ديشان مدرب هادئ يرفض الهزيمة

الجماهير الأربعاء ١٣/يونيو/٢٠١٨ ٠٠:١٨ ص
ديشان مدرب هادئ يرفض الهزيمة

باريس - (د ب أ)

قبل عقدين كاملين ، فاز ديدييه ديشان بلقب كأس العالم 1998 كلاعب في صفوف المنتخب الفرنسي لكرة القدم كما فاز بعدها بعامين بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) كقائد للفريق.

وبعد سنوات طويلة ، قاد ديشان فريقه كمدرب في كل من بطولتي كأس العالم 2014 بالبرازيل وكأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا لكن الحظ لم يحالفه في المرتين.

والآن ، يأمل ديشان (49 عاما) في أن يحالفه الحظ في التجربة الثالثة له كمدرب للفريق في البطولات الكبيرة وأن ينتزع مع الفريق لقب بطولة كأس العالم 2018 بروسيا والذي سيكون المونديال الثاني له كمدرب.

ويتسم ديشان ، الذي لا يزال يتحدث باللهجة المميزة لمدينة بايون مسقط رأسه في جنوب فرنسا ، بالهدوء ولكن المباراة الودية للفريق أمام نظيره الكولومبي في مارس الماضي وضعت هذا الهدوء أمام اختبار قاس.

وكان ديشان قاد المنتخب الفرنسي إلى دور الثمانية لمونديال 2014 لكنه خسر صفر / 1 أمام المنتخب الألماني (مانشافت) الذي توج باللقب.

وقبل عامين فقط ، وصل المنتخب الفرنسي نهائي يورو 2016 على أرضه لكنه خسر بنفس النتيجة أمام نظيره البرتغالي.

والآن ، يأمل ديشان في أن يحالف الحظ الفريق في المونديال الروسي ليضيف هذا اللقب إلى سيرته الذاتية كمدرب بعدما فاز كلاعب باللقبين العالمي والأوروبي في 1998 و2000 على الترتيب فيما لم يفز المنتخب الفرنسي بعدهما بأي لقب في البطولتين.

وكان اللقبان العالمي والأوروبي مع المنتخب الفرنسي تتويجا رائعا لمسيرة حافلة بالإنجازات والألقاب كلاعب خط وسط مع بعض الأندية في مقدمتها مارسيليا الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي.

وبعد اعتزاله اللعب ، تولى ديشان تدريب كل من الناديين وأعاد يوفنتوس في 2007 إلى دوري الدرجة الأولى بإيطاليا كما فاز مع مارسيليا بلقب الدوري الفرنسي في 2010 .

ونال ديشان استحسانا وإشادة بالغة بعمله مع المنتخب الفرنسي منذ أن تولى تدريب الفريق في 2012 .

وفي ذلك الوقت ، كان الفريق لا يزال يعاني من مشاركته الكارثية في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي تمرد فيها لاعبو الفريق على مديرهم الفني ريمون دومينيك وخرج الفريق من الدور الأول للبطولة صفر اليدين دون تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته.

والآن ، أصبحت الأوضاع مختلفة كثيرا. ومن الصعب تخيل أو تصور أن يتعرض ديشان لظروف أو مشاكل من هذا النوع خلال مشاركته مع الفريق في المونديال الروسي.

ويتميز ديشان بأنه يؤمن بالأداء الجماعي فوق أي شيء آخر. ولهذا ، لا يبحث عن اللاعبين النجوم بقدر ما يبحث ويعتمد على التوليفة الجيدة بين اللاعبين وعلى الفريق الذي يعمل سويا كوحدة واحدة.

ولا ينتظر أن يعلن ديشان مبكرا عن خطته أو تشكيلة الفريق في المونديال الروسي.

ولكنه قال ، في مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية في كانون أول/ديسمبر الماضي ، : الأداء على مدار الموسم والمستوى الذي ظهر به اللاعبون في مبارياتهم مع المنتخب الفرنسي هو المعيار في اختياراتي لتشكيلة الفريق... ولكن الهدف دائما هو أن تكون فعالا بقدر الإمكان من خلال الأداء الجماعي".

وأوضح : "قائمتي ليست س أو ص أو ع ، أو 23 حرفا أبجديا... إنه نهج عالمي وجماعي ، وليس بالضرورة اختيار أفضل 23 لاعبا".

ويمكن التعرف على الجانب غير الهادئ لديشان واضحا في رد فعله وحديثه القاسي إلى اللاعبين بعد مباراة كولومبيا الودية ، إذا صح ما ذكرته التقارير الصحفية.

ورأى ديشان في هذه المباراة في 23 آذار/مارس الماضي بروفة جيدة لفريقه قبل مواجهة منتخب بيرو في دور المجموعات بالمونديال خاصة وأن المنتخب الفرنسي لم يلتق نظيره البيروفي في أي مباراة منذ 1980 .

ولكن الفريق الفرنسي خسر 2 / 3 أمام نظيره الكولومبي رغم التقدم عليه 2 / صفر في الشوط الأول من المباراة.

واعترف ديشان ، في المؤتمر الصحفي بعد المباراة ، : "الطاقة نفدت ، هكذا قال اللاعبون... ترتكب الأخطاء. ولكن ، بعيدا عن الأخطاء ، كان الإصرار المناسب غائبا".

وذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أن ديشان "الغاضب" حذر لاعبيه مؤكدا أن تقديم أداء مماثل لن يساعهم على التقدم في المونديال الروسي.

كما وجهت شبكة "تي إف 1" التلفزيونية بعدها بأيام قليلة سؤالا إلى ديشان عما إذا كان أظهر للاعبيه الوجه الغاضب.

ورد ديشان : "قلت لهم ما يتعين علي قوله. مثلما أفعل في كل مرة ، ودون رفع صوتي".

وسواء كان ديشان أظهر للاعبيه الوجه الغاضب أو لم يفعل ، ظهر الفريق بشكل أفضل في المباراة الودية التالية بعدها بأيام قليلة وحقق الفوز 3 / 1 على المنتخب الروسي.