واشنطن تعزز مكافحتها لـ«الدعاية الجهادية»

الحدث الأحد ١٠/يناير/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
واشنطن تعزز مكافحتها لـ«الدعاية الجهادية»

واشنطن – – وكالات

قالت صحيفة «واشنطن بوست» أن إدارة الرئيس باراك أوباما تجرى إصلاحا لجهودها لمحاربة الدعاية الإلكترونية لتنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، حسبما قال مسؤولون أمريكيون، مما يعكس تنامى إحباط البيت الأبيض من المحاولات غير الفعالة حتى الآن لوقف استخدام داعش للسوشيال ميديا فى جذب مجندين والتحريض على شن هجمات.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين سيؤسسون فريقا لمحاربة الإرهاب سيكون مقره وزارة الأمن الداخلي لكنه سيهدف إلى الحصول على مساعدة عشرات الوكالات المحلية والفيدرالية الأمريكية وتشمل الخطوات الأخرى تجديد برنامج خاص بوزارة الخارجية الأمريكية تم تأسيسه لكي يكون بمثابة غرفة حرب المعلومات لتحدي داعش إلكترونيا والعمل على تقليص شعبيتها.

وقال مسؤولون أمريكيون أن الوحدة في وزارة الخارجية ستحول تركيزها على مساعدة الحلفاء على صياغة رسالة محلية محاربة للإرهاب وسيوقف إنتاج أي فيديو أو أي مواد أخرى بالإنجليزية، لينهى الحملة التي سخر منها المعارضون.
وعززت الولايات المتحدة حملتها لمكافحة دعاية تنظيم الدولة الإسلامية من خلال تشكيل خلية ضد التطرف الجهادي ومحاولة إقناع عمالقة الإنترنت بتليين إجراءاتها لتشفير البيانات.
وهذه الإجراءات دليل على الفشل النسبي للسلطات الأمريكية أمام خصم يجيد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتجنيد ولتوسيع نفوذه.
وشكل قيام رجل أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية بإطلاق النار على شرطي في فيلادلفيا (شرق) الجمعة تم توقيفه دليلا على تزايد عدد طالبي الجهاد في الولايات المتحدة.
وصرح نيد برايس المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن «الاعتداءات الرهيبة التي وقعت في باريس وسان برناردينو (كاليفورنيا) هذا الشتاء سلطت الضوء على ضرورة تحرك الولايات المتحدة لحرمان المتطرفين العنيفين مثل المنضوين في تنظيم الدولة الإسلامية من أرضية خصبة للتجنيد».
وأضاف المتحدث أن هذه الخلية ستعمل على «تضافر وتنسيق الجهود» التي تقوم بها على الأراضي الأمريكية وزارتا الأمن الداخلي والعدل.
ويتعرض الرئيس الامريكي باراك اوباما لانتقادات شديدة حول استراتيجيته العسكرية والدبلوماسية والداخلية ضد التنظيم الجهادي وذلك في اطار التوتر الذي يحيط بالانتخابات التمهيدية للسباق الرئاسي في نوفمبر.
وياخذ عليه خصومه الجمهوريون خصوصا امتناعه عن استخدام تعبير «الاسلام المتطرف» ويتهمونه بالتفاؤل المفرط وذلك رغم حملات مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في 50 ولاية امريكية ضد اشخاص يشتبه بانهم يحاولون الانتقال سرا الى التطرف عبر الانترنت.

التواصل الاجتماعي

لهذا السبب ركز كبار المسؤولين في البلاد على سيليكون فالي حيث عقد لقاء مع عمالقة الانترنت في العالم.

واكد ممثلو آبل وفيسبوك وغوغل وتويتر لوكالة فرانس برس مشاركتهم في الاجتماع الذي عقد في مدينة سان جوزيه ويهدف لاعطاء رد حول تشفير البيانات الذي تشكو منه الوكالات الامريكية المكلفة مكافحة الارهاب.
وبحسب البرنامج الرسمي للاجتماع الذي كشفه احد المشاركين لفرانس برس شرط عدم كشف هويته، فان من بين المشاركين ايضا ممثل عن شبكة «لينكد اين» ومنصة تخزين المعلومات «دروب بوكس» بالاضافة الى «مايكروسوفت» و »يوتيوب»، بينما حضر رئيس آبل تيم كوك.
ومن الجانب الحكومي يشارك في الاجتماع وزيرة العدل لوريتا لينش ورئيس مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي ورئيس الاستخبارات جيمس كلابر ومدير وكالة الامن الوطني مايكل روجرز.

ويمثل الرئيس الامريكي باراك اوباما في الاجتماع الامين العام للبيت الابيض دنيس ماكـــــــدونوف اضافة الى العديد من المستشارين المتخصصين في المسائل الامنية.

وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست «انها فرصة للتباحث بصراحة في سبل تعقيد مهمة الارهابيين الذين يستخدمون الانترنت للتجنيد ونشر التطرف وحشد الانصار من اجل ارتكاب اعمال عنف». واضاف ايرنست ان الفكرة هي «انشاء ونشر وتعزيز مضامين ذات مصداقية لمواجهة دعاية تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف».

تسجيلات فيديو مبسطة

وكانت محاولات السلطات الامريكية سابقا للتصدي للدعاية المتطرفة على الانترنت تعرضت للسخرية خصوصا تسجيلات فيديو للـ»اف بي آي» تم انتقادها بانها مبسطة او فيها تمييز ضد المسلمين او انها بالانجليزية وليست بالعربية.

وجاء في تقرير صدر هذا الاسبوع عن معهد «ذي هيريتدج فاونديشن» للابحاث ان استراتيجية مكافحة الدعاية هذه «بلغت حدها الاقصى اذ تنقصها الموارد والاهتمام في العمق».
وتابع التقرير «من الوسائل المهمة لتقويض مصداقية وعقيدة تنظيم الدولة الاسلامية هي التركيز على الاشخاص الذين انشقوا عن صفوفه».
الا ان الاجراءات الجديدة المقررة لادارة تشفير البيانات من خلال افساح «باب خلفي» للشرطة الامريكية، تصطدم بالعديد من المبادئ من بينها حرية التعبير وحماية الحياة الخاصة وثقة المستهلكين في شركات التكنولوجيا الجديدة.
ولم يخف رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي فـــــــي الاسابيع الاخيرة تبرمه من تاخــــــر الــــــردود حول وسائل تحديد هويـــــة المرشحين المحتملين للتطرف على الانترنت.

ارهـــــاب

من جهة اخرى اعلنت الشرطة الامريكية ان رجلا اعلن ولاءه لتنظيم داعش حاول قتل شرطي في سيارته في فيلادلفيا (شرق الولايات المتحدة) باطلاق النار عليه احدى عشرة مرة على الاقل فاصابه بجروح بالغة.

واوضح المسؤول في الشرطة الكابتن جيمس كلارك في مؤتمر صحفي ان المهاجم (30 عاما) قال بعد توقيفه انه «اعلن ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية، ويطيع الله ولهذا السبب اقدم على فعلته».
واضاف قائد شرطة فيلادلفيا ريتشارد روس ان ادوارد ارشر المعروف من اجهزة الشرطة «اعترف» بالهجوم وقال انه قام بفعلته بـ »اسم الاسلام»، مضيفا انه اطلق النار «ما لا يقل عن احدى عشرة مرة من مسافة قريبة جدا» على الشرطي، في هجوم «يثير القلق». واضاف «انه يعتقد ان الشرطة تدافع عن قوانين مخالفة لتعاليم القرآن»، و»انه يستهدف الشرطة ... حاول اغتيال هذا الشرطي».
واكد ريتشارد روس ان اصابة الشرطي جيسي هارتنت (33 عاما) «خطيرة جدا». وكان روس صرح في وقت سابق ان الشرطي اصيب بثلاث رصاصات في ذراعه اليسرى وانه اصيب بكسر في ذراعه. وان بقاء الاخير على قيد الحياة معجزة».
واوضح ايضا ان السلاح المستخدم كان مسدسا للشرطة من عيار 9 ملم سرق في اكتوبر 2013. وتجهل الشرطة كيف حصل المهاجم المقيم في فيلادلفيا عليه. كما تجهل ما اذا كان هناك شركاء له او اذا كان له علاقات اسلامية مؤكدة ان التحقيق ليس سوى في بداياته.
وقــــال روس: «لا يبدو انه غبي، بل انه عنيف للغاية».
وقالت والدة مطلق النار فاليري هوليداي في فيلادلفيا انكوايرر ان ابنها المسلم متدين جدا «وكان يتصرف بشكل غريب في الاونة الاخيرة»، مضيفة «كان يتحدث الى نفسه .. يضحك ويتمتم. كان يسمع اصواتا في راسه».
وقد وقع الهجوم ليل الخميس/ الجمعة عند مفترق طرق قبيل منتصف الليل. وكان جيسي هارتنيت يسير بسيارته التابعة للشرطة عندما تعرض للهجوم.
والمعتدي كان راجلا وقد بدأ يطلق النار على السيارة وهو يتقدم نحوها مع مواصلة اطلاق النار.

تحذيرات

واظهرت الشرطة صور كاميرات المراقبة حيث يظهر المهاجم وهو يرتدي ثوبا ابيض طويل فوق ملابسه ويطلق النار فيما كان يقترب اكثر فاكثر من السيارة حتى اللحظة التي كان يطلق فيها النار وكأنه داخل السيارة من جهة نافذة السائق.

وتظهر الصور بعد ذلك الشرطي خارج سيارته. ورد على اطلاق النار فاصاب مهاجمه بجروح.
وقبيل ذلك قام باخطار الشرطة بواسطة جهاز راديو قائلا «تعرضت لاطلاق نار وانا انزف كثيرا». واشاد رئيس بلدية فيلادلفيا جيم كيني بشجاعته لكنه حذر من اي التباس. وقال كيني «انه امر مريع ومخيف، لكن ذلك لا يمثل باي شكل من الاشكال الدين (الاسلامي)». مضيفا «انه مجرم مع سلاح مسروق. ليس لذلك اي علاقة مع كونه مسلم».
وقد سبق وتم توقيف المعتدي في السابق بحسب الشرطة.
وهذا الهجوم من شأنه ان يزيد المخاوف من تنفيذ هجمات من قبل «ذئاب منفردة» يؤكدون انتماءهم الى تنظيم الدولة الاسلامية في الولايات المتحدة. وهذه المخاوف تنامت الشهر الفائت مع هجوم سان برناردينو بكاليفورنيا حيث قتل زوجان مسلمان متطرفان 14 شخصا.
واعلنت السلطات ايضا توقيف رجلين هذا الاسبوع يشتبه بعلاقتهما مع تنظيم الدولة الاسلامية، احدهما في تكساس (جنوب) والاخر في كاليفورنيا (غرب). واوقف اوس محمد يونس الجياب (23 عاما) وهو فلسطيني عراقي المولد الخميس في ساكرمنتو بكاليفورنيا، وكان وصل من سوريا كلاجئ في 2012. ويتهم بانه عاد الى سوريا للقتال مع مجموعات متطرفة. كما اوقف شاب في الخامسة والعشرين من العمر في روتشستر بولاية نيويورك وهو متهم بانه اراد ارتكاب اعتداء باسم تنظيم الدولة الاسلامية في مطعم في 31 ديسمبر.
وكان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي اعلن العام الماضي ان حوالي مئتي امريكي توجهوا الى سوريا للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية. وتم توقيف اخرين فيما كانوا يسعون للتوجه الى هذا البلد.