العامري .. أول عماني يوضع عمله الفني في العملة النقدية الورقية

لايف ستايل الأربعاء ٢٣/سبتمبر/٢٠٢٠ ١٠:٥٣ ص
العامري .. أول عماني يوضع عمله الفني في العملة النقدية الورقية

مسقط - خالد عرابي 

هو أول فنان تشكيلي عماني يوضع عمله الفني في العملة النقدية الورقية، وهو فنان له مقتنيات فنية في العديد من الأماكن والمعالم العمانية الشهيرة مثل المتحف الوطني، مطار مسقط الدولي، متحف بيت الزبير، الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى المقتنيات الخاصة وكذلك الأفراد.. إنه الفنان العماني سيف العامري الذي تأثر كثيرا بموضوع جائحة كورونا فرسم العديد من الأعمال ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا ووجدت كثير من الإشادة والتفاعل معها، وكان لنا معه الحوار هذا الحوار لمتابعة ذلك وطرح العديد من المحاور والقضايا الفنية معه.

في البداية أكد على أن الفنان وليد مجتمعه ووليد ما يحيط به من ظروف وأحداث وهو يتأثر بها وإلا كيف يصبح فنانا، وأنه كفنان تأثر بما مر به الجميع خلال الشهور الماضية بسبب أرمة مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وعبر عن ذلك بالعديد من الأعمال الفنية والرسومات وأبرزها الكاريكاتيرية لأنها الأكثر تعبيرا في هثل هذه الموضوعات والمواقف والتي وصل عددها إلى أكثر من 70 عملا، وبما أنه يرى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في خدمة الفنانيين ووصول رسالتهم بسرعة فقد نشرها في عدد منها مثل: الفيس بوك، الإنستجرام، الواتساب، وغيرها. وقال: "أتمنى بعد انتهاء هذه الجائحة أن أجمع هذه الرسومات في شكل معرض خاص يشاهده الجميع." وأضاف: "حقيقة كلي أمل وأتمنى أن يكون لدى الصحف المحلية في هذا الوطن العزيز الثقة في رسام الكاريكاتير العماني أو أعماله ورسوتاته الكاريكاتيرية العمانية، فكيف يبدع هؤلاء الفنانيين إذا لم نعطي لهم الفرصة ونمنحهم الثقة والتقدير واكتساب الخبرة والمهارة.

عشق الطبيعة

حدثنا العامري عن نفسه ونشأته فقال: "أنا من مواليد 30 يناير 1964 في ولاية السيب بمحافظة مسقط. نشأت في أحضان أسرة كريمة متوسطة الحال منذ طفولتي أعشق الطبيعة بما فيها البحر والسماء والسهل والجبل والوادي تستهويني الأبنية العتيقة والأبواب والنوافذ ومعاليق ورزز الأبواب وأقفالها القديمة، فهي بالنسبة لي عشق أبدي كقصص ألف ليلة وليلة. ولاية مطرح من أهم المدن التي لا أمل في زيارتها أسبوعيا، زقاقها وطرقها المتعرجة بين بيوتها العتيقة وسوقها الشعبي التقليدي فكان لها نصيب من أعمالي على مدى مسيرتي الفنية وحتى الآن. كما أنه عضو بمرسم الشباب، والجمعية العمانية للفنون التشكيلية، والنادي الثقافي، ومركز هواة الطوابع والعملات.

ويرى العامري أن الفن هو لغة التخاطب والتعارف بين مختلف شعوب العالم، ومن كان همه الاشتغال على البساطة في نتاجه فإنه ارتقى بنتاجه لأعلى مراتب الجمال. كما يرى أن هذا الوطن العزيز زاخر بطبيعة خلابة تأسر الجميع وتلهم الفنانين والفنانات التشكيليين، فهذه الطبيعة الرائعة والجميلة تجمع بين السهل والجبل وبين الأودية والبحر والقلاع والحصون والابنية العتيقة.

كما يرى أن الملتقيات والورش الفنية المختلفة والمعارض والبناليات والاحتكاك بالعديد من الفنانين والفنانات التشكيلين من مختلف دول العالم مكسب كبير ومهم للغاية للفنان والفنانة ويمكنه من إكتساب الخبرة والمهارات المختلفة.

وأكد على أن مرحلة التآسيس في الفن التشكيلي هي أهم مرحلة يمر بها الفنان أو الفنانة خصوصا في تعلم الرسم والطبيعة الصامتة، وهذه المرحلة تستغرق عاما كاملا بالقلم الرصاص ابتداءا من الخطوط الخارجية للتكوين ومدتها 6 شهور تمر بمرحلة المنظور والنسب والتناسب، بعد ذلك مرحلة الظل والنور لبقية الأشهر المتبقية ويكون ذلك إكمال عاما كاملا.

