أمير الجماعة الإسلامية في إندونيسيا متهم بالإرهاب أبوبكر باعشير .. ابـــن لادن فــي جنوب شرق آسيا

الحدث الجمعة ١٥/يناير/٢٠١٦ ٠١:٠٠ ص

جاكرتا –
بدأ الأندونيسي أبو بكر باعشير محاولة جديدة لإلغاء حكم سجنه لمدة 15 عاما بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب .

وكان باعشير (77 عاما) قد أدين العام 2011 بالتحريض على الإرهاب وذلك لدعمه لمعسكر تدريب في إقليم أتشيه، قالت السلطات إنه شهد تخطيط مسلحين لشن هجمات إرهابية واغتيالات سياسية.

وقال أحمد ميشدان، محامي باعشير عقب أول جلسة استماع في محكمة سيلاكاب الجزائية في إقليم جاوة الوسطى «حكم السجن ظلم فادح».
وأضاف: «أبو بكر باعشير لم يشارك في أي أعمال إرهابية كما لم يخطط لأي منها».
ومن المقرر استئناف جلسات الاستماع في 26 يناير الجاري.
ويذكر أن باعشير شارك في تأسيس الجماعة الإسلامية ، وهي الجماعة الراديكالية المسؤولة عن تنفيذ هجمات بالي 2002 ،التي أسفرت عن مقتل 202 ، معظمهم من السائحين الأجانب ،بالإضافة إلى شن هجمات أخرى في إندونيسيا . ولكن محاولات ربط الادعاء بينه وبين التفجيرات فشلت ، وتم إصدار حكم بسجنه 18 شهرا لانتهاكه قواعد الهجرة العام 2006.
وجرى إلقاء القبض عليه مجددا العام 2010 ، وأدين باتهامات تتعلق بمعسكر أتشيه

يبايع «داعش»

في أغسطس 2014 أعلن أبو بكر باعشير الإمام الأندونيسي المتطرف والنافذ والمعتقل مبايعته تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يسيطر على مناطق من العراق وسوريا، وفق ما أعلنت الثلاثاء مجموعة متطرفة.
وورد هذا الخبر في حين أعلنت سلطات إندونيسيا، اكبر الدول الإسلامية عدداً في العالم، أنها اتخذت كل التدابير لمنع أي دعم لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي اعلن نهاية (يونيو) الفائت «الخلافة الإسلامية» على الأراضي التي يسيطر عليها في شمال شرقي سوريا وغرب العراق.
وأكدت «جماعة أنضار التوحيد» الصغيرة المتطرفة التي أسسها با عشير وتدعو الى قيام دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا، ان الإمام النافذ أعلن مبايعته «خلافة» تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال زعيم الجماعة لـ «فرانس برس» إن باعشير «بايع مع معتقلين آخرين الخلافة بعد إعلان قيامها بقليل»، مؤكداً ان الإمام دعا كل أنصاره أيضاً إلى مبايعة «الدولة الإسلامية».
وأفادت بعض المعلومات إن إعلان المبايعة تم في قاعة الصلاة في سجن يخضع لتدابير امنيه مشددة في جزيرة سومطرة، يقضي فيه الإمام حكماً بالسجن 15 سنة.
وأُدين باعشير الذي اعتبر ناطقاً باسم التيار الإسلامي المتطرف، في العام 2011 بتقديم مساعدة مالية لتنظيم «القاعدة في أتشيه» الذي كان يدرب عناصره في أدغال أفليم أتشيه في اقصي شمال جزيرة سومطرة.
وخاضت اندونيسيا «حرباً على الإرهاب» بعد اعتداءات بالي في 2002 التي سقط فيها 202 قتيل لكن الأرخبيل لم يتعرض إلى اعتداءات كبرى منذ الاعتداءات التي أسفرت في يوليو 2009 عن سقوط تسعة قتلى في فنادق فخمة في جاكرتا. وأصبحت العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف الأجانب، تتوجه الآن ضد أهداف أندونيسية مثل الشرطة والاقليات الدينية. وغالبية سكان اندونيسيا من السنّة، وقد ازدادت أعمال العنف ضد الشيعة خلال السنوات الأخيرة.

