التعليم أساس التنمية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٢/سبتمبر/٢٠٢٠ ٠٨:٥٣ ص
التعليم أساس التنمية

بقلم: محمد بن رامس الرواس 

"إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة. "

السلطان هيثم بن طارق المعظم

إن تحقيق النمُو الاقتصادي وتقدم الشعوب ارتبط منذ القِدْم بتطور العلم وتقدّم التعليم وكما يقال التعليم هو أيقونة الحياة والنجاح والنماء التي تحتاجها الشعوب من اجل نمُوها قديماً وحديثاً، فالتعليم ليس استعداداً للحياة بل هو الحيْاة بذاتها.

ليس ثمة شك أن التعليم والبحوث العلمية هي الوسيلة المثلى لإرساء قواعد وأسس الاقتصاد الاجتماعي وتنميته، كما أن التعليم غرس للأخلاق الحميدة بالمجتمعات مما يولد التلاحم والتكاتف والتعاون والتكافل المجتمعي، وسبل العيش الكريمة. من أجل ذلك كان لزاماً بذل جهود كثيرة وحثيثة لتحقيق تطورات متتالية ومتعاقبة في مجال التعليم، للالتحاق بأفضل الممارسات والنظم التعليمية في العالم، والعمل على توفير أفضل الوسائل التعليمة بمؤسسات الدولة، وتنويع برامج التعليم المختلفة، ودعم توجهاتها من بحوث علمية وابتكارات، في كافة المجالات العلمية والإدارية والفنية والمهنية لإيجاد انسجام وتوافق مباشر بين مخرجات التعليم، وواقع السوق ونوعية احتياجاته من الأعمال.

لم تغفل رؤية عمُان 2040 هذا الامر فسوف نلاحظ قريباً - بأذن الله تعالى - الاهتمام الحكومي بربط مخرجات المؤسسات التعليمية مباشرة باحتياجات المستقبل إن هذا الامر سوف يحتاج الي توفر كفاءات وقدرات وإمكانيات أثناء البدء بهذه السياسة التي يتطلب فيها تظافر الخطط السليمة بمختلف مؤسسات الدولة، لتتلاءم وانجاز مثل هذا المشروع الوطني الهام.

بالأمس القريب طالعتنا الصحف خبر مفاده ان جامعة السلطان قابوس حققت دخل استثماري تجاوز 11 مليون ريال عماني، حيث حقق البحث العلمي منها عائد استثماري بلغ 2,976,961 (مليون ريال عماني) بينما بلغ عائد تمويل المراكز البحثية 1,600,00 (مليون ريال عماني)، أن تمكين البحوث العلمية والابتكارات ليعُد من الأهداف التي تسعى اليها رؤية عمان 2040 من اعطاء التعليم والبحوث العلمية والابتكارات الاهمية القصوى التي سوف تنقلنا بأذن الله الي ما ننشده من تغيير للارتقاء في شتى مجالات ومناحي الحياة خاصة الاقتصادية منها، فمن خلال تجارب الشعوب والأمم فان النمُو الاقتصادي عبر الاعتماد على الموارد المالية والنفطية فقط ولا يصاحبه نمُوّ وتطور تعليمي وبحثي بنفس المستوى يولّدُ فوارق بين شرائح المجتمع، فيختفي البُعد الإنساني، وتزداد التعقيدات الاجتماعية، وهذا ما تعاني منه بعض الدول اليوم، لذا يظل التعليم المتطور المستمر بشقيه البحثي والابتكاري، والجامعي والعام هاجس الوطن، وأساس التنمية ومحركها الحقيقي نحو توفير احتياجات المستقبل، وللمفكر الاميركي "مالكم اكس" مقولة شهيرة: " التعليم جواز السفر الي المستقبل".

ختاماً نقول من أجل استكمال المنظومة التعليمية لحلقات نجاحها، يجب علينا الاهتمام بالإدارات التعليمية والمُعلم بالذات، وتهيئته التهيئة الصحيحة وتوفير سبل العيش الكريم له، لأنه العقل المُنْتج لأسمى مهنة بالوطن، فهو من يمهد الطريق لبزوغ وبرُوز العلماء والاطباء ورجَال القانون والمهندسين وغيرهم من كوادر الوطن، فمتي ما اكُرم المعلم واتُيحت له الحياة الكريمة، كان عطاؤه اعظم وأفضل.