مسقط - العمانية
تتميز ولاية المضيبي إحدى ولايات محافظة شمال الشرقية بتعدد أوديتها الواسعة والممتدة مثل وادي الروضة الشرقي والغربي ووادي سمد الشأن والشويعي واللثلي والملاح والبطحاء وأبوحصية وغيرها.
ومن بين أبرز هذه الأودية وادي عندام أحد وأهم وأكبر الأودية في السلطنة بشكل عام وفي المضيبي بشكل خاص ويجري هذا الوادي عدة مرات على مدار العام بفضل الأمطار الموسمية التي تهطل على رؤوس الجبال جراء التكونات المطرية بجبال الحجر الشرقي.
وقال ناصر بن عامر بن محمد الزيادي -أحد المواطنين من قرية الوشل إحدى القرى المطلة على وادي عندام- إن الوادي يمتاز بنقاوة مياهه بعد عدة أيام من جريانه بفعل الأمطار الغزيرة التي يتعرض لها عدد من القرى المتاخمة للوادي في الحجر الشرقي من السلطنة وتظل برك المياه الصافية لفترة طويلة مشكّلة مناظر خلابة جميلة على مساحات واسعة من الوادي.
وأضاف: تشكّل الرمال والصخور والأشجار الظليلة والنباتات على ضفتي الوادي على طول مساره منظرًا طبيعيًّا جميلًا أكسبه ميزة أخرى من بين أودية الولاية مما أسهم في اجتذاب العديد من السياح من داخل الولاية وخارجها وعلى مستوى السلطنة بشكل عام واكتسب شهرة كبيرة بين السياح.
ووضح أن وادي عندام يمتد مجراه لمئات الكيلومترات منحدرا من جبال الحجر الشرقي مرورا على عدد من قرى ولاية المضيبي ليلتقي بعدد آخر من الأودية مثل وادي حلفين وينتهي مجراه بالقرب من منطقة حج بولاية محوت بمحافظة الوسطى ليصب في بحر العرب، ويعد مصبا وملتقى لعدد كبير من الأودية من كل صوب، وتتوزع على ضفاف الوادي عدد من القرى حيث تعد مياه الوادي مصدرا كبيرا في تغذية مياه الأفلاج والآبار بهذه القرى التي تعتمد عليه بشكل كبير مما أسهم في التنوع الزراعي في هذه القرى أبرزها الجرداء والوشل والعليا والحباط وخضراء بني دفاع والمطليع والوافي وغيرها من التجمعات السكانية.
وبرز في وادي عندام مشروع المتنزه السياحي بقرية خضراء بني دفاع الذي أقامه عدد من المؤسسات الحكومية على ضفافه ويتميز بعدد من الخدمات التي يحتاجها السائح كالمظلات ودورات المياه، حيث يجتذب هذا المتنزه سنويا مئات السياح وأصبح موطنا لهواة التخييم من الشباب والأسر الذين يقضون أوقاتا جميلة على ضفافه للاستمتاع بمياهه الصافية والغوص فيها.
وتحتاج بعض المواقع السياحية بهذا الوادي لاستخدام مركبات ذات الدفع الرباعي خاصة عند الوصول إلى المتنزه الطبيعي بخضراء بني دفاع، كما يستوجب على السياح عدم إغفال جانب السلامة حرصا من حوادث الغرق - لا قدر الله - التي قد تحدث في بعض الأحيان في المياه العميقة بهذا الوادي.