بقلم - محمد بن رامس الرواس
دائماً ما تكون هناك إشادات دولية بالوساطات العمانية التي تدعم الاستقرار على المستوى الإقليمي والعالمي وهذه الوساطات مستمدة من نهج جلالة السلطان في السعي نحو السلام العالمي ، مما جعل من السلطنة ملاذاً للعديد من الدول ؛ لتطلب من السلطنة إنقاذ مواطنيها من أماكن التوتر والحروب كونها تعمل دائماً على صنع للسلام والاستقرار وتستند على دبلوماسية السلام والأمن التي تشكل جوهر السياسة العمانية .
لقد بذلت السلطنة العديد من الوساطات الدولية بناءً على طلبات لخروج العديد من أبناء الجاليات والدبلوماسيين الأمريكيين والفرنسيين والألمانيين وغيرهم من بعض الدول منها اليمن وتم نقلهم عبر السلطنة إلى بلدانهم آمنين. وهي عمليات تتولاها السلطنة لأسباب إنسانية تصب في جوهر نهج جلالة السلطان مما جعل للسلطنة مكانة مستحقة بين الأمم بوصفها رائدة السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب والأمم تعمل على تعزيز الشراكات المستقبلية بين الدول وتدعم خطى السلام العالمي .
وتعددت الوساطات العمانية بدءاً من تبادل الأسرى إبان حرب الخليج الأولى وساعدت في تحرير الأسرى المصريين المحتجزين لدى إيران خلال سنوات الحرب مع العراق تلت ذلك الوساطة العمانية لتحرير بحارة بريطانيين كانوا محتجزين لدى طهران عام 2007م، ثم عام 2011م والإفراج عن رهائن أمريكيين ، واستمرت الوساطات العمانية إلى حرب اليمن 2011م للإفراج عن رهائن محتجزين ولقد بذلت الدبلوماسية العمانية العديد من المساعي كلل البعض منها بالنجاح كان أهمها خروج الرئيس عبد ربه منصورهادي إلى السعودية ، عبر السلطنة ، تبع ذلك طلب بعض الدول من السلطنة القيام بجهود لإجلاء مواطنين لها عالقين في اليمن وعند الحاجة كانت طائرات سلاح الجو العماني على أهبة الاستعداد للقيام بمهامها الإنسانية مهما كلفتها من مخاطر مجسدة نهج القيادة في الدعوة إلى السلام ..
ولقد كان للفرنسي « آلان غوما» الذى كان محتجزا في اليمن وقامت حكومة صاحب الجلالة بالعمل على الإفراج عنه أثر كبير لدى أسرته مما حدا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأن يوجه الشكر لجلالة السلطان إثر عودة الرهينة الفرنسي إلى بلاده سالماً .
لقد كان للنهج السامي لجلالة السلطان في العمل على السعي نحو ترسيخ نهج السلام على كافة المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية الأثر الكبير فيما وصلت إليه السلطنة من ثقة المجتمع الدولي لتصبح عمان رمزاً للسلام .
ولقد أثمرت الـ 50 عاماً الفائتة في إنجازات سلمية حصد ثمارها المجتمع العماني والإقليمي والدولي عبر عقد اتفاقيات ونزع فتيل صراعات ووساطات وغيرها من رسائل السلام التي دعا إليها جلالة السلطان وعمل على إنجازها خلال نصف عقد من الزمن ...
فلقد شارك جلالة السلطان المجتمع الدولي ومنظمة الأمم والمتحدة والدعاة إلى السلام العالمي رؤى صناعة السلام والعمل على تجسيدها إلى واقع وإتاحة الفرصة للسلام والأمن فلاقت العديد منها النجاح وحققت المأمول منها ؛ لزيادة فرصة العيش بسلام عالمي .
لقد كان لاستمرارية النهج السامي لترسيخ السلام وانتهاج جلالته سياسة دعم الأمن والأمان العالميين أعظم الثمار والتي تمثلت في حصاد مقاصد عملية حقيقية مستندة إلى القانون الدولي جنبت المنطقة كثيرا من ويلات النزاعات والأزمات والحروب ، ولقد كان للنهج الذي استمده جلالة السلطان من نشأة مباركة وحضارة عمانية ذات تاريخ سلمي مشهود له نجاحات في المشاركات الدولية في دعم القرارات الإقليمية والدولية ومساندة الجهود العالمية للعمل على إقامة مجتمع دولي ينبذ الحروب ويعمل على زيادة فرص السلام .