غدا.. السلطنة تحتفل باليوم العالمي لمرضى السكري

بلادنا الجمعة ١٣/نوفمبر/٢٠٢٠ ١٥:٤٥ م
غدا.. السلطنة تحتفل باليوم العالمي لمرضى السكري

مسقط - العمانية 

تشارك السلطنة ممثلة في وزارة الصحة دول العالم والمنظمات الصحية الدولية يوم غد السبت الاحتفال باليوم العالمي لمرضى السكري الذي يوافق الرابع عشر من شهر نوفمبر من كل عام، ويحتفى به هذا العام 2020 تحت شعار " الممرضون يصنعون الفرق لمرضى السكري ".

وتهدف حملة هذا العام إلى إذكاء الوعي بشأن الدور الفارق الذي يضطلع به الممرضون والممرضات في دعم المصابين بمرض السكري، حيث تمثل طواقم التمريض حاليًا أكثر من نصف القوى العاملة في مجال الصحة على الصعيد العالمي، وهي تؤدي أعمالا مبهرة في دعم الذين يعانون من مجموعة واسعة من المخاوف الصحية، حيث يحتاج المصابون بداء السكري أو المعرضون لخطر الإصابة به إلى الدعم، فيما يواجه المصابون بالسكري عددًا من التحديات، ولذا فإن التثقيف يُعد أمرا حيويّا لتزويد طواقم التمريض بالمهارات اللازمة لدعمهم.

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر2007 رقم 255/61 الذي أعلنت فيه يوم 14 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي لمرضى السكري، للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية، ويشجع القرار كذلك الدول الأعضاء على وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في نظمها بمجال الرعاية الصحية.

وقد أحرزت السلطنة تقدّما في تنفيذ مؤشرات منظمة الصحة العالمية الخاصة بمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية، وقطعت شوطًا كبيرًا في مجال علاجها وبالأخص مرض السكري وأمراض القلب وأمراض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وهي تبذل مزيدا من الجهود من أجل وقاية المجتمع من عوامل الخطر المسببة لهذه الأمراض.

وتعمل السلطنة ممثلة في وزارة الصحة على اتخاذ عدة خطوات لتحسين الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السكري بدءا من الإجراءات الوقائية وصولا إلى البرامج العلاجية على جميع مستويات الرعاية الصحية، وخفض عوامل الخطورة للأمراض غير المعدية ومن بينها السكري والحدّ من الزيادة المطّردة في اعداده، والعمل على الاكتشاف المبكر للحالات المرضية، والسيطرة الجيدة وخفض المضاعفات بين المصابين، إضافة الى تعزيز الدراسات والبحوث بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وبلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة لمرض السكري حسب محافظات السلطنة الصحية 6430 حالة خلال عام 2019، وكانت نسبة الإناث 3ر54 % من هذه الحالات، بينما كانت النسبة 31% للفئة العمرية ما بين 49-45 سنة يليها الفئة العمـرية 44-40، حيث كانت 30%، ثم الفئة العمرية 54-50 وهي تمثل نسبة25 %، وبلغ إجمالي حالات مرض السكري المسجلة على المستوى الوطني في نهاية العام الماضي 105 آلاف و317 حالة.

وقالت السيدة الدكتورة نـور البـوسعيدية استشـارية أولـى أمـراض الغدد الصماء ومديرة المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء لوكالة الانباء العمانية إن للمركز دورا مهما في تقديم التوعية الصحية بمخاطر مرض السكري بالتعاون مع الشركاء على مدار العام وبشكل خاص في اليوم العالمي للسكري، حيث يتم حشد الموارد لتنفيذ فعاليات توعوية متنوعة تستهدف المرضى وذويهم وعموم المجتمع العماني ويتعاون المركز من المؤسسات والهيئات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية للسكري لإبراز محور محدد مرتبط برعاية مرضى السكري في كل عام، وفي هذا العام يقوم المركز بالتعاون مع الشركاء

بتسليط الضوء على فئات التمريض الذي تقوم بدور محوري في عملية تثقيف مريض السكري وتوفير الرعاية والمتابعة الدورية والإسهام في تحقيق أهداف ضبط مستوى السكر بالدم.

