نحتاج جُرعة وِقاية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٧/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠٩:١٢ ص
نحتاج جُرعة وِقاية

مسقط - الشبيبة 

بقلم : محمد الرواس

عندما نطالعَ عِبارة « تابعت اللَجْنَة العليا بقَلِق « فهذه إشارة واضحة لا تحتاج الى تأويل، وليس لها الا تَفْسير واحد أن الأمر خطير .

نتابع جميعاً هذه الايام ببالغ القَلِق والْأسف مُسْتجِدَّات المرحلة الصعبة التي وصلت اليها حالات وبَاء كورونا بالسلطنة ، لذلك نحتاج وبشدة الي الإسناد القانوني وتطبيقه لنتجاوز هذه المرحلة ، كما نحتاج الي الاغلاق وفرَض التَجَوُّل مرّة أخرى في الفترة المسائية، كما يبدو أننا نحتاج وجرُعة وِقاية أخرى مضاعْفة ، فلم تجْدي نفعاً نشر المحاذير ورِسائل التوَعْية وما أعلنته «الَلجْنَة العليا» من اجراءات فيما مضى، لقد فقد البعض اتّزانه وسلوكه الصحي المفترض اتِّباعه من سُلُوك صحي ، بينما ترك آخرون المحاذير الوقائية، فاسْتَشْرَى الوَباء و تفاقم. ووصلنا الي مرحلة لا نحُسد عليها.

لم تعَد مُتابَعة إجراءات الوقاية هي الهدف الوحيد، فالمرحلة أصبحت صَعْبة جداً وجدير «باللجْنة العليا» أن تعْلَن عن تطبيق حُزْمة من القوانين مرَّة أخري، وهذه المرَّة بصرامة وبشدة ، لمن ترك الوقاية والمحاذير عامداً غير مكترث بتَجنب مخاطر العدوى ، أن الوطن يفقد أرُوحاً بريئة طاهرة جراء اسْتهْتار البعض وعدم اَكْتراثهم.

فعلاً شي مؤسف للغاية أن نصل لهذه المرحلة من انتشار وبَاء كورونا بمُجْتَمَعاتنا العُمانية، ونحن أهل عمُان أناس عرُف عنهم انُهم أهل بصيرة وإِدْراك ، ووعي وسلوك حسن ، شي مؤسف حقاً أن تتضاعف أرقام الإصابات ، وينتشر الفايروس بين جميع فئات المُجتمع مرة أخري ، ولم يعد لنا خِيار مما شاهدناه وتابعناه سوى العودة الى تنفيذ القانُون وتغليظه هذه المرّة على كل من يتَهاوُن ويسْتهتر بأرواح الناس ، فقرارات « اللَجْنَة العليا» يجب أن تُفعل وتطبق وبصرامة ، فالأمر تجاوز أَلْحَد ، والإصابات ازْدادَت والوفيات ارتفعت بشكل مَلْحُوظ ، وعندما نسمع «الَلجْنَة العليا» تعرب عن قلقها فأن سبب ذلك ما دونته التقارير التي عرضت عليها والتي تؤكد مؤشراتها خطورة الوضع بدرجة كبيرة.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو كيف نحقق التوازن بين تقليص تأثير كورونا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية مرّة أخري؟ كيف نمضي قدماً الآن دون أن نضطر لفرض قيود ؟ ليست المشكلة في توفير أسرّة في المستشفيات بقدر ماهي كيف يتجاوب الجميع لمرحلة وقاية ثانية؟.

لا ضَيْر في العودة الي أغلاق المحافظات مرة آخري لفترة محددة مجدداً، وتوقف الحركة المسائية ، ولا ضَيْر في زيادة فرَض العقوبات وتكون عقوبات مشددة ومُغَلَّظة على المخالفين لاشتراطات واحترازات « اللَجْنَة العليا» ، فلم يعد الأن فرَض التباعَدَ هو الهدف الوحيد فقط ، بل الأمر تعَداه للانتباه الي المَشْرَب والمَأْكَل والي حركتنا اليومية، ولنعتمد على مطابخ منازلنا كأُسْر، ولنتنقل بحَذِرَ في الأماكن العامة والسياحية.واليوم ولتخفيف وتيرة انتشار فايروس كورونا ، لم يعُد امامنا سوى تطبيق القانُون وبحَزُمَ وبصَرامة لحين تراجع أرقام الاصابات ، وتعافي المجتمعات التي تفشَّى فيها هذا الوباء، بما أطلق عليه مصطلحاً الموجة الثانية ، لا شك أن « اللَجْنَة العليا» تقوم بتدابير لتقليص خطر العدوى، ونحن بدورنا من يجب أن نعَمِل لحماية أنفسنا ولا يستوي الأمر الا بفرض القانُون .

حفظ الله عمُان وشعبها ، وهدى الله الجميع للاسترشاد بتوجيهات اللجْان المختصة ، وحفظ الله لنا قائد مسيرتنا الظافرة السلطان هيثم -أيده الله وحفظه ورعاه-.