بعد 9 سنوات كاملة على اعدامه صدام حسين ....حاضرا رغم الغياب في سجلات فشل المخابرات الامريكية

الحدث الاثنين ٠٤/يناير/٢٠١٦ ٠٠:١٥ ص

واشنطن – ش
اعترف مايكل موريل النائب السابق لمدير المخابرات المركزية الأمريكية سى أى ايه بفشل جهازه فى تجنيد أى من القادة أو أفراد الدائرة القريبة من الرئيس العراقى السابق صدام حسين. وكشف موريل الذى تقاعد فى العام 2013 عن أن مخابرات صدام كانت فولاذية وعصية على الاختراق وأنها وفرت له حماية كاملة ضد عمليات التجنيد التى قامت بها المخابرات الأمريكية للوصول إلى أحد من دوائر المقربين للرئيس العراقى الأسبق
وقال نائب مدير المخابرات الأمريكية السابق فى محاضرة امام معهد " اسبن للدراسات الإستراتيجية فى واشنطن " أن جهازه كان يريد التحقق من امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وذلك عن طريق تجنيد مصدر بشرى من المقربين لصدام حسين فلم يستطيعوا الحصول على اية اجابات وهى المحاولات التى استمرت / سى أى ايه / فى القيام بها حتى سقوط صدام ونظامه فى العام 2003 .
وقال إن المعلومات التى قدمها المخابرات عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل كان تقديرا غير صحيح للموقف بنت وزارة الدفاع الأمريكية تقديراتها على اساسه وتحركت باتجاه تفعيل الخيارات العسكرية ضد صدام
وأضاف موريل - الذى سبق له العمل كقائم باعمال مدير الجهاز اعوام 2011 و2012 و2013 – ان المخابرات المركزية مدينة بالاعتذار لرئيس الأركان العامة الأمريكى انذاك كولين باول عما قدمه من معلومات غير صحيحة قام بالبناء على أساسها قراره العسكرى وبررت الادارة الأمريكية بموجب تلك الأكاذيب مزاعمها أمام العالم حول ضرورة غزو العراق وهو ما عبر عنه بأول فى خطابه الشهير أمام مجلس الأمن الدولى فى فبراير 2003 أى قبل شهر واحد من الغزو الأمريكى للعراق حينما أكد ان ثقة الإدارة الأمريكية فى امتلاك صدام لترسانة بيولوجية قابلة للتطوير.
وكان مايكل موريل نائب مدير سى أى ايه السابق قد التحق بالعمل فى الجهاز فى العام 1980 بعد تخرجه من جامعة جورج تاون الأمريكية وترقى فى مواقع العمل فى الجهاز ليرأس ادارات النشاط الأسيوى والباسيفيكى وأمريكا اللاتينية وفى العام مايو من العام 2015 نشر موريل كتابه الأول بعنوان " حرب السى ايه ايه الكبرى ضد ارهاب القاعدة وداعش " .

