مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/نوفمبر/٢٠٢٠ ٠٨:٥٠ ص
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا

مسقط - الشبيبة

بقلم:
محمد بن رامس الرواس 

"إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ" الحديد.

الإنفاق في سبيل الله يدلُّ على صحة الإيمان، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله علية الصلاة والسلام "الصدقة برهان " أخرجه مسلم .

منذ قديم الزمَن كان ولا يزال العمل التطوعي الاجتماعي الخيري سِمة إنسانية فطر الله الناس عليها فتعانوا لسد حوائج بعْضهم البعْض خاصة المُعْسرين منهم ، ولقد جاء الاسلام الحنيف فارشد الى أهمية هذا العمل الذي أساسه الصدقات وحث عليه فقال تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" وقال رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وازكى السلام "خير الناس أنفهم للناس" من باب الإنفاق في وجوه الخير، والصدقات على المحتاجين، ومساعدتهم خاصة الايتام والمعسرين منهم بالمال او بالمعونة العينية والمعنوية ولقد كان عليه الصلاة والسلام يوصي اصحابه بالصدقة ويبين لهم فضلها ومما قاله (الصدقة تطفئ الخطيئة)،ومن هذه الأعمال المباركة كفالة الأيتام ، ولقد كان للهيئة العُمانية للأعمال الخيرية وغيرها من الجمعيات والرجال المحسنون اليد الطولي في تنفيذ الكثير من مشاريع الخير في هذا المجال ، ومساندة الأيتام وأسرهم ، ولقد قامت مؤخرا جمعية بهجة العمانية للأيتام بالإعلان عن مشروع ترميم 27 منزل من منازل أسر الأيتام حتى تتمكن هذه الأسر المستفيدة من الحصول على حاجتها من الأمن الاجتماعي في مساكنها من الاخطار بجانب المحافظة على قاطنيه من الايتام والارامل من كافة اشكال الضرر.

ان تواصل أعمال الخير بجمعية بهجة العُمانية للأيتام لترميم هذه المجموعة من المساكن ليُعد تطور نوعي من خلال خدماتها الاجتماعية ، فلقد سبق أن قامت قبل عامين ببناء أول بناية يكون ريعها للأيتام ، وهي تواصل اليوم انجازاتها في هذا الشأن ومنها هذا المشروع الخيري لأسر الأيتام الذي اعلنت عنه هذه الايام ليكمل مسيرتها المباركة للعمل من أجل توفير الملاذ الأمن للأسر المعسرة وهو ما يُعد احد أوجه التنمية المستدامة بمشاريع الجمعية ، حيث يعتبر برنامج الترميم والصيانة ضمن أهدافها التي تسعي لكي يستفيد منها أكبر عدد من أسر وارامل وأيتام .

خلال العامين الماضيين استفاد من هذا البرنامج عدد 57 اسرة وكان تكلفة المشروع 119,834 ريال عُماني ، واليوم تأتي انطلاقة حملة ال 50 الف ريال بهدف تسريع وتيرة العمل وانجازه لضمان ترميم وصيانة 27 منزل أسرة من أسر الأيتام بأسرع وقت تلبية للحاجة الملحة ،وعند استكمال العمل بإذن الله تعالى وبتوفيقه ، وبعون منكم أهل الخير الكرام سيكون مجموع المساكن التي تم تامين احتياجاتها السكنية 84 منزل سواء من ترميم أو صيانة بنهاية العام الميلادي الجاري

*عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعدُ إلى الله إلا الطيبُ فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يُربِّيها لصاحبها كما يُربى أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل) متفق عليه.