ووضحت أن من ضمن الأهداف الرئيسية للمركز توفير رعاية طبية (مرجعية) لمرضى السكري والسمنة وأمراض اضطرابات الغدد الصماء وأورامها للمرضى المحولين من جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بالسلطنة ابتداء من فئة الأطفال والمراهقين وانتهاء بالبالغين وكبار السن، مشيرة إلى انه تتوفر بالمركز خدمة رعاية السكري للمرضى المحولين بسبب وجود مضاعفات مرضية أو لصعوبة الوصول لتحكم جيد بمستوى السكري لدى المرضى من ذوي الخطورة العالية، حيث يتم تقديم الخدمة من خلال فريق رعاية متكامل يشمل الأطباء ذوي الاختصاص وفريق التمريض المنوط به تثقيف السكري إضافة إلى أخصائيات التغذية العلاجية وأخصائي العلاج النفسي والسلوكي (السيكولوجي) مع توفر عيادة للنشاط البدني العلاجي، ويقدم الفريق بشكل متكامل حزمة الرعاية الصحية لمريض السكري وهو ما يعزز من فرصة تحقيق نتائج جيدة.

وأشارت إلى أن المركز يتميز بوجود عيادات يديرها الطاقم الطبي المساعد بشكل مستقل وتشمل تمريض وتثقيف السكري والإرشاد الغذائي وإرشاد النشاط البدني والإرشاد السيكولوجي، كما يقدم المركز رعاية تكاملية مع الاختصاصات ذات الارتباط من خلال عيادات مشتركة مع أخصائي علاج اعتلالات الدهون بالدم وعيادة سكري الحمل بالاشتراك مع اختصاصات أمراض النساء والولادة، ويوفر المركز بشقيه (خدمات وحدة الأطفال ووحدة الكبار) الخدمات الطبية العلاجية بجودة عالية ومن خلال الفريق التكاملي سالف الذكر، إضافة الى قسم للرعاية النهارية للمرضى ورعاية طبية للمرضى الذين يستخدمون مضخة الأنسولين بالإضافة إلى عيادة تخصصية لرعاية مرضى السكري الذين يعانون من السمنة المفرطة، ويتوفر بالمركز اختصاصي متابعة وعلاج مضاعفات السكري على العين، ولعل أكثر ما يميز المركز منذ انطلاق خدماته هو توفر الرعاية الطبية للقدم السكري للتعامل مع مضاعفات السكري المزمنة على القدم التي قد تتفاقم لتستدعي العلاج الجراحي وعمليات البتر.

وأضافت انه فيما يتعلق بجهود المركز في ظل جائحة كوفيد 19 فقد قام بالتفاعل مع ما استجد من تبعات الجائحة ووفق التعليمات الواردة من اللجنة العليا والجهات المعنية بالوزارة والمستشفى السلطاني وشملت إجراءات من بينها توفير وسائل التوعية الضرورية للمرضى للتعامل مع الجائحة من إرشادات وتوجيهات تستهدف الحد من انتشار المرض داخل وخارج المؤسسة وإعادة تنظيم طرق تقديم الخدمة بما يحافظ على التباعد الاجتماعي، وتوفير الوسائل والمعدات الضرورية لحماية الكوادر الطبية والطبية المساعدة وآليات التأكد من سلامة المرضى، وتوفير التدريب اللازم للكوادر الطبية للتعامل مع الوضع المستجد، وتقليص عدد المرضى المراجعين في العيادات إلى الحد الآمن، والتحول السريع نحو التقنية بتوفير سبل للعيادات عن بعد.

