مؤشرات جديدة تؤكد تنقل حيتان بحر العرب الحدباء بين سواحل عُمان والهند

مزاج الأحد ٠٩/فبراير/٢٠٢٠ ١٦:٤٣ م
مؤشرات جديدة تؤكد تنقل حيتان بحر العرب الحدباء بين سواحل عُمان والهند

مسقط – الشبيبة

يسرُ جمعية البيئة العُمانية أن تنشُرَ مؤشراتٍ جديدةٍ تؤكد تنقل حيتان بحر العرب الحدباء بين السواحل العُمانية والهندية.

حيث تمكن بتاريخ 21 ديسمبر لعام 2019، فريقٌ من الغواصين من شركة ’أبسولوت سكوبا الهند‘ وشركة ’مغامرات الساحل‘ و’دايف جوا‘، من التقاط مقاطعَ فيديو لحوتٍ أحدبٍ بقرب جزيرة نيتراني الهندية. ولقد أدرك الفريق أهمية هذه المقاطع نتيجةٍ لتواصلهم مع الدكتورة ديباني سوتاريا، والتي تتنقل منذ عام 2016 على طول الساحل الغربي للهند لرفع الوعي حول حيتان بحر العرب الحدباء المهددةِ بخطر الانقراض.

وقد تمكنت كلٌ من سيمانت ساكينا من شركة ’أبسوليوت سكوبا‘ وباريتوش أغاروال من ’دايف غو‘ من الغوص الحر لبضع ثواني لأعماقٍ مظلمةٍ لإلتقاط مقاطع للحوت الأحدب الفريد من نوعه، ومشاركة الصور مع ديباني. وقد قامت الباحثة بدورها بمشاركة هذه الصور مع زملائها الذين يعملون على بحوث الحيتان الحدباء في الجانب الآخر من بحر العرب في عُمان، على أملِ أن يتمكنوا من تمييزِ بعض ملامح الحوت الظاهرةِ في الفيديو والتعرف عليها ومطابقتها بيانات الحيتان المسجلة في أرشيف السلطنة لأكثر من 20 عامًا. وبفضلِ بعض العلامات المميزة وبعض الندوب والجراحات المؤلمة، والقطعة المفقودة من الزعنفة اليسرى لذيل الحوت فقد تمكن فريق الباحثين الدوليين العاملين على برامج الحيتان في عُمان من مطابقة بيانات الحوت مع إحدى الحيتان المفهرسة في السجل تحت مسمى (OM11-010) والذي شوهد ليومين متتالين في خليج مصيرة في شهر أكتوبر عام 2011.

وتعقيباً على الموضوع، قال أندرو ويلسون، من شركة المحيطات الخمسة لخدمات البيئة والباحث الرئيسي لمشروع مسوحات الحيتان التي تنفذها الشركة بالنيابة عن جمعية البيئة العُمانية: "لقد كانت النتائج مدهشة للغاية، حيث أظهرت أن الحوت الأحدب النادر(OM11-010) لا يزال على قيد الحياة، على الرغم من الإصابات الخطيرة التي وثقناها لأول مرة شاهدناه فيها منذ أكثر من ثماني سنوات. وهذا خير برهان أن حيتان بحر العرب الحدباء المهددة بالانقراض تتنقلُ ما بين بحار عُمان والهند".

وكانت أول حالة لرصد تنقلات الحيتان عبر بحر العرب حدثت عام 2017 لإحدى الإناث التي تم تعقبها عبر الأقمار الصناعية في عُمان قامت برحلةِ ذهابِ وغيابٍ من عُمان إلى جنوب الهند.

وأضافت سعاد الحارثية، مديرة البرامج بجمعية البيئة العُمانية: "بفضلِ الدعم المتواصل الذي تقدمه شركة النهضة للخدمات ش.م.ع.ع. فإننا نشهدً نجاحاتٍ متواصلةٍ في مشروع النهضة للحيتان والدلافين الذي انطاق عام 2011، حيث تشير دراساتنا وجهود الصون التي نقوم بها أن مجموعة حيتان بحر العرب الحدباء تُعد من أصغر المجموعات في العالم وأكثرها عُرضةً للخطر، حيث يوجد أقل من 100 حوت على قيد الحياة في عُمان. وعلى الرغم من أهمية مقاطع الفيديو الجديدة إلا أنها تنبيهٌ هام على المخاطر التي تتعرضُ كافة فصائل الحيتان في العالم، حيث أظهر تحليل الخبراء لصور الحوت (OM11-010) عن أن إصاباته وجروحه ناتجةٌ عن أشتباكٍ مع معدات الصيد". وأضافت: "تمكنت جمعية البيئة العُنمانية في عام 2019 وحده، من التنسيقِ لجمع ما يقارب 390 طناً من مخلفات معدات الصيد المهجورة في شواطئ جزيرة مصيرة. وعلاوةً على ذلك، قامت بإطلاق حملةً بهدف تغيير السولكيات لدى الصيادين بغيةَ الحدِ من حدوادث التشابكً مع معدات الصيد وضمان رمي مخلفات الشباك بشكلٍ آمن. أن التهديدات التي تواجه الحيتان في منطقتنا في تزايدٍ مستمر ويمكن أن نرى نتائجها جليةً على صحة أعداد الحيتان، وإننا في سعي دائم لتأمين التمويل اللازم لاستمرار جهود صون وحماية هذه الفصائل المهددة بالأخطار.

ويسعى أندرو ويلسون حالياً مع بقية فريق العمل في جمعية البيئة العُمانية وفي المنظمات الدولية الأخرى حول العالم، إلى إضافةِ تقنياتٍ جديدةٍ تدعم الأبحاث القائمة منذ عشرون عاماً مضت حول حيتان بحر العرب الحدباء، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة عن بعد لمعرفة حالة الجسد وصحته.

وتُشكلُ النتائج الحديثة مثالاً رائعاً عن ضرورةِ استمرار وزيادةِ التعاون الأقليمي وصولاً إلى فهمٍ أفضل لهذه المجموعةِ من الحيتان المهددةِ بالأخطار وصونها وحمايتها.