هكذا يستعد العُمانيون لاستقبال عيد الفطر

مؤشر الثلاثاء ٠٥/يونيو/٢٠١٨ ١٩:٠٤ م
هكذا يستعد العُمانيون لاستقبال عيد الفطر

مسقط - ش
يأتي العيد ليبث الفرحة في نفوس الناس صغارًا وكبارًا، مع مظاهره البهيجة، ولحظاته السعيدة، من خلال الملابس الجديدة، والوجبات المتعددة، إلى غيرها من المظاهر التي ترمز له، لكن يصاحب العيد أحيانًا ظواهرُ متوارثة وأخرى دخيلة "تُرهِق" كاهل الأسر، وتستنزف جيوب أربابها، في وقت يُمكن أن تتم الفرحة بالعيد بعيدًا عن هذه "المرهقات" التي من بينها الإسراف والتبذير في اللباس أو اللحوم أو غيرها من الأمور. ويمثل الاستعداد للعيد فرصة لأن يراجع المستهلك نفسه قبل الإقدام على أي خطوة قد تقيّده لاحقا. وهنا يبرز دور الهيئة العامة لحماية المستهلك التي يرتكز عملها على شقين هما الدور التوعوي من خلال إرشاد المستهلكين بالطرق الصحيحة للاستهلاك في العيد، والرقابي من خلال متابعة الأسواق ومتابعتها باستمرار.

في البداية يقول حمد بن عبدالله الحوسني معلم تربية إسلامية والمشرف العام على مسابقة رتل وارتق للقرآن الكريم بأن هنالك بعض الجوانب المتعلقة بالاستعداد للعيد منها الحرص على أداء العبادة الحالية على أكمل وجه، وأن يكون ختامها أفضل من مبتدئها، والتهيؤ النفسي للانتقال من نوع من العبادة إلى نوع آخر منها، مع ما يتطلبه ذلك من مشاعر وأحاسيس وأقوال وأفعال، والإعداد لبعض ما يلبس في العيد قبل فترة كافية؛ حتى لا يشغل الاستعداد المتأخر المتعلق بذلك عن العبادة، وتجنبًا للازدحام، وحتى لا يضطر لشراء ما يريد بسعر غال.
وأوضح الحوسني بأنه وضع خطة لقضاء إجازة العيد تشمل الجوانب الروحية والنفسية والصحية والاجتماعية والمالية وغيرها، وذلك بتوفير الطعام المتعلق بزكاة الفطر، وإخراجها في وقتها ولمستحقيها، وإعداد بطاقات التهنئة بالعيد للمشاريع التطوعية التي يشارك فيها كمسابقة رتل وارتق للقرآن الكريم.
وينصح الحوسني المستهلكين بشراء ما يحتاجونه ملتزمين بالمنهج الوسط البعيد عن الإفراط والتفريط، وأن على كل شخص أن يتعامل وفق إمكاناته، ولا يحمل نفسه فوق طاقتها ولا يرهقها بالديون، وليس معنى ذلك أن يقتر الإنسان على نفسه وعلى أهله، بل يكون أمره معتدلا، وليوسع على نفسه وأهله دون إسراف أو مخيلة، وليحرص على الاستفادة من العروض للأغراض التي يحتاجها هو وأسرته ولكن ليس على حساب الجودة؛ إضافة إلى الحذر من الإعلانات المضللة، ولا يكن لاهثاً خلف إغراءات الموضة، وليراعي الله ودينه فيما يشتريه، وما أجمل أن يقصد في شرائه محلات أبناء بلده ومن هو في حاجة ماسة لعول نفسه وأسرته؛ فإن في ذلك تكافلاً ومنفعة لاقتصاد البلد. وجميل أن تعد الأسرة كثيرا من احتياجاتها في العيد وغيره؛ ففي ذلك منافع صحية واقتصادية.