من جهة أخرى وضحت الدكتورة أمينة بنت جمعة الغيلانية طبيبة اختصاصية اولى طب اسرة ومجتمع رئيسة مركز صور التخصصي لعلاج السكري ان اختيار شعار هذا العام "الممرضون يصنعون الفرق لمرضى السكري" يأتي تثمينا للدور الكبير الذي يضطلع به الممرضون والممرضات في دعم المصابين بمرض السكري وتقديم الخدمات العلاجية لهم، وتأكيدا لجهودهم المقدرة في هذا الجانب الإنساني وتحملهم الكثير من اجل تقديم خدمات تثقيفية وعلاجية ودعم معنوي ونفسي للمرضى.

وأشارت في تصريح لوكالة الانباء العمانية الى ان المركز الذي تم افتتاحه في شهر مارس من عام 2014 بجهود من المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الشرقية وبتمويل من مؤسسة سعود بن سالم بهوان للأعمال الخيرية وبمساحة إجمالية تقدر بـ 1100 متر مربع، جاء تشييده نظرا للحاجة الى الخدمات التي يقدمها وازدياد حالات السكري في ولايات المحافظة بشكل عام، وقالت ان المركز يهدف الى تقديم خدمة نوعية في مجال السكري لسكان مدينة صور والقاطنين في ولايات المحافظة الأخرى، حيث يستقبل العديد من الحالات المحولة من المراكز الصحية والمستشفيات في تلك الولايات بشكل مستمر، كما ان الأطباء والممرضين والعاملين في المركز يتابعون العديد من الحالات الروتينية سواء في النوع الأول من السكري او من المصابين بالنوع الثاني والامهات الحوامل (سكري الحمل)، مشيرة إلى أن 95 %

من المرضى هم من حملة النوع الثاني من المرض.

وأضافت ان المركز يقدم الخدمات التثقيفية والوقائية والعلاجية لمرضى السكري من خلال العديد من الأقسام من بينها قسم التثقيف لمرضى السكري الذي يضم ممرضات مدربات في المركز الوطني لعلاج السكري والغدد الصماء وهن يقدمن المشورة التثقيفية للمرضى من حيث أنماط الاكل وكيفية اخذ العلاج وتجنب مسببات المرض وغيرها، إضافة الى ما يتعلق بمتابعة العلاج.

 ويقوم المركز بتحويل الحالات الصعبة الى المركز الوطني لعلاج السكري بمسقط للحصول على خدمات علاجية لا تتوفر في المركز، كما ان هناك عيادة السمنة بالمركز التي تقدم خدماتها كل يوم خميس وهي مجهزة بأجهزة قياس الوزن والكشف الإكلينيكي وتوزيع الشحوم في الجسم وقياس الاحتراق الحراري، كما يقدم المركز خدمة فحص العين لمرضى السكري وهي خدمة غطت حتى الان 80 % من المراجعين للمركز يتم لهم اجراء فحص سنوي لقعر العين، ويضم المركز كذلك عيادة الكلى وعيادة قدم السكري مجهزة بالكامل للعناية بالقدم السكري، وخدمة فحص الاسنان.

وأشارت الدكتورة أمينة بنت جمعة الغيلانية الى ان هناك متابعات مستمرة يقوم بها الأطباء في المركز للمرضى من خلال القيام بزيارات للمراكز الصحية في ولايات المحافظة لمتابعة علاج بعض الحالات، إضافة الى دورات تدريب سنوية تستمر أسبوعين يقدمها المركز للأطباء في تلك المراكز الصحية وتشمل محاضرات وتدريبا عمليا للتعرف على جهود المركز في إجراءات العلاج، وقيام الأطباء بعلاج ومتابعة المرضى في العيادات بحضور الاختصاصيين في مركز صور التخصصي، واضافة الى الدورات التي أجريت خلال السنوات الماضية ينوي المركز الاعداد لدورة أخرى في الربع الأول من العام القادم. وبينت ان اجمالي عدد المصابين بالسكري المتابعين مع المركز يبلغ 3 الاف متابع، حيث يستقبل المركز يوميا ما بين 100 الى 150 مريضا للعلاج ومتابعة العلاج، فيما تبلغ نسبة التحكم في مرض السكري 52%.

وثمنت في ختام تصريحها جهود الجهة الممولة لإنشاء المركز والداعمين لإنشائه.