«نصيب» يعيد شريان الحياة بين سوريا والأردن

الحدث الخميس ١١/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٤:٤٤ ص

عمّان - وكالات:

يعد معبر نصيب من أهم معابر الشرق الأوسط، كونه يربط الخليج العربي بالبحر المتوسّط، وهو عبارة عن معبر ضخم يقع في مدينة نصيب الحدودية بين الأردن وسوريا

واستعادت دمشق السيطرة على المعبر من أيدي الجماعات المسلحة في يوليو وتأمل في إعادة فتح الطريق نظرا لأهميته الشديدة في آمالها في إنعاش الاقتصاد المدمر وإعادة البناء في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومعبر «النصيب – جابر»، هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، ويقع بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاما على الحدود السورية، حيث تنتقل عبره البضائع بين سوريا وكل من الأردن ودول الخليج.
وقطع إغلاق معبر نصيب في العام 2015 ممراً تجارياً شديد الأهمية كانت تعبره يومياً مئات الشاحنات حاملة البضائع بين تركيا ودول الخليج وبين لبنان ودول الخليج، في حركة تجارية تقدر قيمتها السنوية بعدة مليارات من الدولارات.
وصل عدد الشاحنات التي تعبر من المعبر قبل نشوب الأزمة السورية في 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يوميا، وافتتح معبر «النصيب – جابر» في العام 1997، ويشتمل على 3 مسارات منفصلة - واحد للمسافرين القادمين وآخر للمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية، وثالث مخصص للشاحنات القادمة والمغادرة، كما يشمل على منطقة حرة سورية - أردنية مشتركة ومرافق أخرى لخدمة المسافرين.
ويسمى المعبر الثاني «درعا- الرمثا»، نسبة للمدينتين الحدوديتين المتلاصقتين الذي يقع بينهما، وهو مخصص لحركة المسافرين فقط، وأغلق منذ بدايات الأزمة السورية.
وقال الأردن: إن هناك حاجة لإجراء مزيد من المحادثات مع سوريا قبل إعادة فتح معبر تجاري هام جرى إغلاقه منذ نحو ثلاث سنوات نتيجة الحرب هناك.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن اللجان الفنية من البلدين والتي بدأت المحادثات في منتصف سبتمبر أيلول لم تنته بعد من الترتيبات العملية.
وقال عقب محادثات مع نظيره اللبناني «هناك مباحثات فنية تجري وسيتم فتح الحدود عندما تنتهي اللجان الفنية من الاتفاق على جميع الترتيبات والإجراءات اللازمة لضمان فتح الحدود بما يخدم المصلحة المشتركة».
وتقول مصادر دبلوماسية غربية إن عمان الحليف القوي للولايات المتحدة تقاوم الضغوط الروسية لفتح المعبر نظرا لأن هذا من شأنه أن يساعد دمشق في إظهار أن الحرب تقترب من نهايتها ويمنح الرئيس بشار الأسد مكسباً كبيراً جديداً.
ويؤيد الأردن واشنطن وحلفاءها من دول الخليج العربية في موقفها المتشدد تجاه إيران، وهي بلد يشعر المسؤولون الأردنيون بالقلق حياله بسبب وجوده العسكري المتزايد في سوريا.
ونفى الأردن أنه وافق على موعد لإعادة فتح المعبر بعدما أعلنت سوريا في 29 سبتمبر أن حركة السير والبضائع بدأت. وتراجعت سوريا عن الإعلان في وقت لاحق من ذلك اليوم، قائلة إن المعبر سيفتح مرة أخرى اليوم الأربعاء العاشر من أكتوبر.
وذكر دبلوماسيون ومسؤولون في أحاديث خاصة أن هذه الخطوة تشير فيما يبدو إلى الضغوط المتصاعدة التي تمارسها دمشق على عمان للإسراع بفتح المعبر. وكانت السلطات السورية قالت في وقت سابق إنها قامت بإصلاحات في المعبر لإعادة افتتاحه سريعا وإنه جاهز لاستقبال اللاجئين السوريين.
وطالب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال زيارته إلى عمان الصفدي بالإسراع بإعادة فتح المعبر قائلا: إن هذا سيكون خطوة من أجل الاستقرار في البلد الذي مزقته الحرب.
وقال باسيل: «لدينا أمل كبير أن يفتح معبر نصيب قريباً لتعود الحركة إلى زخمها السابق».
وكان وزير الاقتصاد اللبناني رائد خوري قال لرويترز في يوليو إن المعبر «شريان حيوي» لاقتصاد بلاده حيث يمثل منفذا لصادرات بملايين الدولارات من المنتجات الطازجة إلى أسواق الخليج المربحة.