا يحول دون "المضي قدما" في الملف.

تقرير
وكان مصدر دبلوماسي قد اكد في وقت سابق إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مدى التزام إيران بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران مع القوى العالمية الست العام الماضي يصدر على الأرجح يوم امس السبت ليمهد الطريق لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب "واصلت كل الأطراف احراز تقدم مطرد تجاه يوم تنفيذ (الاتفاق النووي) الذي سيضمن الطبيعة السلمية التامة للبرنامج النووي الإيراني."
وكان مسؤولون إيرانيون وآخرون قد توقعوا سابقا أن يصدر التقرير يوم امس الاول الجمعة.
وقال مصدر دبلوماسي آخر في العاصمة النمساوية "كل التفاصيل تقريبا اكتملت."
والوكالة الدولية للطاقة الذرية مسؤولة عن التأكد من تنفيذ إيران كل الخطوات اللازمة المتعلقة بالنشاط النووي في الاتفاق الذي أبرم مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ولابد وأن تصدر الوكالة تقريرا فور قيامها بذلك.
وامتنعت الوكالة عن التعليق على توقيت صدور التقرير.
وكان مسؤولون إيرانيون قد قالوا إن ظريف وموجيريني سيصدران بيانا بشأن "يوم التنفيذ" للاتفاق النووي ورفع العقوبات.
ومنذ يوليو تموز قلصت إيران بشكل كبير عدد أجهزة الطرد المركزي الموجودة في مواقعها للتخصيب وشحنت يورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفككت قلب مفاعلها النووي آراك.
وفي علامة أخرى على احتمال قرب تنفيذ الاتفاق فوض الرئيس الأمريكي باراك أوباما كيري في سلطة اتخاذ خطوات لتخفيف بعض العقوبات.
ولكن مسؤولا أمريكيا قال إن هذه"إحدى خطوات تحضيرية كثيرة" يتعين على واشنطن اتخاذها لتخفيف العقوبات فور أن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفذت التزاماتها النووية.