دوائر المشتريات في قفص الاتهام

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٤/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠٩:٣٢ ص
دوائر المشتريات في قفص الاتهام

مسقط - الشبيبة 

بقلم : عيسى المسعودي

دائما ماننادي بأهمية دعم ومساندة رواد الأعمال والمؤسسات الناشئة والصغيرة واستثمار الفرص المتوفرة لتعزيز دور هذا القطاع في التنمية الاقتصادية وايضا في توفير فرص عمل جديدة للشباب العماني ولهذه المؤسسات.

مجموعة كبيرة من رواد الاعمال والقائمين على المؤسسات الناشئة والصغيرة يقومون بالتواصل بادارة المشتريات في المؤسسات الحكومية والخاصة لعرض افكارهم ومنتجاتهم المختلفة لعلها تحظى بالاهتمام والقبول وقيام المسؤولين في هذه الدوائر بالشراء منهم ودعمهم ، ورغم الجهود التي تبذلها المؤسسات الحكومية وبعض المؤسسات الخاصة في مختلف القطاعات الان ان هذه الجهود لاتزل تحتاج الى مضاعفتها خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل المنافسة الكبيرة وفي التحديات المختلفة حيث يتذمر العديد من رواد الاعمال وممثلي هذه المؤسسات الصغيرة وهم اغلبيتهم عمانيون من عدم تعاون وتجاوب بعض المسؤولين في دوائر المشتريات في المؤسسات الحكومية والخاصة ولعل المشكلة الاكبر تقع مع بعض مؤسسات القطاع الخاص حيث يواجة اولا رواد الاعمال صعوبة كبيرة للوصول الي المسؤولين او اصحاب القرار في هذه الدوائر لعرض افكارهم ومنتجاتهم وايضا عدم دعمهم في اتخاذ قرار الشراء منهم رغم ان لديهم افكار ومنتجات ذات جودة عالية وبعض منهم متعاونون ولديهم شراكات مع مؤسسات عالمية واقليمية ولكن للاسف مسؤولو دوائر المشتريات يتحججون في بعض الاحيان بارتفاع الاسعار وبحجج اخرى غير واقعية وكم من صفقات وعروض للاسف الشديد ذهبت لشركات اقليمية او للشركات محلية كبرى على حساب العروض والمنتجات والمبادرات التي يقدمها رواد الاعمال العمانيين بسبب فرق بسيط في السعر او لان الشركة او المسؤولين في دوائر المشتريات لديهم اهداف اخرى في اعطاء العروض لشركات او مؤسسات معينة لتحقيق مكاسب معينة وهذا بلاشك يخالف مبدأ الحوكمة والشفافية ولكن للاسف هناك كثير من المؤسسات من الدرجة الاولى او الثانية او غيرها لاتعمل في هذا المجال بالطريقة الصحيحة ولاتبدي اي اهتمام في دعم رواد الاعمال او المؤسسات الناشئة والصغيرة والوقوف بجانبهم لدرجة ان بعض المؤسسات لاتعطي حتى فرصة للالتقاء بهذه المؤسسات الصغيرة او الاستماع اليها ومعرفة منتجاتها او افكارها وهذا له آثار سلبية كبيرة في نفوس رواد الاعمال والقائمين على المؤسسات الصغيرة وتأثير كبير في استمرارها في السوق كما يمثل ذلك احباطا كبيرا لهم في ظل التحديات القائمة وللاسف تتفاقم معاناتهم وهناك العديد من رواد الاعمال دخلوا الي السوق بعزيمة قوية ومعنويات مرتفعة بهدف تحقيق النجاح في قطاع رواد الاعمال ولكنهم للاسف وجدوا واقعا مؤلما فالكلام الذي نسمعه من قبل المسؤولين والمؤسسات المعنية شئ والواقع مختلف وشئ أخر.

ان المؤسسات الحكومية عليها دور كبير في دعم هؤلاء الشباب والوقوف مع هذه المؤسسات الناشئة والصغيرة من خلال تعاون ودعم دوائر المشتريات في اعطائهم اولوية عند طلب الشراء لخدمات ومستلزمات المؤسسة المختلفة فهذا واجب وطني وكذلك مؤسسات القطاع الخاص يجب ان يكون هناك دور أكبر للادارة التنفيذية في توجية المسؤولين في دوائر المشتريات باعطاء الاولوية للعمانيين وللشركات والمؤسسات العمانية حتى في حالة وجود فرق بسيط في الاسعار فالمكاسب كبيرة من دعم هذه الفئة وتعود ايجابياتها على المجتمع وعلى استمرار رواد الاعمال واستقرارهم في السوق وايضا المساهمة في تنمية وتطوير المؤسسات الناشئة والصغيرة واذا كانت هناك اي ملاحظات علينا ابداء الرأي لهم والمساهمة في تطويرهم وليس الهروب عنهم فمن خلال المتابعة نجد العديد من الصفقات والعروض للاسف الشديد تذهب الي مؤسسات من خارج السلطنة او الي مؤسسات كبيرة حتى في العروض والصفقات البسيطة فهذه التصرفات يجب ان يتم الحد منها وخلق توجه جديد من قبل القائمين على دوائر المشتريات في المؤسسات الحكومية والخاصة كما نقترح ان يتم النظر في تعمين هذه دوائر المشتريات في المؤسسات الخاصة لتعطي مسؤوليتها للعمانيين والنقطة المهمة ان هذا لن يتحقق الا من خلال دعم ومتابعة الادارات التنفيذية في هذه المؤسسات لتحقيق تغير يضمن تحقيق نتائج ايجابية تساهم في دعم رواد الاعمال والمؤسسات الصغيرة وكلمة شكر نوجها لكل المؤسسات التي تقوم حالياً بدعم هذه الفئة واعطائها اولوية اثناء الموافقة على العروض والصفقات.