للابتعاد عن الازدحام
ويوضح هلال الجنيبي -مستهلك- بأنه قد أكمل استعداده للعيد قبل دخول شهر رمضان، حيث قام بخياطة ملابسه وملابس أبنائه كما قام بشراء احتياجاته الأخرى. وأوضح أن السبب في ذلك رغبته في الابتعاد عن الازدحام الذي يصيب الأسواق قبل أيامٍ من العيد، وكذلك تخطيطه المالي في هذه المناسبة، حيث خصص جزءًا من راتب شهر مايو الماضي لها.

الوقت لا يزال كافياً
ويذكر عمر الحجري –مستهلك- بأنه لا يزال يبحث عن شراء "الذبيحة" نظرا لتفاوت أسعارها بين منطقة وأخرى وكذلك تبعًا لنوعها، وقد يتعاون مع إخوانه في تقاسم المبلغ إذا وجدوا بأن السعر مرتفع، موضحًا بأن هذا الأمر له فوائد وسلبيات، فالفوائد هي روح الألفة والمحبة بين العائلة في عملية المشاركة بالشراء والذبح، والسلبية أن الذبيحة الواحدة قد لا تكفي لأكثر من عائلة.
وذكر الحجري بأنه لم يستعد للعيد بعد معتقدًا بأن الوقت كافٍ للانتهاء من شراء الحاجيات قبل العيد بأيام حيث أن أغراضه كلها يستطيع الانتهاء منها خلال يومين اثنين، فلماذا الاستعجال خصوصًا وأنه قد خصص مبلغًا للعيد ولا يتوقع بأنه سيزيد عنه.

ضرورة وجود خطة شرائية
وقالت ابتسام السليمانية –مستهلكة- بأنها بدأت الاستعداد للعيد منذ فترة حيث أن التفصيل يأخذ وقتًا، كما أن البحث عن بعض الماركات يتطلب وقتًا وصبراً أيضا. وتضيف بأن الأسواق خلال الشهر الفضيل تزداد ازدحامًا لذا فإن من يكره التسوق في هذه الحالة عليه أن يبكّر في استعدادته، ويكون مستعدًا لأي نقص أو طارئ.
وتؤكد السليمانية بأن وجود خطة شرائية لاحتياجات العيد أمرٌ ضروري لرب كل أسرة، حتى يبتعد عن العشوائية في التسوّق، وبالشكل الذي لا يرهق ميزانيته، ويحقق له الهدف وهو شراء الاحتياجات الضرورية بكلفة مناسبة.
وتطالب السليمانية الهيئة بتشديد الرقابة على الأسواق وزيادة الحملات التفتيشية قبل العيد بفترة كافية، بهدف التعامل مع حالات الغش أو محاولات استغلال الفرصة لرفع الأسعار أو تمرير بعض السلع منتهية الصلاحية أو المغشوشة، حيث أن ذلك من شأنه أن يجعل عملية التسوق سلسة ومفيدة للطرفين التاجر الذي يريد أن يبيع بضاعته، وللمستهلك الذي يود الشراء.

جهود الهيئة
وأكد هلال بن سعود الإسماعيلي مُدير دائرة تنظيم ومراقبة الأسواق بالهيئة بأن الاستعدادات لقدوم عيد الفطر المبارك تمت من خلال إعداد برامج مكثفة لمتابعة الأسواق خلال هذه الفترة وذلك لضمان توافر السلع الاستهلاكية الأساسية، والتأكد من عدم رفع الأسعار استغلالا لهذه المناسبة.
وأشار إلى أن الهيئة قامت بتكثيف الرقابة من خلال تنفيذ برنامج رقابي لمختلف المراكز التجارية التي يقوم المستهلكون بالتسوق منها خلال الفترة التي تسبق إجازة عيد الفطر المبارك وما بعد الإجازة وذلك من منطلق حرص الهيئة على تواجد مأموري الضبط القضائي بالأسواق على فترتين صباحية ومسائية لمتابعة البلاغات الواردة عن طريق قنوات الاتصال المختلفة وبالتالي التحرك السريع واتخاذ الإجراءات المناسبة حيال كل بلاغ يرد إلى الهيئة، مؤكدًا ضرورة أن يلتزم التجار ومزودو الخدمة بقانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية.