الاعلام والخطه الخمسيه التاسعه

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/يناير/٢٠١٦ ٠٦:٠٠ ص
الاعلام والخطه الخمسيه التاسعه

د. حامد المرجان

جاءت الخطه الخمسيه التاسعه لتكمله الانجازات التى حققتها الخطط الخمسيه السابقه الهدف من هذا الخطط الاقتصاديه هو تخقيق التنميه المستدامه . نظرا للتطورات الاقتصاديه الدوليه والتى ادت الى انهيار اسعار النفط والذى له تاثير وطنى على الاقثصاد العمانى والتى تزامنت مع بدايه الخطه الخمسيه التاسعه والتى ركزت على خطه اقتصاديه واقعيه تتماشى مع الواقع الاقتصادى الجديد فى ظل انخفاض اسعار النفط وفى نفس الوفت انتهاج سياسه اقتصاديه جديديه تعتمد على تنوغ مصادر الدخل وبناء اقتصاد حديث يعتمد على تطوير جميع موارد الدوله . الخطه الخمسيه السادسه تعتمد على مشاركه المجتمع لتحقيقها كمواطنين وقطاع خاص ومقيمين لماذا؟ لان هذه الخطه تعتمد على تخطيط مصادر اخرى للدخل وبالتالى هناك تضحيات قد تكون ماديه يجب على الجميع تحملها والمشاركه بها .
استطاعت حكومة صاحب الجلاله رعاه الله خلال الخطط الخمسيه بان توضع الاساس القوى والبنيه الاساسية التى من خلالها تسهل مهمه الخطه الاقتصاديه التاسعه لكن لابد من مشاركه جميع القطاعات فى تنفيذ هذه الخطه الاقتصاديه، وبدون الاطاله فى شرح هذه الخطه يجب على وسائل الاعلام العمانيه بان تقوم بدور نشط فى دعم هذه الخطه ببرامج اعلاميه لتوعيه المجتمه مناشده جميع الجهات دعم توجهات الدوله الاقتصاديه وشرح اهميه هذه الخطه.
يقول عالم الإعلام والاجتماع الأمريكي هارولد لاسويل بأن الإعلام أو الإتصال يوفر للمجتمع و الأفراد المعلومات الخاصة بالبيئة و الأخطار المحيطة بها ليتجنبها ويقى شرها، حماية المجتمع من هذه الأخطار مما ينعكس في دعم الإستقرار و الأمن داخل المجتمع و بين أفراده، و قد عرف لاسويل الإتصال او عمليه الاتصال في شكل أسئلة ارجو من اخى القارى بان ينتبه للمعنى العميق لاسئله لاسويل ودلالاتها و هذه الأسئلة هي من يقول ماذا؟و بأي وسيلة و لمن و بأي تأثير(هنا تكمن اهميه الرساله) و تقدم إيجابات هذه الأسئلة تحديدا واضحا لعناصر عملية الإتصال التي يجب توفرها في كل عمليات الإتصال بكل أشكالها و مستوياتها. هذه العناصر هى المرسل و هو الشخص الذي يبدأ عملية الإتصال بإرسال الفكرة أو الرأي او الاشاعه أو المعلومات من خلال الرسالة التي يقوم بإعدادها و قد يكون هذا الشخص مصدر الفكرة أو الرأي أو المعلومه او الاشاعه و قد لا يكون مصدرها. و يكون مصدرها فردا آخر،كما يظهر واضح في حركة عملية الإتصال الاجتماعى الفيسبوك وتويتر وغيرها او من خلال عمليات الإتصال المختلفة التي يقوم أفرادها بالاتصال للحصول على المعلومات أو الأخبار حتى يقوموا بصياغتها أو إعدادها للنشر أو الإذاعة او وسائل الإتصال الإجتماعية المنتديات والمدونات وغيرها و إرسالها مرة أخرى إلى الجمهور المتلقي، في هذه الحالة يجب الفصل بين المصدر و القائم بالإتصال في وسائل الإعلام التقليدية و لكن في وسائل الإعلام الاجتماعية يكون المصدر و القائم بالإتصال هو نفس الشخص مما يشكل خطورة على مدى مصداقية المعلومات و أساليب نشرها و استقرار المجتمعات السياسيه والاقتصاديه.(الخلفيه الثقافيه والقيم الاجتماعيه والنضوج الفكرى مهم لكلا من المتلقى والمصدر فى وسائل الاعلام الاجتماعيه),خاصة في ظل وجود حريه الراى والتعبير التي تقدمها وسائل الإتصال والتكنولوجيا الحديثه لناقلي المعلومات و متلقيها و قد تكون هذه المعلومات أو الأفكار أو الآراء هي نتيجة المشاهدة أو الملاحظة التي قام بها القائم بالإتصال نفسه وقد تكون من خلال مراسلي وسائل الإتصال التقليدية أو وسائل الاتصال الحديثة و هنا نقصد المساحات التي يقدمها الإعلام الحديث من خلال الهاتف المحمول او الأنترنت الفيس بوك و تويتر و غيرها من الوسائل الاتصاليه التى تشكل هاجسا امنيا شديد التاثير، وخاصه فى مجتمعات تعودت على ان تكون متلقيه للمعلومات لسنوات عديده ولم تتعود على التفاعل الايجابى مع المعلومات مما يودى الىسهوله اختراقها و التاثير علي امنها واستقرارها السياسى والاقتصادىه بكل سهوله .
لقد مثلت أفكار ولتر ليبمان و هارولد لاسويل الفكر المبكر بشأن تأثير أجهزة الإعلام و الإتصال حيث أكد كلاهما أن للأجهزة الإعلام تأثير هائلا في المجتمع و هناك مفكرين آخرين مثل مارشل و ماك لوهان الذي أكد أهمية أجهزه الاعلام كامتداد لحواسنا و قال بأن مواجهتنا الحسية لأجهزة الإعلام هي من أكثر العوامل أهمية في تأثيرها وكما فعل قبله هارولد انس أكد ماكلوهان أهمية الشكل و ليس المضمون في تأثير أجهزة الإعلام في المجتمع وهدا ماتقوم به وسائل الاتصال الاجتماعيه فى عصرنا الحالىإن الموضوع المهم هو ليس ما نرى بل كيف نرى و نسمع و نلمس أن الوسيلة هي الرسالةمهما كانت اهداف هده الرساله ولكن ما يجهله الكثيرون وخاصه صانعى القرار بان قوه الاعلامهنا لا بد ان نفرق بين إعلام الازمة او ازمة الاعلام فإعلام الازمة هو الاعلام القادر على مواجهات الازمات المفاجئه التي قد تتعرض لها البلاد اما ازمه الاعلام فهو بالضبط ما تعاني منه كثير من المؤسسات الاعلاميه العربيه " الربيع العربي والاعلام " خير شاهد على ذلك والملاحظ للاعلام العربي وخاصة فى الدول التي تعرضت لأزمات سياسيه يستنتج ما اقصده من تخبط لهده الوسائل ساعدت على سقوط انظمتها بكل سهوله خلال ما اطلق عليه الربيع العربي والذي لا يزال مستمرا معنا الي الآن ولانعرف حجم نتائجه السلبيه على مستقبل هده الامه والدى لاشك يعطينا انطباع باننا مقدمين على مرحله سوداء لايحمد عقباها .
يلاحظ بأن المؤسسات الاعلاميه العربيه تعاني من مشكلات مادية وبشريه , وازمة كفاءت متخصصه , واساليب معالجة الازمات , ولاحظنا كيفيه التعامل هذه الوسائل مع الازمات بأساليب اعلاميه بدائيه ساهمت للاسف الشديد بتهييج الرأي العام واشعال النار او الازمة بدلا من معالجتها نظرا لعدم قدرتها على التعامل مع مثل هذه الازمات لدا على النخبه السياسيه ان تعطى اهميه خاصه للاعلام وتاثيره وتستفيد من تجارب الاخرين.وللحديث بقيه.

باحث واكاديمى