الجمع بين الفنون

وأكد العامري أنه يمكن للفنان أن يجمع بين مجالات مختلفة من مجالات الفنون البصرية وخصوصا عند المتمكن من أدواته وخبراته التراكمية على مدى سنوات عديدة، واستطرد قائلا: "ولكن من وجهة نظري الشخصية على الفنان أو الفنانة في بداية تعلم الرسم يخوضا غمار مجالات الفنون التشكيلية المختلفة والمعروفة وفي نهاية المطاف بسنوات عديدة بعد ذلك الغمار لابد من التخصصية في مجال من مجالات الفنون البصرية المختلفة بحيث يقدر هذا الفنان أو الفنانة أن يبدعا من خلال اختيارهما لبعض من تلك المجالات التخصصية. وقال: أنا ولله الحمد والمنة أجمع بين ثلاث مجالات تخصصية هي: مجال الفن الجرافيكي، الحفر الطباعة اليدوية ومجال التصميم الجرافيكي، ومجال رسم الكاريكاتير لأكثر من 30 عاما ومازلت حتى الآن أمارس تلك المجالات الثلاثة باحترافية وإتقان.

مشاركات وجوائز

وبسؤاله عن مشاركاته وما حققه من جوائز قال: "من خلال مسيرتي الفنية بما يقارب 35 عاما لقد حققت السبق الدائم في المشاركات المحلية والإقليمية والدولية وقد مثلت بلدي هذا الوطن العزيز في أكثر من مشاركة إقليمية ودولية وكانت لمشاركاتنا الأثر الطيب والإشادة الحسنة. فقد امتدت مشاركتي الإقليمية والدولية منذ العام 1987 وحتى الآن لأكثر من دولة أوروبية واسوية وعربية وخليجية، كما حققت السبق في الحصول على جوائز متقدمة في مجالات ممارستي وكانت أغلى جائزة تلقيتها هو حصولي على المركز الأول في تصميم شعار العيد الوطني الأربعون المجيد في العام 2010 فأنا أول فنان تشكيلي عماني يوضع عمله الفني في العملة النقدية الورقية لبلدي العزيز سلطنة عُمان، حيث يعتبر هذا إنجاز عظيم أحققه من خلال مسيرتي الفنية. كما حققت الكثير من الجوائزالأخرى خصوصا في مجال تخصصي وهو فن الجرافيك الحفر الطباعة اليدوية على مدى مسيرتي الفنية وحتى الآن. ولقد قدمت 3 معارض شخصية في مجال الرسم ومجال فن الجرافيك الحفر الطباعة اليدوية الأول عام 1987م، الثاني عام 1996م، الثالث 2017م، ولقد قدمت معرضين لفن الكاريكاتير: الأول عام 1993م بمناسبة عام الشباب الثاني عام 1994، كما أصدرت كتاب للكاريكاتير عام 1995م حيث تصاحبني في رسومات الكاريكاتير شخصية الشايب سويلم والسنور الأسود. أما اول جائزة في الرسم حصلت عليها عام 1979م بمناسبة عام الطفولة وكنت في ذاك الوقت في مرحلة الإعدادية.

جيل الثمانيات

الجدير بالذكر أن يُعد الفنان سيف العامري من جيل الثمانيات، فهو من الحفارين العمانيين القليلين جداً بهذا المجال ولديه من الممارسة والخبرة بذات المجال، فقد استطاع ان يواصل بكل صبر وتحمل بأن يحافظ حتى الآن على مجال (الحفر / الطباعة اليدوية) هذا المجال الرائع في عطائه الغزير بثراء تنوعه ، فأشتغل بخبرته ووظف كل طاقاته الفنية من أجل تحقيق مكانه فعليه لهذا الفن الصعب في أدواته وتقنياته ، والجميل في معطياته التأثيرية والتشكيلية ، لقد استطاع الفنان سيف العامري فرض وجود هذا الفن على خارطة الفن التشكيلي العماني وتعدى ذلك الإصرار خارج بلده ، فقام بالحفر على خامات عدة ، كالحفر على اللينو والحفر على الخشب ، بشكل أدق وأوسع ، فأخرج أعمالا أبهرت الجميع وأشاد بها الكثير من رآها وأقترب منها وحاول أن يفك رموزها ومفرداتها فكانت بداية أعماله حملت لونيين فقط هما الأسود والأبيض كما اتجه حاليا إلى إدخال بعض اللونيات إلى أعماله خلال السنوات الأخيرة مما أكسبت أعماله بعدا آخر في تجربته الفنية ، والمتتبع لأعمال الفنان سيف العامري، يجد أن لها خصوصيتها وتميزها عن باقي التجارب التشكيلية الأخرى وبالذات هنا في بلده فأعماله يغلب عليها الطابع التراثي والعربي والإسلامي كما تحمل أيضا أعماله المعاناة والتشرد والضياع (البُعد الإنساني) كتب عن تجربته العديد من الأكاديميين والنقاد والفنانين والمهتمين في الجانب التشكيلي حيث صنفه بعض النقاد على أنه مؤسسا ورائدا من رواد ( مجال الحفر / الطباعة اليدوية) في بلده سلطنة عُمان، له العديد من المقتنيات لأعماله الفنية لدى المؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك الأفراد.