نشأته

أبو بكر باعشير أمير الجماعة الإسلامية، في إندونيسيا اكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، وهي جماعة تكافح من أجل إقامة دولة إسلامية تضم إندونيسيا وماليزيا وجنوب الفلبين وسنغافورة وبروناي.
ولد باعشير في جومبانغ بجاوا الشرقية العام 1938. وهو من سلالة أسر حضرمية يمنية من العرب الذين هاجروا قديما إلى إندونيسيا واستقروا فيها في فترات متفرقة عبر التاريخ الإسلامي للمنطقة هاجر في ثمانينات القرن الفائت إلى ماليزيا وبعد عودته إلى اندونيسيا العام 1998 أسس منظمة مجلس مجاهدي إندونيسيا
وقد انتسب قبل كل هذا إلى (كوماندو جهاد) الجماعة الإسلامية التي كانت موجودة منذ العام 1968 والتي تم حلّها من خلال الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في منتصف الثمانينات بعد أن اختطفت طائرة الخطوط الجوية الإندونيسية (جارودا) في 1981 وطالبت بإطلاق سراح 20 سجيناً سياسياً.
وفي العام 1988 التقى باعشير خلال رحلة إلى باكستان بأسامة بن لادن وعبد الله عزام وبالعديد من المتدربين من جنوبي شرقي آسيا في معسكرات تدريب المجاهدين.

نشاطه

كان أبو بكر باعشير أحد مؤسسيْ الجماعة الإسلامية مع عبد الله سُنغكَر في يناير 1993. وبعد وفاة عبد الله سُنغكَر في العام 1999، تولى أبو بكر باعشير منصب إمارة الجماعة الإسلامية في العام 2004.
وأذن أبو بكر باعشير، بصفته زعيم الجماعة الإسلامية، بتنفيذ العمليات الجهادية واستخدام عناصر الجماعة الإسلامية ومواردها لشن هجمات عدة في منطقة جنوب شرق آسيا. ووفقا لما ذكره أعضاء الجماعة، فإن أي عملية كبيرة تقوم بها الجماعة الإسلامية لا بد من موافقة باعشير عليها، إما شخصيا أو عن طريق مجلس قيادته
وقد أذن باعشير بتنفيذ تفجيرات بالي في 12 أكتوبر 2002، التي قتل فيها 202 شخصا؛ وأذن باستخدام عناصر الجماعة الإسلامية ومواردها لوضع مخطط يراد منه تنفيذ هجمات متزامنة بالقنابل ضد سفارات الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا يوم الذكرى السنوية الأولى لهجمات 11 سبتمبر 2001 ؛ وأمر أيضا بشن هجمات بالقنابل على كنائس في 38 موقعاً في 11 مدينة في إندونيسيا في 24 ديسمبر 2000، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً وإصابة نحو 120
واتخذ باعشير أيضا على قرارات مهمة أخرى أو وافق عليها وتتعلق بتنظيم الجماعة الإسلامية. فقد عيَّن باعشير نورجمان رضوان عصام الدين ، المعروف أيضا باسم الحنبلي، رئيساً للجماعة الإسلامية في ماليزيا وسنغافورة.
كان أحد مؤسسي مدرسة المؤمن الداخلية في نغروكي في سولو العام 1972 وتشتهر المدرسة بأنها خرجت بعضا من الذين خططوا ونفذوا هجمات منهم (أمروزي غوفرون ) أحد منفذي تفجيرات بالي الذي أعدم العام 2008 لتخطيطه للتفجيرات التي استهدفت الجزيرة العام 2002 وأسفرت عن سقوط أكثر من 200 قتيل، والتي اتهمت فيها (الجماعة الإسلامية ) بشكل رئيسي. والتي تبنت أيضاً مسؤولية انفجار فندق ماريوت في جاكرتا 5/‏‏‏‏8/‏‏‏‏2003.
ثم أسس إذاعة مناوئة لحكم الرئيس سوهارتو تسمى (سوراكرتا) في العام 1975 بالتعاون مع عبد الله سنغكر (أحد القيادات المرموقة لرابطة الإسلام في سولو.)، وتم إغلاقها بعد 8 سنوات من نشاطها من قبل سلطات الأمن، بسبب إدخالها للمواضيع السياسية ضمن برامجها، واعتبار الحكومة إياها وسيلة إعلامية معارضة للحكومة.

