وزير الصحة في اجتماع للأمم المتحدة: 72% من وفيات السلطنة بسبب الأمراض غير المعدية

بلادنا الجمعة ٢٥/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠٩:٥١ ص
وزير الصحة في اجتماع للأمم المتحدة: 72% من وفيات السلطنة بسبب الأمراض غير المعدية

العمانية – الشبيبة

شارك معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة ، أمس الخميس، في الاجتماع المرئي لفريق عمل الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات والمعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.

تم في الاجتماع التطرق إلى بحث آلية تصدي الدول والحكومات للأمراض غير السارية في ظل الجائحة التي تغزو العالم منذ أكثر من ثمانية أشهر، وأهم التحديات التي قابلت تلك الدول والتباحث حول كيفية تفعيل وتطوير الاستجابة للوقاية من الأمراض غير المعدية كالأمراض المزمنة والأمراض المتعلقة بالصحة النفسية وكيفية تقديم الدعم للحكومات للسيطرة والحد من تلك الأمراض التي أصبحت تشكل هاجسا مقلقا في جميع أنحاء العالم.

وفي كلمة ألقاها في الاجتماع قال معالي الدكتور وزير الصحة :"إن الأمراض غير المعدية تُعتبر مسؤولة بالفعل عن حوالي 72٪ من جميع الوفيات التي حدثت في السلطنة في جائحة كورونا الحالية، حيث ترتبط النسبة الأكبر من الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ، وتبلغ مخاطر الوفيات المبكرة بسبب الأمراض غير المعدية نحو 18٪.

وأكد معاليه أن من بالغ الأهمية ضمان إعطاء الأولوية لأصحاب الأمراض المزمنة في الاستجابة لـ COVID-19 ، و إعطاء الأولوية لاستمرارية الرعاية لهذه الفئات

.

وأضاف إننا في سلطنة عمان عملنا على مواصلة العمل بشأن الأمراض غير المعدية والصحة النفسية في الاستجابة للوباء، كما عملت السلطنة على ضمان استمرارية رعاية المرضى المصابين بالأمراض غير المعدية والاضطرابات النفسية في جميع مستويات الرعاية، علاوة على ذلك فإن الدمج الحالي لإدارة الأمراض غير المعدية والوقاية منها في الرعاية الصحية الأولية قد جعل من السهل توفير نهج أكثر سهولة وجدوى للمرضى لتلقي الرعاية وضمان توفير الأدوية بانتظام.

وأوضح معاليه أنه تم إعادة ترتيب مسارات الخدمة لأولئك الذين يسعون للحصول على رعاية الأمراض غير المعدية للحد من الاختلاط أو التقارب البدني مع الاستمرار في ضمان تقديم الأدوية بانتظام ،والتأكد أن أولئك الذين يعانون من أمراض لا يمكن السيطرة عليها قادرون على تلقي الرعاية المناسبة.

وذكر أن الحالات التي فرضها الوباء دعت إلى مزيد من الابتكار ، واعتمدت التدابير المتخذة على جميع مستويات الرعاية على استخدام التكنولوجيا في زيادة الوعي وتقديم المشورة من خلال خدمات الخط الساخن وعيادات الطب عن بعد ، وكذلك استخدام التكنولوجيا في تحديد المواعيد لجمع الأدوية والمشاركة و القياسات الحيوية مع الطبيب المعالج.

وبين معاليه في حديثه أنه نتيجة لذلك ، أظهرت البيانات الأولية أن 98٪ من المرضى المسجلين في الرعاية الصحية الأولية كانوا قادرين على مواصلة تناول أدويتهم إما عن طريق جمع الأدوية من مرافق الرعاية الصحية الأولية أو تسليم أدويتهم إلى منازلهم. وقد أفاد أكثر من 80٪ من المرضى بأنهم تلقوا آخر متابعة في الأشهر الثلاثة السابقة للتقييم.

وحول الصعوبات الحالية تحدث معالي الدكتور وزير الصحة بأن هناك بعض البرامج المؤجلة بسبب وضع جائحة كوفيد19 مثل خدمات برنامج الفحص الوطني لارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول وأمراض الكلى المزمنة، مما يزيد القلق من الارتفاع المتزايد في عدد الأفراد المصابين بالأمراض المزمنة التي لم يتم تشخيصها بعد.

وتطرق معاليه في كلمته إلى الصحة النفسية التي تعتبر احد أهم أنواع الأمراض غير المعدية، وعن مدى تأثير عمليات الإغلاق التي فرضتها الجائحة إلى زيادة المخاطر السلوكية، مثل الخمول البدني واتباع الأنظمة الغذائية غير الصحية علاوة على ذلك ، العبء الكبير الذي يضعه فيروس كورونا على الصحة النفسية ، ليس فقط على مستوى العاملين الصحيين بل على السكان عمومًا ، فكم من شخص قد فقد عزيزا عليه ولابد أن ذلك يتسبب بإرهاصات نفسية وتوترات وأنه لذلك من المهم إيلاء الاهتمام لخدمات الصحة النفسية وضمان استمرارية الرعاية في هذا المجال الإنساني.

  وأشار معاليه إلى أن ظروف جائحة COVID-19 قد أظهرت نهجًا حكوميًا شاملاً قويًا في مستوى الشراكة بين جميع القطاعات في الدولة حتى غير الصحية منها و التي يمكن أن تقوم بدور مهم في الأمور المتعلقة بالصحة في أوقات الحاجة حيث الجميع الآن في وقت يعترف فيه العالم بالصحة كأولوية.

 وأكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة في ختام كلمته على التزام السلطنة الراسخ بضمان حصول المرضى الذين يعانون من الأمراض غير المعدية على الرعاية التي يحتاجون إليها ، وتعزيز المعرفة والبحث لخدمة شعبنا بشكل أفضل ومواصلة التحرك نحو التغطية الصحية الشاملة على الرغم من كل التحديات.

كما رحب معاليه بإنشاء الصندوق الائتماني للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير المعدية والصحة العقلية الذي سيدعم بالتأكيد البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل خلال هذه الأوقات الصعبة ، موضحا أن السلطنة ملتزمة بمكافحة الأمراض غير المعدية من خلال المشاركة الوثيقة مع جميع القطاعات ، حسب اقتضاء الحاجة لتحقيق أهداف الصحة العامة أثناء هذا الوباء وحقيقة إن التفاعل بين COVID-19 والأمراض غير المعدية قد يزيد من العبء العالمي للمرض ، مما يجعل من الضروري الاستفادة من اهتمام القطاعات غير الصحية بالصحة والانخراط معهم في المناقشات التي تضمن عدم تهميش وجود الأمراض غير المعدية في ظل المعركة ضدCOVID-19.