الذكرى التاسعة لاعدامه
فى 30 ديسمبر من عام 2006 وفى اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك كان اعدام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، شنقا، على يد القوات الأمريكية بعد محاكمة هزلية أدارها عدد من العملاء العراقيين للولايات المتحدة، لتنتهى حقبة تاريخية مهمة من تاريخ العراق ويبدأ عصر جديد يشهد فيه أسوأ حالته ولا يزال يعيشها حتى اليوم.
كان حكم إعدام صدام حسين قد نفذ فجر السبت 30 ديسمبربعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهت بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذى حكمه صدام لنحو ربع قرن قبل أن تتم الإطاحة به بعد غزو قوات الاحتلال الأمريكى للبلاد عام 2003.
وعقب سقوط صدام انهارت جميع مؤسسات الدولة كما انهارت الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش العراقى الذى حله الاحتلال الأمريكى، مما تسبب فى نشر الفوضى فى جميع ربوع البلاد، الأمر الذى أدى لظهور جماعات وتنظيمات متشددة على رأسها التنظيم الأخطر فى التاريخ "داعش" الذى دمر أكثر من ثلثى مساحة العراق.
الطائفية تسود
ولم يكن سقوط صدام خرابا على العراق بسبب تنامى تلك الجماعات المتشددة الإرهابية فحسب، بل أن انهيار الدولة ومؤسساتها عقب الغزو الأمريكى وسقوط صدام أدى لتنامى الطائفية أيضا، وازدادت النعرات المذهبية، مما تسبب فيما يشبه "حرب أهلية" بين السنة والشيعة، خاصة عقب تسلق "الشيعة" مقاليد الحكم فى بغداد واضطهادهم للسنة انتقاما من صدام. وكانت أبرز فترات الفتنة الطائفية فى العراق هى الفترة التى تولى فيها رئيس الوزراء العراقى السابق نورى المالكى، مقاليد الحكم، حيث ارتفعت عمليات الانتقام والتهميش ضد السنة، مما ساهم فى انضمام العديد من أبناء العشائر والقبائل السنية فى الموصل وكركوك والرمادى وغيرها من المدن العراقية الكبيرة ذات الأغلبية السنية للجماعات المتشددة مما ساهم فى قوتها وانتشارها.

حياته
ولد صدام حسين عبد المجيد التكريتى فى 28 أبريل عام 1937، وكان رابع رئيس لجمهورية العراق فى الفترة ما بين عام 1979 حتى 9 أبريل عام 2003، وخامس حاكم جمهورى للجمهورية العراقية، ونائب رئيس الجمهورية العراقية بين 1975 و1979. سطع نجم صدام بعد الثورة التى قادها "حزب البعث" فى 17 يونيو 1968 الذى دعى لتبنى الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادى والاشتراكية، ولعب صدام دوراً رئيسياً فيها عام 1968 مما وضعه فى هرم السلطة كنائب للرئيس اللواء أحمد حسن البكر، ثم أمسك بزمام الأمور فى القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين فى الوقت الذى اعتبرت فيه العديد من المنظمات أنها قادرة على الإطاحة بالحكومة. ونما الاقتصاد العراقى بشكل سريع فى السبعينات نتيجة سياسة تطوير ممنهجة للعراق بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة فى أسعار النفط فى ذلك الوقت.
وصل صدام إلى رأس السلطة فى العراق حيث أصبح رئيساً عام 1979 م بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه فى داخل "حزب البعث".
وفى عام 1980 دخل صدام حرباً مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980 حتى 8 أغسطس عام 1988، وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت فى 2 أغسطس عام 1990، والتى أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991.

حصار العراق
ظل العراق بعد غزو الكويت محاصراً دولياً حتى عام 2003 حيث احتلت القوات الأمريكية كامل أراضى العراق بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق حيث ثبت كذب تلك الادعاءات بل إن السبب كان سرقة النفط العراقى.
وعند بداية الغزو الأمريكى للعراق قال صدام فى عام 2003 "ستفتحون أبواب جهنم إذا تمكنتم من الإطاحة بى"، ولم يكن العالم حينها يدرك خطورة تلك الكلمات، حتى انهارات العراق وأصبحت أكبر مصدر للإرهابيين بالعالم بل نشأ فيها أخطر تنظيم إرهابى عرفه التاريخ وهو تنظيم داعش، مما جعل القائد السابق لحلف شمال الأطلسى "الناتو" ويلسى كلارك يعترف فى حديث تلفزيونى بصدق نبوءة صدام قائلا: "لم نفهم ماذا كان يقصد صدام حسين عندما قال ذلك..الشرق الأوسط غرق فى الفوضى، والناس بات يتملكها الخوف".
وكانت أخر كلمات صدام حسين عقب إعلان حكم الإعدام ضد: "يعيش الشعب.. تعيش الأمة.. يسقط الغزاة .. يسقط العملاء.. الله أكبر"، وأضاف قائلا : "أنا ستعدمنى أمريكا.. أما أنتم ستعدمكم شعوبكم"، وهو ما حدث بالفعل مع عدد من زعماء الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى فى 2011.