جهود ثمينة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١١/أكتوبر/٢٠٢٠ ٠٨:٥٢ ص
جهود ثمينة

محمد بن رامس الرواس

إن ما تقدمه اليوم الأطقم الطبية بالمستشفيات ، خاصة الممرضين والممرضات من خدمات عظيمة وجليلة من أجل المحافظة على أرواح المرضى بالمستشفيات والعيادات الخاصة ، بلا شك هي جهود محل تقدير وامتنان من الجميع ، وجهودهم الثمينة هذه لا تقدر بثمن حيث أنهم بمثابة من يحملون أرواحهم على اكف أيديهم اثناء معالجتهم للمرضى والمصابين بفايروس (كورونا كوفيد19) وغيرها من الامراض .

إن تقديم الأطقم الطبية للرعاية الصحية بدء من وصول سيارات الاسعاف الي المستشفيات ، مروراً بأقسام الطواري ، وبعدها تهيئة الجرعات للمرضي، واحياناً لا قدر الله الوصول بالمريض المستعصي حالته الى غرف العناية المركزة ، انها تضحيات عظيمة وجسيمة تصل احيانا الي درجة الخطر، وهناك العشرات بل المئات من القصص والحكايات التي ساقها لي احد الاخوة العاملين بأحد المستشفيات ، شارحاً لي حالة يرثى لها من مجابهة تحدث يومياً من زيادة أعداد المرضي ، واغلاق بعض الأقسام لتوفير اسرة للمصابين بفايروس كورونا ، إضافة الى النقص الذي يحصل احياناً بالأدوات، وبين الاستدعاء المتكرر خاصة للمرضين والممرضات طلباً للمعونة والنجدة.

ان الأطقم الطبية يعملون بنوبات الى وقت متأخر، ومستنفرين في كل وقت ، والرعاية الصحية المطلوبة منهم يجب ان تكون بتركيز عالي ، يقابله محاولتهم التوفيق بين متطلبات المنزل والأسرة والعمل ، انها حقاً رسالة سامية إنسانية كلها رحمة ومواقف بطولية ، ولقد سمعنا وشاهدنا العديد من القصص المؤثرة لبعض الممرضين والممرضات أثناء تأديتهم عملهم ، منها ما ذكره وزير الصحة الدكتور أحمد السعيدي في احد لقاءاته الصحفية عن الفتاة العمانية التي تم نقلها للعمل بمحافظة مسقط من احد الولايات لتخفيف الضغط عن احد المستشفيات، والتي اصيبت بالفايروس وتوفيت - رحمها الله - وهي على راس عملها وهي لا تزال بالثلاثينات من عمرها.

إن كافة الأطقم الطبية لهم منا كل التقدير، ونقف لهم اجلالاً وتعظيماً ، ولكنني في مقالتي اليوم أخص الممرضين والممرضات أصحاب النفوس الإنسانية الذين جسدوا اسمى معاني الرحمة ، والذين هم واقفين الان بالصفوف الأمامية بجانب الأطباء الكرام دون ان يلتفتوا الى المخاطر الصحية الناجمة عن طبيعة عملهم ، فلهم كل الشكر والتحية في ساعات يومهم الشاقة ، وساعات عملهم المرهقة ، خاصة في ظل تكدس المستشفيات، فلا نوفيهم حقهم ، ولا يمكننا الا أن نرفع اكفنا بالدعاء لهم بان الله أن يحفظهم ، ويشفي المرضى .

إن هؤلاء الممرضين والممرضات نشعر تجاههم بالفخر لمجهوداتهم خلال عملهم، ونامل من وزارة الصحة الموقرة ان ترفع مستوى تأمينهم الصحي الى اعلى المستويات الصحية والمادية ، من خلال إمدادهم بأفضل وسائل الوقاية لحمايتهم ، وهي بالتالي حماية لأسرهم ، خاصة في ظل النقص الحاد بالمستشفيات جراء زيادة عدد المصابين وتكدس حالات المشتبه بهم.

وبدورنا كمجتمع نناشد بعضنا البعض المكوث في منازلنا والاكتفاء بالخروج الضروري خاصة في هذه المرحلة الصعبة ، والتي يعاني خلالها الجميع وعلى راسهم الأطقم الطبية التي تباشر متابعة حالات الاصابة بفايروس كورونا وغيرها من الامراض في ذات الوقت ، فعندما نلتزم فأننا بلا شك نخفف الضغط الحاصل على مستشفياتنا وعلى العاملين بالمجال الصحي ، وبالتالي يمكن السيطرة على الوباء - بإذن الله تعالى -.

حفظ الله عُماننا الحبيبة ، وحفظ شعبها الواعي الكريم ، وحفظ لنا سلطاننا المفدى أيده الله ، ولم يبق الا الدعاء لله والتضرع اليه -عزوجل - أن يزيل هذه الجائحة عاجلاً غير اجل إنه سميع قريب مجيب وبالإجابة جدير.