علي بن راشد المطاعني
ali.matani2@gmail.com
تكتسب اللقاءات بين المسؤولين والشباب أهمية كبيرة في تضييق الفجوة المتسعة للآسف مع شــــــرائح واسعة منهم معززة بمعلومات مغلوطة مستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي التي ما انفكت تنــــــقل إشاعات وبيانات غير صحيحة، فهذه اللقاءات سوف تبدد الغيوم التي تفصل ما بين الجانبين، اتضح ذلك جليا خلال الجلسة الرمضانية بين الشباب من جـــــهة ووزير السياحة من جهة أخرى والتي نُظــــــمت بعد الإفطار في الأيام الفائتة وامتدت إلى الحادية عـــــــشرة والنصف مساء، وفيها طرح الشباب العديد من التـــــساؤلات المشروعة، بعضها جــــــيدة من الممكن الاستفادة منها، بينما الكــــــثير منها مغالطات وردت عبر وسائل الإعلام باختلاف أوعيتها.
اللقاء اتسم بالصراحة والوضوح، لذلك بدد غيوم الشكوك التي تساور الشباب، وقد جاءوا أصلا للاستماع للحقيقة التي تهفو إليها أنفسهم، وليقفوا عن قرب على أبواب القطاع السياحي بالبــــــلاد، ماله وما عليه، والتحديات التي تواجهه، والآمال العراض المعلقة على كاهله من قبل الوطن، ولقد وجدوا بالفعل ضالتهم لدى المسؤولين ووجدوا الحقيقة المفتقدة كاملة وغير منقوصة، وبالتالي لا حاجة لهم للإصغاء إلى أي أصوات نشاز مهما كان مصدرها براقا.
فاللقاء الذي نظمته وزارة السياحة مع فريق (والله نستاهل) شارك فيه الكثير من الشباب من محافظات السلطنة المهتمين بالقطاع السياحي والمولعين والمغردين في ذات الوقت بمنصات التواصل الاجتماعي، فقد طرحوا أسئلتهم واستفساراتهم على وزير السياحة وكافة المسؤولين بمنتهى الشفافية في تأكيد واضح لحبهم لبلادهم وتطلعهم الصادق في أن يرونه أبدا في المقدمة.
فمثل هذه اللقاءات لو تنظم من قبل اللجنة الوطنية للشباب مع الجهات الحكومية وتكون من إحدى مهامها تقريب وجهات النظر بين الشباب والجهات الحكومية، فسيــــنظر إليها باعتبارها خطوة إيجابية في تعزيز صورتها الذهنية لدى المجتمع والأوساط الشبابية من ناحية عامة.
فهي بمثابة حائط الصد المنيع القادر على مواجهة طوفان وسائل التواصل الاجتماعي وما تبثه من سموم تستهدف كيانات الأوطان وتزعزع الثقة التي يفترض إنها راسخة بين الأجيال وأوطانهم من جهة وأجهزة الدولة من جهة أخرى، وهو ما يفرض فتح الصدور قبل الأبواب للحوار مع فعاليات المجتمع عامة والشباب على وجه الخصوص في كل ما يهم أجهزة الدولة ولتوضيح سياساتها وخططها بهدف إيجاد توازن في إدارة الرأي العام و تعزيز القيم الإيجابية لدى المواطنين.
بالطبع الجهود المبذولة على منصات التواصل الاجتماعي من قبل الجهات الحكومية ووسائل الإعلام كافة نراها جيدة، وإن كانت تحتاج إلى قوة دفع أكبر، ومع هذا فهي لا تغني عن اللقاءات المباشرة، ولعل لقاء وزير السياحة مع الشباب كان نموذجا رائعا.
نأمل من الجهات الحكومية أن تعمل على تنظيم لقاءات دورية مع الشباب وفعاليات المجتمع المدني بهدف توضيح العديد من السياسات والخطط والبرامج التي هي من الأهمية بمكان أن يطلع عليها الشباب لكي يكونوا جزءا لا يتجزأ منها، وبذلك نكون قد أفلحنا في إفشال كل المكائد المنطلقة كيدا وحقدا وعمدا عبر طنين الذباب الإلكتروني بوسائل ووسائط التواصل الاجتماعي.