مسقط - الشبيبة
شاركت سعادة عائشة سوزين اوسلوئر سفيرة جمهورية تركيا لدى السلطنة سعادة بلدها مع الأصدقاء من السلطنة بمناسبة الذكرى 98 لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة.
وقالت سعادة السفيرة: يوم الجمهورية التركية يعني لنا خلاص وانبعاث الأمة التركية واستقلالها. أصبحت تركيا عضوًا محترمًا في المجتمع الدولي تحت القيادة الحكيمة لغازي مصطفى كمال أتاتورك منذ 98 عامًا. واليوم تحت قيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، حظيت بأن تقف بين القوى الصاعدة في العالم. لا تزال تركيا، باقتصادها المتنامي وديمقراطيتها القوية، فضلاً عن التزامها بالقيم الإنسانية الأساسية والسياسة الخارجية الحكيمة، مصدر إلهام للمنطقة والعالم. تعكس «السياسة الخارجية المبادرة والإنسانية» لتركيا روح المبادرة والقيم الإنسانية لأمتنا. تماشيًا مع الجانب المبادر لسياستنا الخارجية، فإننا ندير دبلوماسية تفكر عالميًا ولكنها تعمل أيضًا محليًا في كل ركن من أركان العالم.
وحول مشاركة المبادئ الأساسية لنهج تركيا في الشرق الأوسط أكدت عائشة: بصفتها أقصى شرق أوروبا ودولة في أقصى غرب آسيا، تهدف تركيا إلى تعزيز علاقاتها الاستراتيجية القائمة وإقامة علاقات جديدة. تهدف السياسة الخارجية التركية إلى حماية مصالح تركيا في بيئة إقليمية وعالمية متقلبة، مع تشكيل ظروف السلام والتنمية المستدامة في جوارنا وما وراءه. بصفتنا أحد العامليين الرئيسيين في الشرق الأوسط، فإننا نربط استقرار وأمن ورفاهية الدول العربية بشكل مباشر مع دولتنا.
كجزء من منظورنا العام تجاه المنطقة، نسعى جاهدين لزيادة تعاوننا السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي ومشاركتنا مع دول الشرق الأوسط، إلى أقصى حد ممكن. في هذا الإطار، تتمثل رؤية تركيا لمستقبلها مع الدول العربية في تطوير التفاعل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، ضمن بيئة مستقرة سياسياً وأمنيًا، وعلى أساس مبدأ الربح للجميع. من خلال هذه الرؤية، نتمنى ونسعى إلى زيادة الازدهار والرفاهية ليس فقط للشعب التركي، ولكن أيضًا لشعوب دول المنطقة.
علاقات مميزة
وعن العلاقات التركية العمانية أكدت سعادة السفيرة: لدينا علاقات ممتازة في العديد من مجالات التعاون، لدى كلا البلدين سفارات في عاصمتيهما منذ عام 1985 وعام 1986. نولي أهمية كبيرة لزيادة تعميق علاقاتنا الثنائية مع السلطنة التي تعتبر معقلًا للأمن وواحة من الازدهار والتقدم في المنطقة. منذ أن توليت واجبي كالسفير الحادي عشر لتركيا في أغسطس 2018، كنت قد شهدت رحلة سلطنة عمان في العصر الجديد تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق على خطى المسار الذهبي الذي أطلقه المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد.
تعود علاقاتنا الثنائية مع سلطنة عمان إلى القرن السادس عشر، ونواصل تعزيز تعاوننا في أي مجال. لطالما كانت شعوبنا تحظى باحترام كبير لبعضها البعض، وتلعب الاتصالات بين البشر دورًا حيويًا لتعميق التعاون. نحن نعمل جاهدا لتعزيز علاقاتنا بناء على روابطنا التاريخية القوية، تكتسب علاقاتنا الثنائية الممتازة زخما من خلال الزيارات رفيعة المستوى، قام وزير خارجيتنا مولود تشاووش أوغلو بزيارة مثمرة إلى السلطنة في فبراير 2021، حيث التقى بنظيره معالي السيد بدر البوسعيدي واستقبله أيضًا نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد.
التعاون الاقتصادي
يعد التعاون الاقتصادي بعدًا مهمًا للغاية في علاقتنا. زاد حجم تجارتنا بشكل كبير بدءًا من عام 2017 فصاعدًا. فقد كان 500 مليون، 860 مليون دولار على التوالي في 2018,2019. وبسبب انخفاض أسعار النفط والوباء، تأثر هذا الاتجاه سلبًا ولكننا كنا ما زلنا قادرين على الوصول إلى 854.1 مليون دولار من حجم التجارة في عام 2020. علاوة على ذلك، فقد تجاوزه 900 مليون دولار في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021. حتى هذه الأرقام بعيدة كل البعد عن أن تعكس الإمكانات الحقيقية لقدراتنا. نعتقد أن هناك إمكانات هائلة للتعاون في العديد من المجالات، بما في ذلك السياحة الصحية والصناعات الدفاعية. هذا العام، اتخذنا خطوة تاريخية لتعزيز علاقاتنا من خلال مشروع تاريخي. بدعم لا يقدر بثمن من حكومة سلطنة عمان، اتفقت المنطقة الصناعية المنظمة جبزة (GOSB) والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة (OPAZ) على إنشاء منطقة صناعية تركية في الدقم.
تشكل الروابط الإنسانية عميقة الجذور بين شعوبنا أكبر رصيد يمكننا من بناء بيئة مثمرة لتطوير التعاون التركي العماني. بانتهاز هذه المناسبة، نحن نعمل عن كثب مع السلطنة لزيادة التبادل الثقافي والتعليمي والسياحي بين بلدينا. ولهذه الغاية، ستكون جمعية الصداقة العمانية التركية، التي أنشأتها وزارة الخارجية العمانية هذا العام، رمزًا مجيدًا لتعاوننا المستمر.
ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينعم على شعب عمان وحضرة صاحب الجلالة السلطـــان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - بمــــوفور الصحة والسلام والرفاهية.