خلف القضبان

ألقي القبض عليه أول مرة بعد أسبوع من تفجيرات بالي العام 2002. وقدم للمحاكمة في العام التالي ونظرا لنقص الأدلة التي تثبت إنه كان زعيما «للجماعة الإسلامية» حكم عليه بالسجن 18 شهرا بسبب مخالفات في قانون الهجرة.
وأعادت الشرطة القبض على باعشير في أواخر شهر أبريل العام 2004 فور إطلاق سراحه من السجن واتهمته بناء على قانون مكافحة الإرهاب الأندونيسي، الذي أجيز في أعقاب تفجيرات بالي العام 2002 ، التي خلفت ما لا يقل عن 202 قتيل معظمهم من السياح الأجانب.
وحكم عليه بالسجن لمدة 30 شهرا في مارس العام 2005 بعد أن وجدت المحكمة أنه مذنب بوجود دور له في التخطيط للتفجيرات. وقد أطلق سراحه العام 2006 بعد قضاء 26 شهرا في السجن.
واعتقل للمرة الثالثة في 2010 اثر الكشف عن معسكرات تدريب سرية في أدغال أتشيه شمال جزيرة سومطرة. وحكمت عليه محكمة

أندونيسية بالسجن 15 سنة بعد أن أُدين بتهم إرهابية من «الدرجة الثانية»، تتعلق بتجنيد وتشجيع أشخاص على تمويل عمليات إرهابية علي حد قولها.

محاكمته

وكان باعشير قد أنكر خلال المحاكمة جميع التهم الموجهة إليه قائلا إن مبتغاه هو شرح الإسلام الصحيح، وأضاف أن «الأوروبيين خائفون من لساني وليس يدي»، وفي رده على التهم الموجهة إليه أخيراً قال بأنها ليست إلا مؤامرة مدبرة من جانب من يريدون عقابه لمنعه من «نصرة التوحيد بالله ومحاربة الوثنية».
وأضاف: رجال الشرطة كاذبون، ولا يبحثون إلا عن «أكباش فداء» وأن الجماعة الإسلامية لا وجود لها أصلا.

وقد شبه نفسَه خلال مثوله أمام المحكمة، بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي اعتبره (مجاهداً سيلقى أجره في الآخرة على الخدمات التي قدَّمها للإسلام) قائلاً: محاكمتي تجعلني رمزاً في إندونيسيا، وكأنني أسامة إبن لادن وأضاف:إذا قتل إبن لادن فعلاً وتشوَّهَ وجهُه، فهذا شرف من الله، لأن اجر الشهداء عظيم.

وقد هدد أبو بكر باعشير بورما «بالدمار» قائلاً: إذا لم توقف «أفعالها الشيطانية» ضد أقلية الروهينجيا المسلمة في هذا البلد سندمركم، في رسالة نشرت من سجنه في اندونيسيا سمعنا صراخ المسلمين في بلدكم بسبب أعمالكم الشيطانية التي تهدف الى طردهم من بيوتهم وقتلهم.

«وأضاف في رسالته: إذا لم توقفوا أفعالكم و تجاهلتم هذا النداء فيمكننا تدميركم أنتم وشعبكم.

ونشرت الرسالة على موقع فوا-إسلام.كوم الأندونيسي. وقد أكدت صحتها جماعة أنصار التوحيد الحركة الإسلامية.